ساءت أحوالها والأسمنت  يتربص بها : هل يتم تحويل «الضاية الكبرى» بالخميسات إلى فضاء أخضر يخفف عن السكان من وطأة «الاختناق»؟

كان موقع الخميسات في السابق وفي غالبيته مائيا، حيث كان يتكون من عدة مستنقعات (ضايات) تملأها مياه اﻷمطار، بعضها لايعرف النضوب على طول السنة، بها أنواع من الطيورالمائية، أغلب هده الفضاءات الرطبة تغير حالها وآلت إلى الزوال، وأصبحت في خبر كان،  وأقيمت  مكانها نسبة هامة من  التجزئات السكنية، ولم تبق سوى المسماة «الضاية  الكبرى» التي كانت تعرف باسم» ضاية البقرة»،  وباﻷمازيغية، «أكلمام  تفوناسث»،  ويقال إنها سميت بهذا اﻹسم  ﻷن بقرة  ضلت  من صاحبها ودخلت تلك الضاية وبقيت  بها حتى ولدت عجلا، ومن ذلك الوقت ظلت تحمل هذا اﻹسم،  وتقع بالجنوب  الغربي من المدينة، وكانت بدورها تبقى بها المياه على امتداد السنة،  وتغمرها  النباتات المائية،  وبها بعض أنواع الطيور،  وبجوارها كان حفاظ القرآن  في السابق وطلبته يقيمون موسما دينيا في كل فصل ربيع.  وتقول بعض المصادر إن سلطات الحماية قامت بحفر مصرف لمياهها يصب في واد يمر بجانب ضاية الرومي المعروفة.
ضاية البقرة التي توجد بمحاذاة ملعب 18 نونبر لكرة القدم ومؤسسة للتعليم الثانوي،  وحي سكني ودوار، ساء حالها اليوم، حيث تنتشر بها أكياس بلاستيكية  متحللة،  أزبال، ركام اﻷتربة  المتخلفة عن البنايات (الردم)، بعض جوانبها تحولت إلى مراحيض الهواء الطلق… ورغم أنها تعتبر منطقة فيضية،  ولا تصلح للبناء،  فإن هناك مخاوف  من أن تمتد  إليها  أيادي  لوبيات  العقار ومحترفي  المضاربات العقارية الدين لا يهمهم  إلا اﻹسمنت، للسطو عليها  وتحويلها إلى بنايات،  خاصة أن هناك إقامات سكنية  بنيت حديثا  بمحاذاتها  من الجهة الغربية؟
فهل تقدم الجهات المعنية والساهرة على تدبير شؤون حاضرة زمور  وتبادر  بتحويل الضاية إلى منتزه وفضاء أخضر  يشمل مرافق للترفيه والتسلية،  وحتى يكون مجالا للساكنة للإستمتاع  به، والترويح  عن النفس، وبالتالي  المساهمة في خلق بيئة سليمة،  في الوقت الذي تردى حال منتزه 3 مارس،  وغابة المقاومة،  مع العلم أنه تم اﻹجهاز سابقا وإتلاف  فضاءات خضراء، كما هو حال فضاء بحي السلام الذي تحول إلى عمارة، والحزام اﻷخضر بجوار دوار أيت طلحة؟.


الكاتب : أورارى علي

  

بتاريخ : 17/09/2020