شعر : أَنْتَعِلُ ظِلِّي

 

-1-
هجير:
فِي عزِّالْجَائِحَة،
خَيَّمَ هَجِيرٌ.
كُنْتُ وَحْدِي
حِينَ رَاوَدَتْنِي أَنْوَاءُ ذِكْرَى؛
حَمَلَتْنِي لأُكَاتِبَكَ مِنْ
بَعِيد،
أَنَا الْكَلِيمُ
مِنْ أَسَى
ذِكْرَاك.
أنَا الكَظِيمُ
مِنْ وَقْدِ وَجْدٍ
يُمَزِّقُ صَدْرَ صَدْرِي.
أُحَدِّق فِي الْهَجِير
عَلَّنِي، مِنْ سَرَابِ الْحَرِّ،
أَرْسُمُ طَيْفَكِ
شَفَّافًا…
أُنَادِيكِ
فلاَيَسْمَعُ هَمْسِي
إلاَّ غَيْمٌ أبْيَض
فِي أَدِيمِ السَّمَاء
شَرِيد…
أَرْشُفُ مَاتَبَقَّى مِنْ قَهْوَتِي الْمُرَّة
فَأَنْتَعِلُ ظِلِّي
بَيْنَ دُرُوبِ الْغُرْبَة
حَاضِنًا صَبَابَتِي؛
وَلظَى عشْقٍ
يُحَاصِرُنِي بِشَكْلٍ
عَنِيد…

-2-
مدينة:
طَيْفُكِ عِنْدَ الأَصِيلِ
بَغْتَةً
زَارَنِي،
فَطَفِقْت،إِلَى الْغَسَقِ،أَجُوبُ أَزِقَّةَ
الْمَدِينَة…
وَفِي الْمَدِينَة
رَأَيْتُ أَشْبَاحَ
مَجَانِين،
وَسَكَارَى
مُتَرَنِّحِين…
رَأَيْتُ وُجُوهاً من
حَوْلِي،
وَمَا رَأَيْتُ وَجْهاً
يُذَكِّرِنِي بِطَيْفِك يَا لَيْلَى!
بَيْنَ
ٱلْعَابِرِين
فَكَيْفَ لِي أَنْ أَرْسُمَ قَلباً
لَكِ
كَمَا يَصْنَعُ ٱلأَطْفَالُ
فِي قِصَصِ
ٱلْعَاشِقِين…
-3-
ضحى:
بُعَيْدَ ٱلْفَجْرِ،
خِلْتُكِ بَيْنَ إضْبَارَاتِي،
فَقَلَّبْتُ كَوَاغِدِي ٱلَّتِي حَبَّرْتُهَا
بِٱلأَمْس
لَيْلاً؛
دُونَ أَنْ أَعْثُرَعَلَى تَقَاسِيمِ
مُحَيّاك.
وَفِي ٱلْفَنَاء،
جَلَسْتُ قُبَالَةَ كُوَّةٍ فِي
ٱلْجِدَار
أَخْزُرُفِي سِهَامِ شَمْسِ ٱلضُّحَى؛
تَرْشقُنِي،
فَأغْمِضُ عَيْنِي فِي
شُرُود
عَسَانِي أَصْنَعُ مِنْ ضِيَاءِ
ٱلْكُوَةِ
أَثَراً
لِقوَامِك..


الكاتب : ناصر السوسي

  

بتاريخ : 14/08/2020