ما الذي يحدث داخل مؤسسة «مؤمنون بلا حدود»؟

باحثون دون تعويضات، سعيدة شريف تفك الارتباط بها
والمؤسسة تشارك في لقاء بصفتها دار نشر !

 

وصل الحوار الذي فتحته مفتشية الشغل بين طاقم تحرير مجلة «ذوات» الإلكترونية المتوقفة عن الصدور ومحمد العاني المدير العام لمؤسسة «مؤمنون بلا حدود» التي تشرف على إصدار المجلة إلى الباب المسدود بعد آخر لقاء للطرفين بحضور مفتشة الشغل، والذي اقترح خلاله مدير المؤسسة تحديد قيمة 70 بالمائة من مبالغ التعويض عن الفصل تحتسب على أساس الراتب الأساسي ولن تصرف إلا بعد توصل المؤسسة بالدعم الذي تمنحه المؤسسات الشريكة والداعمة دون تحديد سقفي زمن لذلك، وهو ما اعتبره المتضررون لا يرقى حتى للتعويضات القانونية التي تخولها مدونة قانون الشغل ، ودون استحضار لبنود قانون الصحافة .
وكانت الزميلة سعيدة شريف رئيسة تحرير المجلة، والتي تربطها عقدة عمل مع المؤسسة بصفتها صحافية مهنية، وهي الصفة التي حاول مدير المؤسسة إنكارها خلال جلسات الحوار، قد صرحت لنا في اتصال معها أن سير العمل كان عاديا داخل المؤسسة قبل أن يتم إخطار الصحفيين والعاملين يوم 19مارس الماضي بقرار الاشتغال عن بعد بسبب جائحة كورونا وسط أخبار غير مؤكدة عن نية المؤسسة تحويل مقرها إلى مكان آخر بسبب ارتفاع السومة الكرائية.
وتضيف شريف أنه بتاريخ 26 مارس تم استدعاؤها من طرف المدير العام للمؤسسة محمد العاني ،وإخبارها بالظروف المالية الخانقة داخل المؤسسة للبحث عن حلول فكان أن تم اقتراح بدائل كالخصم من الأجور من أجل استمرار المجلة دون التطرق لمسألة الاستقالة، قبل أن يفاجأ الجميع في فاتح أبريل برسائل إلكترونية تتضمن شكرا للطاقم ومعه طلب تقديم استقالة، وهو ما تم رفضه قبل أن يتوصلوا في9 من نفس الشهر بقرار الفصل لأسباب قاهرة ودون سلك السبل القانونية التي تتبع في مثل هذه الحالات كإغلاق المؤسسة أو إعلان التصفية القضائية ، وهو ما حدا بهم إلى التوجه بشكايات إلى النقابة الوطنية للصحافة المغربية ومفتشية الشغل.
سعيدة شريف،رئيسة تحرير مجلة «ذوات» سابقا عممت منذ يومين بيانا وجهته للرأي العام، تخبر فيه عموم قراء المجلة والباحثين والمثقفين الذين تعاملت معهم طيلة رئاستها لهيئة تحرير المجلة، لما يناهز ست سنوات، أنه لم تعد تربطها أية صلة بالمؤسسة المصدرة للمجلة «مؤسسة مؤمنون بلا حدود».
وأكدت شريف حسب البيان أن خطوتها هاته نابعة « من التزامي الأخلاقي والمهني، أنهي إلى علم الكتاب والباحثين والإعلاميين المغاربة والعرب الذين تشرفت بالتعامل معهم طيلة فترة اشتغالي بمؤسسة «مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث»، وتحديدا في مجلة «ذوات» الثقافية العربية الإلكترونية، التي ترأست تحريرها لما يناهز ست سنوات، أنه لم تعد لي أية صلة بمؤسسة «مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث»، وأن مجلة «ذوات» قد توقفت عن الصدور، وسيظل رصيدها الثقافي والمعرفي، والملفات الشائكة التي تناولتها رهن إشارة الباحثين في 62 عددا، ويمكن لكم الاطلاع عليها في مواقع أخرى، غير موقع «مؤمنون»، لأن الكثير من المواقع المتخصصة التي تهتم بما كانت تنتجه مجلة «ذوات»، كانت تحمل المجلة وتضعها في مواقعها».
كما دعت سعيدة شريف كل الكتاب والباحثين المغاربة والعرب الذين لديهم تعويضات عالقة لدى المؤسسة، والتي أكدت لنا أن بعضها يصل إلى سنتين من االتأخير رغم وجود تعاقدات قانونية بين بعضهم وبين المؤسسة. وقد أشارت بهذا الصدد إلى أنهم بدورهم بصدد إصدار بيانات لشجب هذا السلوك ، داعية إلى « التواصل مباشرة مع المدير العام للمؤسسة دون تحمل عناء التنقل إلى مقرها لتنقل « لأنه مغلق، وتم نقله إلى وجهة غير معلومة»، متوجهة بالشكر الى كل الكتاب والباحثين والإعلاميين المغاربة والعرب الذين دعموها طيلة هذه الفترة، ولم يترددوا في الاستجابة للمساهمة في مجلة «ذوات».
وكانت مجلتا «ذوات» التي ترأس إدارة تحريرها سعيدة شريف و»يتفكرون» التي يشرف عليها الباحث في الفلسفة حسن العمراني قد توقفتا عن الصدور في أبريل الماضي، وهو التوقف الذي صرح بخصوصه المدير العام لمؤسسة مؤمنون بلا حدود «محمد العاني» أنه جاء نتيجة تجميد جمع أنشطة المؤسسة بسبب التداعيات التي فرضتها جائحة كوفيد 19 قبل أن تظهر أصوات أخرى تستبعد كل ربط للتوقف بالجائحة، مرجحة أن يكون إغلاق المؤسسة وتجميد أنشطتها بالمغرب بسبب التوتر الذي تعرفه مؤخرا العلاقات المغربية – الإماراتية بحكم أن الإمارات هي التي تمول المؤسسة التي يوجد مقرها بالمغرب منذ 2013 بعد أن رفضت كل من الأردن وتونس ومصر والجزائر منحها مقرا، كما أنه لم يتم التطرق لمآل مجلتي «تأويليات» التي يشرف عليها التونسي محمد المحجوب و»ألباب» التي يشرف عليها الموريتاني عبد الله ولد باه، واللتين يشتغل بهما العشرات من الباحثين والصحافيين المغاربة.
وإذا كانت مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» صرحت بأن تجميد جميع أنشطتها بالمغرب تحت ذريعة الضائقة المالية وتوقف الدعم وانعدام مداخيل مبيعات الكتب والمعارض، فإن رئيسة تحرير» ذوات»، أكدت أن المؤسسة لم تعتمد يوما على هذه المداخيل بل كانت تمول الإصدارات والمعارض والمؤتمرات فقط من منح الداعمين ، ولم تكن يوما مؤسسة ربحية ،مثيرة في هذا الصدد عودة الموقع الإلكتروني للمؤسسة للاشتغال حيث بدأ منذ مدة بنشر المقالات ، مضيفة أن المؤسسة أعلنت مؤخراعن مشاركتها في «مهرجان القراءة» عبر تقنية المباشر، وهي المشاركة التي تتم تحت يافطة دار نشر مغربية وليس مؤسسة للأبحاث والدراسات، إذ توجد دار نشر للمؤسسة بلبنان وترأسها الباحثة السورية ميادة الكيالي، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام.
وأضافت سعيدة شريف أن قرار التوقف كان مفاجئا خصوصا في هذه الظرفية الحرجة لأنه يأتي من داخل إدارة المؤسسة في وقت كان هذا التخوف قائما قبل سنتين بعد حادثة مؤتمر المؤسسة بالأردن في 2018 الذي تم منعه بسبب موضوعه والذي كان حول «انسدادات المجتمعات الإسلامية والسرديات الاسلامية الجديدة: حقيقة الله «والذي يتضمن في إحدى فقراته ندوة حول «التاريخ الشعبي لولادة الله» بعد احتجاج البرلمانيين الأردنيين وما تلا ذلك من حادثة الأمين العام للمؤسسة يونس قنديل حول اختطافه المختلق والذي انتهى بالحكم عليه بسنتين وتجميد عضويته داخل المؤسسة بالأردن.
يذكر أن العدد الأخير 62من مجلة ذوات الإلكترونية صدر في 20 أبريل الماضي وضم ملفا حول «الشعر والدين :بين التجاوب والتوتر» وأشرف عليه الناقد المغربي خالد بلقاسم.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 04/07/2020