دورة استثنائية ساخنة بالمجلس الجماعي لمدينة أكادير بعد الإعلان عن بيع عقارات المدينة

من المرتقب أن تعرف الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لمدينة أكادير، ملاسنات شديدة بين الأغلبية المسيرة للبيجيدي بأغلبية مطلقة، وبين المعارضة الاتحادية ومن معها من أحزاب أخرى، بسبب نقطتين تم إدراجهما في جدول أعمال دورة الخميس 16 يوليوز2020، تتعلق الأولى بالتصويت على بيع عقارات مدينة أكادير، والثانية بالمصادقة على طلب قروض من صندوق التجهيز الجماعي.
وهما النقطتان التي سجلت بصددهما المعارضة الاتحادية داخل المجلس، في بيان أصدرته يوم الجمعة 9 يوليوز2020، رفضها لبيع كل عقارات المدينة في المزاد العلني تحت أية أي ذريعة مهما كانت فوائدها، لأن عقار ملعب الانبعاث والمخيم البلدي والمستودع البلدي هي عقارات مهمة وتساوي ملايير الدراهم، لكونها أولا توجد في قلب مدينة الانبعاث، وثانيا لمساحاتها الكبيرة حيث يتربص بها منذ مدة طويلة جميع المستثمرين الجشعين الذين لا يهمهم تراث المدينة وتاريخها وذاكرتها التي ناضلت عليها المجالس البلدية المتعاقبة على تسيير شؤونها منذ 1976 إلى الآن.
ولذلك رأينا كيف تصدى المجتمع المدني وجمعياته، منذ ثلاث سنوات، لمحاولة تحويل قاعتين للسينما «سلام» وسينما «صحراء» إلى مشاريع سكنية تدر على أصحابها أموالا طائلة بحيث تسببت احتجاجات المجتمع المدني في تدخل لوزارة الثقافة من أجل تقييد هاتين القاعتين في سجل التراث المادي للمدينة وذاكرتها الرمزية، وفي الضغط على المجلس البلدي من أجل اقتناء سينما «صحراء» بتالبرجت وتحويلها إلى دار للفنون أو متحف يحفظ ذاكرة المدينة.
لكن اليوم تعرف جماعة مدينة أكادير، جدلا واسعا وتسخينات من قبل الطرفين، من أجل الحسم في عقارات البلدية ومحاولة بيعها لتمويلها في مشاريع سياحية كبرى ستعرفها المدينة في السنوات الأربع المقبلة، ونظرا لحاجة الجماعة للملايير من الدراهم، ستعمل على تمرير نقطة طلبات قروض من صندوق التجهيز الجماعي للتصويت، وهي النقطة التي تتحفظ المعارضة على التصويت عليها وتمريرها تحت مبرر أنها ستغرق الجماعة الحضرية في ديون كثيرة قد لا تستطيع في المستقبل تسديدها بسهولة.
ونتمنى ألا تلجأ الأغلبية المسيرة للبيجيدي إلى إعمال ديكتاتورية أغلبية التصويت للإعلان عن جلسة مغلقة وبالتالي ستحرم الصحافة/السلطة الرابعة، وأيضا عموم المواطنين من متابعة أقوى اللحظات التي ستعرفها دورات المجلس الجماعي من حيث دفوعات وترافعات كل طرف على حدة.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 16/07/2020