قضيتا الجديدة والرجاء والماص وشباب الحسيمة تفرضان تعديل قوانين الجامعة

مازال القراران الصادران عن لجنتي التأديب والروح الرياضية والاستئناف، التابعتين للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بشأن مبارتي الدفاع الجديدي والرجاء والمغرب الفاسي أمام شباب الريف الحسيمي يخلقان الجدل والتفاعل، خاصة وأن عدة مصادر أكدت على أنهما يعكسان بالملموس قصور القوانين العامة للجامعة.
وأشارت مصادرنا إلى أن حكم لجنة الاستئناف في واقعة مباراة الماص وشباب الحسيمة جانب الصواب، مشددة على أن قرار اللجنة التأديبية، الذي كان قد قضى في البداية بهزيمة الفريق الحسيمي ومنح الانتصار للمغرب الفاسي كان صحيحا، لكن تعليله هو الذي لم يكن دقيقا، لأن واقعة التدليس ثابتة ومؤكدة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قوانين الفيفا تنص بصريح العبارة على أنه متى ثبتت واقعة التدليس فإن الفريق المتورط فيها يكون منهزما بقوة القانون، مع ترتيب كافة الجزاءات المرتبطة بذلك، حتى لو لم يتم الطعن في نتيجة اللقاء.
وتساءلت مصادرنا كيف أن لجنة الاستئناف قضت بنتيجتين متعارضتين لمباراة واحدة (الحكم بهزيمة شباب الريف الحسيمي وتعادل الماص)، وهو أمر يبعث على الاستغراب، ويؤكد حاجة القوانين العامة للجامعة إلى مراجعة عاجلة، لأنها غير متلائمة مع نصوص الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وبالنسبة لواقعة الدفاع الجديدي والرجاء، فقد لمحت مصادرنا إلى أن القانون المغربي لا يتسم بالعقلانية، لأن التنصيص على توفر شرط 72 ساعة الفاصل بين مباراة دولية بالخارج وخوض مباراة عن مسابقة محلية غير كاف، لأن المسافات بين العديد من الدول الإفريقية طويلة، ولا يتحقق في كثير منها شرط ثلاثة أيام كاملة، حيث أنه في بعض الأحيان قد يصل إلى أكثر من أربعة أيام، وهنا دعت مصادرنا إلى ضرورة ترشيد مشاركة الفرق المغربية في المسابقات الخارجية، عبر الاقتصار على مشاركة واحدة فقط، وعلى الفرق المعنية أن تضبط أمورها بالشكل الذي يضمن السير العادي لمنافسات الدوري الاحترافي.
ويتبين من المواقف المتطابقة لمصادرنا أن الحاجة أصبحت ملحة لملاءمة قوانين وأنظمة الجامعة من تشريعات الفيفا، وتحيين الفصول التي تحمل تعارضا في هذا الباب، وهذا هو السبيل الوحيد لضمان سير عادي لمنافسات الدوري الاحترافي ومسابقة كأس العرش. فعندما يسجل فراغ قانوني على مستوى أنظمة الجامعة، يتعين على اللجن المختصة أن تعود تلقائيا إلى قوانين الفيفا، التي تعتبرها القوانين العامة للجامعة مصدرا قانونيا يتعين الرجوع إليه كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
يذكر أن تفاعلات الملفين مازالت متواصلة، حيث يدرس الفريق الفاسي إمكانية اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي بلوزان، فيما وضع الدفاع الجديدي، الذي اعتبر أنه بات طرفا في خلاف الرجاء والعصبة الاحترافي لكرة القدم، استئنافا يطالب فيه بنقط الانتصار في هذه المباراة، التي أعيدت برمجتها من جديد، وحُدد يوم الاثنين المقبل موعدا لها بملعب العبدي بالجديدة.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 23/07/2020