طلبة الاتحاد الاشتراكي.. مهندسو عملية النقل المجاني بوادي زم

وكباقي دول العالم، فرضت جائحة كورونا ببلادنا واقعها الاستثنائي على عدة مجالات، فالتعليم الجامعي لم يكن خارج هذا الواقع، فقط تم فرض نمط التدريس عن بعد بدل الحضوري، والامتحانات هي الاخرى كانت بصيغة جديدة مجالية عن طريق إحداث مراكز للقرب بالأقاليم، و لأنها لحظة التجند الوطني في حرب وبائية مع عدو غير مرئي، باشرت عدة إطار سياسية و مدنية الى توفير التنقل الجماعي المجاني للطلبة إلى تلك المراكز.
بمدينة وادي زم قام طلبة الاتحاد الاشتراكي بالانخراط في المبادرة قبل أسبوعين من انطلاق الامتحانات، شهدت تعبئة إعلامية مكتثفة و تنسيق ترابي محلي مع مسؤولي المجلس الجماعي.

شكر و تأثر

«شكرا ليكم بزاف اخوان ليساهموا في هاذ مبادرة معانا الله يسهل عليكم في حياتكم يارب درتو معانا هاد الخير لله يجازيكم «هكذا عبرت فاطمة 21 سنة على شكرها وامتنانها لطلبة الاتحاد الاشتراكي بوادي زم، بعدما أنهت امتحاناتها بمركز القرب للامتحان بخريبكة، إذ استفادت فاطمة و30 طالب و طالبة أخرون بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال من مبادرة النقل المجاني في مرحلتها الأولى التي امتدت ليومين احتاجت فيها العملية، لحافلتان تسافران ذهابا و إيابا في ثلاث رحلات في اليوم، و طلبة متشبعين بحس وطني تطوعي يسهرون على التنسيق بين مجلس الجماعة والطلبة الممتحنون.
«أتقدم لكل من ساهم فهد العمل التطوعي بالتحية والشكر جزاكم لله خيرا «يعبر يوسف 22 سنة طالب مستفيد من النقل المجابي ويضيف مجيبا على أن النقل الحق «نعم من حقنا ومن حق لجميع الحصول على النقل بالمجان لكن يبقى سؤال هو من يطرق باب المجلس البلدي تحية الاخوان لي قاموا بهذه المبادرة».
يوسف، فاطمة، وباقي الطلبة يأملون في بقاء طلبة المدينة لحمة واحدة متحديين لأجل الترافع على المشاكل التي تريقهم، و قد افتتحت شهيتهم، فهم الآن يطالبون بفتح المكتبة المتواجدة بالبحيرة، ونواة جامعية بمدنيتهم، وربط خط النقل بين وادي زم وخريبكة بحافلات النقل الحضري التي لا تتوفر المدينة عليها لحدود اللحظة.

هندسة مبادرة النقل المجاني

في انتظار استكمال مبادرة النقل المجاني لـ 150 طالبة و طالب بذات الجامعة مسجلة للاستفادة من التنقل، يقول عبد الاله معتمد 27 سنة المنسق الاقليمي للقطاع الطلابي بسطات أنه بمجرد الإعلان عن قرار إحداث مراكز القرب للامتحانات فكرنا للوهلة الأولى بفتح النقاش مع مسؤولي المجلس الجماعي بمدينة وادي زم لبحث إمكانية توفير حافلات نقل مجانا لطلبة المدينة كأقل معروف يمكن القيام به لتخفيف وقع الأزمة الصحية و الضغط النفسي على الطلبة المقبلين على الامتحانات.
«قمنا بوضع طلب لقاء لرئيس المجلس الجماعي باسم تنظيمنا النقابي بالجامعة وباسم ممثل الطلبة الذي ينتمي لنفس الإطار» يقول عبد الاله و يضيف أنه على الرغم من أن الوضع التنظيمي لحزب الوردة بوادي زم وشبيبته غير مستقر و شائك، لكن ذلك لم يمنعنا من الانخراط في المبادرة و التعب لأجل توفير النقل، امتثالا لتوجيهات حزبنا للنزول إلى مدننا والتعبئة للتطوع والمشاركة في كل المبادرات الحس وطنية،
ويواصل متحسرا «مبادرتنا لم تسلم من الشيطنة و التخوين من طرف السياسيوفوبيا الذين يعتبرون أن أي تحرك بقعبة الانتماء الحزبي مرده التدافع الانتخابي في حين أن التحزب في طيف اشتراكي يفرض عليك الانخراط الطوعي في مثل هكذا مبادرات دون أي اعتبار للكسب السياسي خصوصا في حزب مثل الاتحاد الذي ردد حيثما مرة لازمة الوطن أولا»

روتين يومي منهك

يستيقظ ياسين 26 سنة طالب اتحادي بجامعة سطات كل صباح، بعدما نام على رسائل التذكير بموعد ومكان الرحلات في مجموعة على الوتساب تضم أكثر من 257 طالب و طالبة وادزاميون من مختلف جامعات الجهة معبرون على إرادتهم في الاستفادة من النقل المجاني صوب مراكز القرب المحدثة.
الساعة 7.45 صباحا من أمام الملعب البلدي بوادي زم يقف ياسين نصف نائم يحمل مذكرته الخضراء الداكنة، و ينتظر رفقة مجموعة من الطلبة وصول حافلة النقل التي خصصها المجلس الجماعي لهذا الغرض.
يوضح ياسين «مهمتي تدوين اسماء الطلبة المسافرين ومعلوماتهم الشخصية كبروتوكول وقائي في حالة ما تم تسجيل إصابات تسهل عملية الاتصال بالمخالطين «ويتابع بأن العملية منهكة بعض الشيء لكن كلمات الشكر والامتنان من أبناء مدينتي تنسيني تعب 3 رحلات في اليوم ذهابا وإيابا.. يختم ضاحكا «مللت تذكير الطلبة أن النقل حق لا شكرا عليه لكن هادا هو معدن المغاربة أصيل و صلب».
ويواصل طلبة الاتحاد الاشتراكي بوادي زم عملية تسجيل الممتحنين بمراكز القرب من جامعة الحسن الأول سطات التي ينتظرون فقط إعلان برمجة الامتحانات، بعدما شارفوا على الانتهاء من نقل طلبة جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.

 

 


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 12/09/2020