رحيل الفنان الكبير عبد الجبار الوزير .. ابن البهجة صانع البهجة

 

توفي إلى رحمة الله عشية أول أمس الأربعاء بمدينة مراكش، الفنان الكوميدي والمسرحي الكبير عبد الجبار لوزير، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، مخلفا وراء مشوارا طويلا من العطاء الفني الكوميدي المميز.. بوأه من أن يحمل لقب “شيخ الفنانين الكوميديين” في السنوات الماضية..
عبد الجبار لوزير، بحسب ما جاء في صفحة الفنان المراكشي المتمكن محمد الشوبي ” الفيسبوكبة “، و العارف ببعض مسارات الفنان الراحل اللامعة، أنه ولد بدرب لڭزا قرب رياض العروس بمدينة مراكش سنة 1928 وسط أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده يعمل اسكافيا قبل أن يتحول إلى تربية الماشية و الفلاحة. قضى سنوات طفولته بين الأحياء الشعبية للمدينة القديمة في مراكش، و بدأ في تعلم العديد من الحرف التقليدية و تميز فيها، كصناعة الجلد و الخشب. قبل أن يلج عالم كرة القدم عندما كان في الخامسة عشر من عمره، و يلتحق بعد ذلك سنة 1948 بفريق الكوكب المراكشي في نفس سنة تأسيسه، حيث لعب حارس مرمى لفريق الفتيان. و سجن لفترة من الوقت بسبب مواقفه الوطنية بعد نفي الملك محمد الخامس أيام الحماية الفرنسية، و في سجن لعلو بالرباط تعلم قواعد القراءة و الكتابة من مقاومين مغاربة كانوا معتقلين معه في نفس الزنزانة. قضى في صفوف القوات المساعدة أربع سنوات قبل أن يقرر التفرغ نهائيا للتمثيل و الفن. توفي الفنان القدير عبد الجبار الوزير يوم 2 شتنبر 2020 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 92 سنة.
و تضيف صفحة الشوبي أن عبد الجبار لوزير تشبع بفن” الحلقة ” الذي تشتهر به ساحة جامع الفنا بمراكش، فتعلم فن الحكي و أصول التمثيل. قبل أن ينظم للعديد من الفرق المسرحية المحلية و يشارك معها في مسرحيات عرضت داخل المغرب و خارجه. و من أهم الفرق التي انضم لها: فرقة الأمل و الأطلس و فرقة الوفاء المراكشي..”
و كان أول عمل مسرحي يؤديه الفنان الكوميدي المغربي الراحب هو مسرحية ” الفاطمي و الضاوية ” سنة 1951 ، بمعية الفنان الراحل محمد بلقاس، التي عرضت عشرات المرات في مدن مغربية عديدة، وكذا أمام جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بفضاء قصر الباهية بمراكش سنة 1957.
و بين محطاته الفنية المضيئة فيلا مسيرت نجاحه كثنائي كوميدي رفقة الفنان الراحل محمد بلقاس، حيث قدما عددا من العروض السكيتشات في مختلف السهرات و التظاهرات الفنية التي شاركا فيها ، بالإضافة إلى مشاركاته بالعديد من المسرحيات و المسلسلات و الأفلام الناجحة، من بينها مسرحية ” الحراز ” (1968)، وفيلم ” حلاق درب الفقراء ” ( 1982 )، و السلسلة الكوميدية ” دار الورثة ” ( 2010 )، و فيلم ” ولد مو ” (2009 ) و غيرها، إضافة إلى ماضيه المشرق ضمن صفوف المقاومة الوطنية، وشهرته مع فريق الكوكب المراكشي.
هذا، و قد خلف رحيل الفنان الصادق عبد الجبار الوزير حزنا كبيرا بين مشاهير ونجوم الفن المغاربة، حيث عبروا في تدويناتهم وتغريداتهم عن افتقادهم له ولمكانته وأعماله، داعين لعائلته بالصبر.
وبين هؤلاء الفنانين، رشيد الوالي، حاتم عمور، ولطيفة ورأفت وغيرهم..، ومما جاء في هذا الإطار تدوينة الفنان فاطمة الزهراء أحرار التي كتبت على حائطها ” يرحلون عنا واحد تلو الاخر …اللهم لا اعتراض..عبد الجبار الوزير في ذمة الله.. توفي فناننا الكبير رائد من رواد المسرح و دراما و السينما المغربية عبد الجبار بلوزير … ربي يرحمك و يغفر لك و يجعل مثواك الجنة.. تعازيا الحارة لأسرته الصغيرة وللأسرة الفنية الكبيرة وللجمهور المغربي..إنا لله وإنا اليه راجعون.. “. وكتب الفنان والمخرج المسرحي عبد الكبير الركاكنة في تدوينة له: ” غادرنا اليوم رمز من رموز الفن والمسرح المغربي الفنان الكبير عبد الجبار لوزير بعد صراع طويل مع المرض رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه..، وكتب الكاتب والمخرج المسرحي حسن حموش في هذا السياق أيضا:” رحيل الفنان عبد الجبار بلوزير (عبد الجبار لوزير) مؤلم .. موجع …..رحمك الله ايها الفنان المبدع الإنسان…. كنت وستظل في قلوبنا بما زرعته فينا من حب وإخلاص ….. تعازي الحارة لأسرة الفقيد وللأسرة الفنية بكل ربوع الوطن ولا نملك سوى الدعاء لك ايها الشامخ بالرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا اليه راجعون.”، ودون السيناريست و الفنان زكريا كاسي لحلو على صفحته في الفيسبوك مايلي:” رواد المسرح المغربي يرحلون تباعا،.. رحم الله الكبير، المعطاء، والمحبوب “عبد الجبار لوزير … سنفتقد فيه رجلا آخر من أهم رجالات المسرح المغربي، ورمزا من رموز المسرح المراكشي العتيد … هو واحد من جيل الوفاء اللا مشروط، والتضحية بلا حدود، والفرحة الدائمة، في المسرح والدراما، كما في الحياة… نحن أبناء الحمراء “مراكش”، نعتبره معلمة من معالم المدينة، ووجها مشرقا ومشرفا لثقافة الفرجة والبهجة المتأصلتان في مجتمعنا … هو فرحةكبيرة غادرتنا اليوم، بعد طول عناء مع تبعات السن والعياء …فلترقد روح فقيدنا الطيبة في سلام وطمأنينة، في الجنة مع الشهداء والصالحين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..”


الكاتب : إعداد: جمال الملحاني

  

بتاريخ : 04/09/2020