وصايا مفتوحة على العقل والوجدان 93 : مي زيادة

لعلنا في لحظة قاسية من التحول العنيف للزمن، لا نرى منه إلا ما نحياه من أيام وليال ثقيلة ومتغيرة. فلا نجد إلا من يبصر هذا التحول في القيم والوجدان والأفكار لدى مفكرين وأدباء، وبعض كبار الفاعلين ممن امتلكوا حدوسا استثنائية.
وهذه الحلقات اختيارات من أقوال لمفكرين وفلاسفة وسياسيين وأدباء من مختلف التعبيرات، من عصرنا ومن عصور سابقة ، ينتمون الى تيارات مختلفة، كان لهم تأثير من خلال كتاباتهم او أفعالهم. أقوال هي وصايا مفتوحة على العقل والوجدان، هدفها الانسان والمجتمع والحياة، تتخذ صيغة الخبر والخطاب وتنتصر للأمل..

 

كاتبة وأديبة فلسطينية لبنانية، تعتبر من أشهر الأدباء العرب في العصر الحديث، أتقنت عدة لغات وكتبت في كبريات الصحف والمجلات المصرية. أما قلبها، فقد ظل مأخوذاً طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده، رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا، واتخذت مراسلاتها صيغة غرامية عنيفة، وهو الوحيد الذي بادلته حباً
بحب، وإن كان حباً روحياً خالصاً.
– لو كنتَ حاضرا بالجسد لهربت منكَ خجلا بعد هذا الكلام، ولاختفيتُ زمناً طويلاً خوفا من أن أدعك تراني إلا بعد أن تنسى.
– أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب، أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير.
– سأتصوركَ عليلا لأشفيك، مصابا لأعزيك، مرذولا لأكون لك وطن، سجينا لأشهدك ب أي تهور يجازف الإخلاص، ثم أبصركَ متفوقا فريدا لأفاخر بكَ و أركن إليكَ.
– إني أخاف من الحب كثيرا، ولكن القليل من الحب لا يرضيني.
– ولا أصدق سوى نظرتي فيك، وهي أبر شاهد.
– الألم محسن كبير، لأنه يجردنا من الغرور والدعوى.
– الصداقة تزرع الحياةَ أزهارا.
– الألم الكبير تطهير كبير.
قال فيها حبيبها الروحي الشاعر جبران خليل جبران :
– ميّ، ومن في الناس يجهلها ؟ فالطيب لا يخفي إذا انتشرا.
– لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة، ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.


الكاتب : عاطف محمد

  

بتاريخ : 18/08/2020