الناشرون يدقون ناقوس الخطر بسبب «كساد» الدخول المدرسي

 

على بعد أيام من الموعد الرسمي لدخول الموسم الدراسي حيّز التنفيذ بصيغتيه الحضورية وعن بعد، كما أعلنت عن ذلك وزارة التربية الوطنية؛ ضمانا لحق كل تلميذ في التعليم بالصيغة الملائمة التي تمكّنه من مواصلة اكتساب المهارات والمدارك التعليمية، وكذا تأمين سلامته ومحيطه من التعرض لأية انتكاسة صحية في ظل استمرار حضور الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19؛ لم تتضح معالم هذا الدخول بشكل واضح وسلس، إذ يعيش عدد من المتدخلين المعنيين بهذا الموضوع حالة تيه واسعة، سواء في صفوف الآباء أو المؤسسات التعليمية أو الكتبيين أو الناشرين على حدّ سواء، كل من موقعه وفي دائرته ومحيطه، مما يفرض التعامل مع هذا الوضع بجدية أكبر وتحليل عميق ومسؤول، يضمن انطلاق الموسم الدراسي ويشدد على الحيلولة دون انتشار العدوى وتعريض الغير للخطر.
الناشرون يشكلون أحد حلقات عقد المنظومة التربوية، الذين أعدوا العدة لكي يكونوا في الموعد عند الدخول المدرسي، رغم الإكراهات المادية وغيرها من العوائق المختلفة التي تسببت فيها الجائحة منذ شهر مارس الفارط، وعملوا على طبع المقررات والكتب المدرسية التي يلتزمون بتوفيرها بالكميات المطلوبة، إلا أنه ولحدّ الساعة، لم يتم تصريفها بالطريقة المألوفة والمعتادة، بسبب هاجس الخوف وغياب أفق واضح مرتبط بالسنة الدراسية الجديدة، يؤكد الحاج ابراهيم القادري المسؤول بدار الأمّة للنشر والتوزيع بالدارالبيضاء، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، مبرزا أن عددا كبيرا من المكتبات أوقفت طلبياتها وفضلت التريث والانتظار، ما دامت التسجيلات لم تتم لحدّ الساعة بأغلب المؤسسات التعليمية، مما جعل الآباء والأمهات يهجرون المكتبات ويقررون بدورهم ترقب ما ستؤول إليه الأوضاع.
وأوضح القادري، أنه خلافا للسنوات الفارطة، فإن المكتبات اليوم في هذه الفترة لا تعجّ بالآباء والأمهات، كما كان معتادا، إذ أثرت الجائحة وغياب رؤية واضحة وقرار حاسم على القطاع برمّته، على مستوى الورق والطباعة، وشمل الكتب والمحفظة ولوازمها، وشمل المؤسسات أيضا، بسبب ما يمكن وصفه بغياب تصور دقيق يهمّ الوضعية الوبائية وتطوراتها المحتملة، وفسح المجال للاختيار، مشددا على أن كل المؤشرات تبيّن على أن الدخول المدرسي لهذا الموسم سيمتد لعدة أشهر إلى غاية متم السنة الجارية، خلافا لما كان معمولا به.
وجدير بالذكر أن الدخول المدرسي يشكل مناسبة لعدد من المتدخلين في المجال لتحقيق نوع من التوازن الاقتصادي الذي يمتد أثره خلال السنة حتى يتسنى تذليل مجموعة من الصعاب، كما هو الشأن بالنسبة للكتبيين، وللمقاولات الصغيرة والمتوسطة التي تشارك في صفقات «مليون محفظة»، في إطار تشجيع الصناعة المحلية وإنعاش سوق الشغل، الأمر الذي عرف عددا من العثرات خلال الموسم الحالي، التي ينبّه إليها المعنيون خوفا من تبعات وخيمة، في الشق الاقتصادي والاجتماعي، تنضاف إلى التداعيات الصحية التي باتت ترخي بظلالها بقوة على المغاربة.


الكاتب :   وحيد مبارك

  

بتاريخ : 02/09/2020