الصحة أمام تحدّي منع وصول مرضى كوفيد إلى مرحلة التنفس الاصطناعي والموارد البشرية الإكراه الكبير

الحاجة إلى تعبئة مجتمعية قوية وتفادي المسؤولين في مختلف المواقع

لكل ما من شأنه أن يشكل عاملا لنشر العدوى

 

أكد البروفسور جمال الدين الكوهن، أن الأولوية اليوم لمواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 تكمن في تعبئة الموارد البشرية الصحية المتوفرة واستثمارها استثمارا عقلانيا ناجعا، والقيام بكل الإجراءات الضرورية لتفادي وصول المرضى إلى مرحلة وضعهم تحت التنفس الاصطناعي. وأبرز رئيس الفدرالية الوطنية لأطباء الإنعاش والتخدير بالمغرب في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، ردّا على سؤال الجريدة بخصوص أجهزة التنفس الاصطناعي، أن النقاش كان منصبا بقوة عليها خلال مرحلة من مراحل الجائحة في الوقت الذي كانت فيه الحدود مغلقة، وكان التخوف من الوصول إلى مرحلة تقتضي ضرورة الاستعانة بها، مشددا على أن تصنيعها وتسخيرها لاحقا في العلاج يتطلب توفر جملة من المواصفات وقطع مجموعة من الأشواط والمساطر، مؤكدا أنه حتى لو توفرت فإن التحدي الكبير المطروح اليوم والذي يعتبر أولى الأولويات، يكمن في الموارد البشرية من جهة، وفي الحيلولة دون تدهور الوضع الصحي للمصابين بكوفيد 19.
وأوضح البروفسور الكوهن، أن العناية المركزة تعتبر جسرا لإنقاذ الأرواح والحيلولة دون وصول المرضى إلى مرحلة التنفس الاصطناعي التي تعتبر مرحلة جد صعبة وحرجة، مؤكدا الحاجة إلى مساهمة الأطباء من مختلف التخصصات في التكفل بهذه الوحدات وتوفير كل العناية اللازمة لكي لا تتطلب الوضعية الصحية للمريض نقله إلى الإنعاش، وهو ما يفرض مراجعة مؤهلات العرض الصحي للقطاع الخاص للعمل بالتوازي مع القطاع العام من أجل تخويل الولوج السلس والسهل للمرضى إلى العلاج، وتفعيل البروتوكول العلاجي وتمكين المشتبه في إصابتهم بالمرض من الدواء حتى قبل صدور نتائج اختبارات الكشف لتفادي المضاعفات الصحية المختلفة.
وأبرز رئيس الفدرالية الوطنية لأطباء الإنعاش والتخدير، أنه يتعين تعبئة كل الجهود من أجل العزل المبكر للمرضى والتكفل بعلاجهم قبل تدهور وضعهم الصحي، لأن هذه المنهجية التي جرى اعتمادها في البداية كانت قد أعطت أكلها بشكل كبير، داعيا إلى تعبئة المجتمع المدني وإلى كافة قواه الحية في هذه المواجهة، بالتواصل والتحسيس والتوعية، وباتخاذ القرارات السليمة كل من موقعه في تدبير القضايا العمومية، لتفادي كل ما من شأنه أن يشكل عاملا لنشر العدوى .
هذا وقد تسببت الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 في تسجيل 1537 حالة إصابة جديدة إلى غاية مساء الأحد 2 غشت 2020، إلى جانب 30 وفاة أخرى، رفعت حصيلة الوفيات في بلادنا إلى 888 حالة وفاة، في حين ارتفاع مجموع الإصابات منذ بداية الجائحة إلى 52 ألفا و 349 حالة إصابة بالداء، وواصلت جهة الدارالبيضاء سطات تصدّرها لقائمة الإصابات على مستوى جهات المملكة بـ 639 حالة إصابة، متبوعة بجهة فاس مكناس بـ 232 حالة، فجهة مراكش أسفي ثالثة بـ 172 حالة، أما جهة بني ملال خنيفرة فقد حلّت في المركز الرابع بـ 119 حالة إصابة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/08/2020