كيف وصل ديناصور منقار البط إلى المغرب؟

العلماء: هذاآخر شيء يمكن توقعه في العالم.. الأمر يشبه العثور على كنغر في اسكتلندا

 

تم العثور على أحافير ديناصور منقار البط في المغرب، في منطقة سيدي شنان، جنوب خريبكة. اكتشاف يثير فضول الباحثين لأن هذا النوع من الديناصورات، الذي يعود تاريخه إلى 66 مليون سنة،كان يعتبر فريدامن نوعه في أمريكا الشمالية.
وقد أثار اكتشاف بقايا هذا الديناصور بالمملكة أسئلة محيرة للعلماء الذين مازالوا يتساءلون: كيف انتهى المطاف بهذا النوع من الديناصورات التي كانت تعيش في أمريكا الشمالية بإفريقيا، وخاصة المغرب؟ هذا هو السؤال الذي طرحه فريق الباحثين بقيادة جامعة باث والمكون من باحثين من إسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمغرب، حسبما أفاد وسائل إعلام أمريكية.
وقد تم العثور على حفريات ديناصور منقار البط العاشب (AjnabiaOdysseus) والذي يعود تاريخه إلى 66 مليون عام في صخور بمنجم في المغرب، وبشكل أكثر تحديدًا في سيدي شنان، جنوب خريبكة، ويقود هذا الاكتشاف الاستثنائي الخبراء إلى الاعتقاد بأطروحة الأنواع التي تسبح لعدة مئات من الكيلومترات للوصول إلى الجزيرة الأفريقية السابقة.
وتطورت الديناصورات ذات منقار البط في أمريكا الشمالية، ثم انتشرت إلى أمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا، حسب CNN ووصف نيكولاس لونجريتش، كبير المحاضرين في مركز ميلنر للتطور بجامعة باث، الذي قاد الدراسة، اكتشاف الحفريات بأنه «آخر شيء يمكن توقعه في العالم». وأضاف «الأمر يشبه العثور على كنغر في اسكتلندا. كانت إفريقيا معزولة تماما بالمياه، فكيف وصلت هذه الديناصورات إلى هناك؟
وعلى الرغم من أن بعض الديناصورات ذات منقار البط يمكن أن تنمو بطول يصل إلى 15 مترا، إلا أن الخبراء يقولون إن الأنثى التي عثر عليها كانت صغيرة نسبيا، حيث يبلغ طولها ثلاثة أمتار فقط. وأثبتت دراسة الأسنان والعظام في فكها أنها تنتمي إلى فصيلةLambeosaurinae الفرعية، وهي فئة تطورت في أمريكا الشمالية قبل أن تنتشر عبر جسر بري في آسيا، لتستوطنأوروبا، ثم إفريقيا، التي كانت محاطة بالمحيطات العميقة.
ويقول مدير الدراسة «كان من المستحيل أن تسافر إلى إفريقيا. فقد تطورت هذه الديناصورات بعد فترة طويلة من تقسيمها بسبب الانجراف القاري، وليس لدينا أي دليل على وجود جسور أرضية. تخبرنا الجيولوجيا أن المحيطات كانت معزولة عن إفريقيا. إذا كان الأمر كذلك، فإن الطريقة الوحيدة للوصول إلى هناك هي من خلال العوم في الماء».
ويعتقد الخبراء أن ديناصورات البط، بذيولها الكبيرة وأرجلها القوية، اضطرت إلى عبور مئات الكيلومترات من البحر الشاسع للوصول إلى القارة، والتجديف عوما أو سباحة،حسبما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية.. ويرى الباحثون أن هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها عبور الديناصورات للمحيط (وهي ظاهرة معروفة بالفعل لبعض الثدييات مثل القرود والقوارض). وقد نشرت النتائج في مجلة CretaceousResearch.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 10/11/2020