الدخول المدرسي وفق أي مقاربة ؟


عرف الدخول المدرسي خلال هذه السنة جدلا واسعا، خاصة في ما يتعلق بالأجواء العامة التي مرت بها الانطلاقة الأولية لبداية الموسم الدراسي2020-2021، وذلك بسبب بعض القرارات التي اتخدث بشكل غير مسؤول، من قبل الوزير الذي لم يراع حساسية هذه المرحلة التي يعرفها المغرب، الشيء الذي جعل رواد التواصل الاجتماعي يستنكرون كل ماوقع خلال هذه الأيام، وذلك عن طريق بعض الصور الساخرة التي اعتبرت أن بداية الموسم الدراسي كارثة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، وكل هذا راجع إلى الطريقة التي تم التعامل بها مع هذه المرحلة، التي تعرف انتشارا متزايدا لوباء كورونا، علما أن العدة الوقائية التي التجأت إليها الوزارة لم تكن في مستوى هذه اللحظة، مع العلم أن المدرسة العمومية في نهاية المطاف ماهي إلا تحصيل حاصل، خاصة وأنها تفتقر لأبسط التجهيزات المتمثلة تحديدا في السبورة والكراسي…، فليس بغريب أن نرى صورا ساخرة تتقاذفها تعليقات من هنا وهناك، وأمام هذا الوضع ينبغي علينا أن نعيد النظر في كثير من الأمور، المتمثلة تحديدا في النموذج التعليمي أو التربوي الذي يجب علينا أن نهتم به، ونتساءل حول مدى نجاعته وفعاليته في ظل التحولات التكنولوجية التي يعرفها المغرب، التي تحتم علينا أن نغير من طريقة تدريسنا بالشكل الذي يساير التحولات التكنولوجية، التي يعرفها هذا العصر، كما لاينبغي علينا أن نتعامل مع الوضع الوبائي وكانه مجرد قدر إلهي أو مؤامرة دولية، بل يجب أن يكون فرصة لإعادة النظر في مختلف المجالات الإبداعية والقطاعية، وعلى رأسها القطاع التعليمي، الذي ظل مهمشا لسنوات واعتبرناه قطاعا غير منتج، مع أنه هو البوابة الأولى التي يجب علينا أن ننطلق منها، من أجل تحقيق إقلاع تنموي في مجالات متعددة، خاصة وأن بناء الذات الفاعلة يستوجب بالضرورة العمل على تكوينها وتأطيرها في المنحى الذي يعزز ثقتها بنفسها، في تدبير وتفعيل كل ما يجب العمل على تنزيله من برامج وقوانين التي تتطلب وجود مجتمع واع ومثقف، وهذا الأمر ليس صعبا وإنما يستوجب منا أن نتعامل معه بالجدية المطلوبة، خاصة في تدبير الأزمات الذي تتطلب منا أن نشتغل بشكل جماعي وأن نضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار من أجل مصلحة المجتمع بشكل عام.

(*) باحث في علم الاجتماع


الكاتب : زهير العوري (*)

  

بتاريخ : 14/09/2020