أغلبية الفرق تطالب بتأجيل محدود للدخول المدرسي حتى إعداد خطة محكمة

شقران أمام .. التعليم الحضوري هو الأصل ونرفض تبخيس عمل المؤسسات

شدد ممثلو الفرق النيابية والمجموعة النيابية بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب على أهمية المقاربة التشاركية وضرورة تشاور الحكومة وإشراكها لمجلس النواب عبر لجانه المختصة، واعتبر أغلب المتدخلين أن الوزير جاء للبرلمان بعد إصداره بيانات وطرحه لتصور ذي صيغتين للدخول المدرسي، وفي اللقاء نفسه كشف رئيس اللجنة محمد ملال عضو الفريق الاشتراكي عن مدينة الصويرة، أنه سبق وطالب بعقد لقاء عدة مرات ولم تتم الاستجابة في وقته وحينه من أجل التشاور وتجويد القرار، مذكرا الوزير بطلبه في آخر لقاء، تأجيل دراسة الدخول المدرسي من أجل الوصول إلى تصور حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أن الأعراف البرلمانية والتقاليد الراسخة وكذا النظام الداخلي تشجع على التعاون والتنسيق من أجل نجاعة القرارات.
بدورها رفضت أغلب التدخلات، في ذات اللقاء، أن يتحول البرلمان إلى مجرد آلية للتسجيل والإخبار .
وتدخل باسم الفريق الاشتراكي أمام شقران، رئيس الفريق، الذي شدد على أن الوضعية خاصة واستثنائية بل حتى القرارات استثنائية، مشيرا إلى الخطاب الملكي الذي حث على ضرورة نهج السلوك المثالي من طرف الجميع من أجل تجاوز الأزمة، وأكد أن المواطن يعيش لحظة قلق بالغ، وهو ما يتطلب عقد اجتماعات اللجان حتى نمكنه من الحقيقة ومن المعطيات الحقيقية ومن مصدرها الأصلي، مشيرا إلى أن طلب عقد لقاء لأية لجنة الهدف منه تبديد الخوف.
وكشف شقران أنه لوحظ نوع من التراخي من طرف الجميع في مواجهة الآفة المدمرة، و»لأجل ذلك، يقول شقران، طالب الفريق الاشتراكي بانعقاد اللجان المعنية لأننا نستشعر الخطر»، محذرا من المزاجية في التعامل مع القرارات وإصدارها وتنفيذها، مشيرا إلى أنه في عدد من المناطق لا أثر للإجراءات الاحترازية، وأضاف أن الحكومة مطالبة بالاستجابة لطلبات عقد الاجتماعات بسرعة لأن البرلمان يقوم بواجبه «ونحن نرفض تبخيس عمل المؤسسات، والبرلمان اشتغل طيلة الصيف حتى يلعب دوره كاملا». كما طالب شقران الوزيرَ بأن يقدم الإجراءات العملية لإنجاح أي اختيار، مشيرا إلى أن الحكومة ارتكبت خطأ كبيرا وفادحا حين منعت خروج الأطفال أثناء الحجر الصحي مما جعلهم ضحية وعرضة لأمراض نفسية كبيرة وآثار سلبية سترافقهم مدة طويلة.
وخلص شقران إلى أن الأصل في التعليم هو الحضوري وعن بعد يبقى هو الاستثناء، كما أشار إلى وضعية الطلبة المغاربة المزرية بالخارج وضرورة اهتمام الحكومة بهم وبقضاياهم .
من جهته قال السعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إن قرار اعتماد التعليم عن بعد والتعليم الحضوري، حكيم وعقلاني، نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر منها البلاد.
وكرر أمام النواب قراره رفض تأجيل الدخول المدرسي لهذه السنة، وقال مخاطبا الفرق البرلمانية التي دعت إلى تأجيل الدخول المدرسي:» لا يمكن تأجيل الدخول المدرسي، لهذا تم اتخاذ هذا القرار الذي يمزج بين التعليم عن بعد والحضوري». وأكد أن الوزارة وضعت أمام أولياء الأمور إمكانية اختيار الصيغة التي تناسبهم، من أجل تحمل المسؤولية، لأن هذه الظرفية تحتم على الجميع ذلك، وأضاف أن الأسر التي يشتغل فيها أولياء أمور التلاميذ يمكنها أن تختار “التعليم الحضوري” مثلما يمكن للأسر التي لا تتوفر على الإنترنيت والحواسيب، أن تختار الاختيار ذاته، والوزارة ستتحمل مسؤولية هذا الاختيار…
وكشف للنواب “نحن منفتحون على كيفية تطوير القرار المرتبط بالدخول المدرسي المقبل، لكنه قرار مسؤول وحكيم وجاء بعد تفكير وباستشارة مع قطاعات وزارية أخرى، كوزارة الصحة والداخلية»، مشيرا إلى أن “القرار يستوعب جميع الإكراهات والشيء الجديد هو إشراك الأسر في تحمل المسؤولية الجماعية، من أجل تدبير هذا الدخول المدرسي».
وشددت أغلبية المداخلات، في ذات الاجتماع، على تأجيل الدخول المدرسي لعدة أسابيع من أجل اتخاذ إجراءات قمينة بإنجاح الموسم الدراسي غير العادي بكل المعايير والذي يخضع لتطور الحالة الوبائية.


الكاتب : محمد الطالبي - الرباط

  

بتاريخ : 27/08/2020