محمود الإدريسي صاحب أغنية” عيشي يابلادي عيشي  ” التي أغرم بها الحسن الثاني  يغادر مسرح الحياة  

الأغنية المغربية تفقد أحد روادها..فنانون  ومحبون  يرددون  «محال ينساك البال»

 

يوم حزين ،ساعة غير سعيدة، تلك التي  حملت النبأ الفاجعة،لقد ترجل  محمود الإدريسي الفنان القدير ،ويغادر مسرح الحياة عن سن 72سنة،   بعدما تسلل الفيروس اللعين يوم أول أمس الخميس بإحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء،  إلى رئتيه اللتين  كانتا تتنفسان فنا أصيلا  طيلة عقود من الزمن .
تعددت الأسماء من كل الشرائح والطبقات  التي نعته، لما كان يمثله هذا الفنان الإنسان من قيم نبيلة  تربى عليها منذ الصغر ،كلها أجمعت على  دماثة الأخلاق وحسنها التي كان يتمتع بها، فهو الفنان الذي  دخل قلوب الناس قبل بيوتهم، فأطربهم  وأفرحهم، دون أن تخدش أعماله الحياء، كيف لا، وهو الحامل لكتاب الله.
برحيل الفنان القدير  محمود الإدريسي  ،تفقد الساحة الفنية العربية  بشكل عام  والمغربية بشكل خاص  أحد روادها الكبار، الذين  كافحوا وناضلوا من أجل إنتاج إبداع خالد، يعكس عن حق هوية المغرب والمغاربة ويترجم رسالة الفن الخالدة.
الفنانة سميرة سعيد، التي أفجعها الخبر  نظرا للعلاقة التي كانت تربطهما على امتداد  سنوات
وسبق أن أدت”ديو غنائي “رفقة الراحل  مع الأطفال حول موضوع تربية الأطفال بإحدى الملحمات بمصر،لعبت فيه سميرة سعيد  دور الأستاذة  في حين أدى  محمود الإدريسي  دور الأستاذ ، وقد صورت وأخرجها حميد بنشريف،كتبت  على صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي متأثرة “محمود الإدريسي من الأصوات المغربية الرائعة.. أثرى الأغنية المغربية بأعماله.. من أنبل الفنانين وأكثرهم خلقاً.. متألمة لرحيلك” .
الفتان القدير عبدالواحد التطواني، كتب تدوينة ينعي فيها زميله وصديقه قائلا:”جد حزين لفراقك… طيبة الرجل لا تفارقني ،التقينا كثيرا بالقصر الملكي وكثيرا بالعرائش بداية الألفية الثانية ، ومؤخرا في سهرة نجوم الأولى، قبل أسبوعين اتصلت به وكان بالقناة الثانية تكلمنا  وختم المكالمة ” ياما دقت على الرأس طبول وختمناها ضحكا ” رجل لا ينسى رحمه الله، رحمك الله، يدمع القلب ويحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله.
هذا التسجيل يحزنني ”
الإعلامي عتيق بنشيكر الذي قام بتسجيل حلقة معه منذ ثلاثة أسابيع ،كتب ناعيا الفنان القدير محمود الادريسي”  كنت قبل خبر الرحيل الموجع  قد عزمت أن أتحدث في تقديم حلقة  (زرعوا)  التي صورتها قبل حوالي ثلاثة أسابيع  مع الفقيد محمود الادريسي  – أن أتحدث بصيغة الحاضر والمستقبل،لكن ألغيب  زمن الحديث وزمن المشاهدة،كنت دوماً وباستمرار أتفادى الحديث عن الراحلين وأسخر عملي لما تبقى بيننا من الأحياء في محاولة لاستدراك الأخطاء المحتملة ، لكن مع محمود رحمه الله  ،مضطر هذه المرة لأتحدث بصيغة الماضي الناقص في توقف قسري على مدرج الحاضر ..
ألم الفقد موجع،لله الأمر من قبل ومن بعد”.
الفنانة لطيقة رأفت التي لحن لها الفقيد الكبير محمود الإدريسي أغنية”الحمد لله ” وأغنية “حارو في أمري “، كتبت  ناعية متأثرة  بهذا الرزء الكبير  “إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحم الله الأستاذ محمود الإدريسي و أسكنه فسيح جناته ، خسارة كبيرة و فقدان عظيم للساحة الفنية المغربية ولي شخصيا ، تعلمت على يده و اشتهرت بأعماله في الألحان، ستعيش معنا إلى الأبد من خلال أعمالك الخالدة أيها المبدع…عزاؤنا واحد ،إنا لله وإنا إليه راجعون”.
الفنانة فدوى المالكي بدورها تأثرت بهذا الرحيل المفاجئ  وكتبت “عملاق الأغنية المغربية و أستاذ الغناء الطربي الفنان الكبير محمود الإدريسي  في ذمة الله ،يوم حزين جدا ، إنا لله وإنا إليه راجعون “.
اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه واسكنه فسيح جناتك.  ادعوا له حبايبي ”
الفنانة هدى سعد  التي  وضعت صورة  رفقة الراحل  جمعتهما ذات تكريم، كتبت “الفنان القدير  محمود الإدريسي  يغادر مسرح الحياة.
الأغنية المغربية في حزن على أحد روادها الكبار ،عزاؤنا واحد في هذا المصاب الجلل  لعائلته الصغيرة والكبيرة  ولكل المغاربة .
محمود الإدريسي،  محال ينساك البال محال”
التغريدات و التدوينات  المعزية  في هذا الفقد، تعددت وتعدت حدود المغرب، إلى باقي الدول العربية، لما كان يشكله الراحل  من قامة فنية  كبيرة، كلها تشهد له بالمروءة والأخلاق الحسنة  والإبداع الراقي، من بين  الناعين، الشاعر المصري  الكبير  عماد حسن  الذي كتب  بهذه المناسبة الأليمة “البقاء لله، انتقل إلى جوار ربه الفنان المغربي الكبير الأستاذ محمود الإدريسي رئيس النقابة الحرة للفنانين المغاربة ،و يعد فقده خسارة فادحة للفن المغربي بل و الفن العربي في كل أرجاء الوطن .
خالص تعازينا لأهلنا بالمغرب و لأنفسنا أيضا ،فقد كان سفيرا للفن الراقي الأصيل ،خالص الدعاء له بالرحمة و المغفرة و أن يتقبله الله في جناته العلى مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا .إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون ”
“شكون اللي يعمر هاد الدار”الأغنية الخالدة التي لحنها  الفقيد  الكبير محمود الإدريسي  للفنانة القديرة  نعيمة سميح، هي لسان  محبي أغنية الزمن الجميل، التي فقدت أحد روادها ،ومادام  هذا قدر الله  ولاراد لقدره  كما كان يؤمن بذلك طيلة حياته، يجيب الفنانون من مختلف الأجيال  وكذلك المحبون  ،أن العزاء فيما تركه  من أثر طيب سواء في سلوكه أو في ريبرتواره الفني الذي  يضم  أجمل الأغاني المغربية  ومنها
“محال ينساك البال
محال واش اسمك يتمحى
غبت أنت وبقى الخيال
شاغلني في مسا  وضحى “.
محمود الإدريسي الصوت الذهبي، كما لقب بذلك حينما غنى أغنية “عيشي يابلادي” ، كانت الأغنية السحرية التي فتحت له أبواب قصور الحسن الثاني التي أحبها إلى جانب أغنية «يا حبيب الجماهير» للموسيقار عبد الوهاب الدكالي، ومن ثمة توالت النجاحات ليغني أزيد من ثلاثمائة أغنية، سافر إلى الشقيقة مصر بأمر من الراحل الحسن الثاني الذي تحدث مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ليلحن له أغنية، إلا أن الأقدار شاءت أن يسافر موسيقار الأجيال إلى باريس للعلاج، فتولى الملحن الكبير محمد الموجي هذه المهمة بتدخل دائما من الراحل الحسن الثاني.
أولى تجاربه الغنائية كانت سنة 1965 خلال إحدى الحفلات ،كما صرح بذلك في حديث مطول مع جريدة الاتحاد الاشتراكي،  أمام الجمهور موشح «ياليل طل» وبعض أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش رفقة فرقة الخمس والخمسين،وكانت  من أجمل لحظات حياته،حيث كان مغرما بالفن منذ صغره. هذه البداية كانت بداية خير ،كما قال في ذات الحوار، ومنحتنه فرصة لكي يتصل به عبد الله العصامي الذي اصطحبه إلى الإذاعة الوطنية، حيث استمع إليه الموسيقار أحمد البيضاوي. من ذلك اليوم بدأ عمله كأحد أفراد المجموعة الصوتية بالإذاعة الوطنية، وكانت بداية طريقه وأدخلته إلى علام الفن من بابه الواسع.
تواصلت تجربة الفقيد محمود الإدريسي  الفنية مع المجموعة الصوتية للفرقة الوطنية 11 سنة، من سنة 1965 إلى سنة 1976، إذ كان المقابل المادي هزيلا جدا، والدليل أنه كان يتقاضى مبلغ 40 درهما مقابل المشاركة في كل سهرة آنذاك، لكن همه رحمه الله،  لم يكن هو الهاجس المادي بقدر ما كان هو الهاجس الفني، لأنه كان يحس أنه لا يمكن أن يعيش بدون الفن.
في هذه المرحلة يتذكر رحمه الله  فرصة الاحتكاك بالفنانين المغاربة الرواد، إذ كنا نضطر إلى التمرين  كما يقول على الأغنية أسبوعا كاملا أو أكثر لنسجلها مع الفنان المعني، مثل محمد فويتح، عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، محمد لمزكلدي، المعطي بنقاسم، محمد الغرباوي، عبد القادر الراشيدي، عبد القادر وهبي وغيرهم من الرواد. فعلا كانت مدرسة حقيقية نظريا و تطبيقيا، ومن خلال هذه التجربة عرف ما هو الإيقاع وما هي الأنغام والألحان. ولو لم ألج هذه المؤسسة (الجوق الوطني) يشرح، لن يكون محمود الإدرسي، لقد كانت محطة أساسية في حياتي.
سنة 1969، ظهر محمود الإدريسي كمطرب منفرد، وأدى أغنية «ياملكي يابلادي» قدمها عبد النبي الجيراري،الذي كان موظفا بالإذاعة الوطنية وبالجوق الوطني، وكان معجبا بصوت محمود الإدريسي ، كما نسجت علاقة قوية بينهما، وهو أول من أشرف على تقديم دروس للعزف على آلة العود بالنسبة إليه. كان ذلك سنة 1967، وبحكم إشرافه على برنامج «مواهب»، كان الفقيد محمود الإدريسي،  من ضمن التلاميذ الذين يشاركون في هذا البرنامج وكان يساعده في الاستماع إلى المتبارين، وهو البرنامج الذي مرت منه العديد من الأسماء مثل سميرة سعيد التي كان عمرها 9 سنوات، وعزيزة جلال، وقد تبناه الأستاذ الجيراري، كما كان يحرص على تعليمه اللون الغنائي الخاص به، وهو لون صعب ومعقد، مما جعله يدرك أنه تدرب فأسند إليه أغنية «ياملكي يابلادي» التي هي أول أغنية للفقيد ، و كانت فاتحه خير، بعدها تهافت عليه العديد من الملحنين مثل الأستاذ صالح الشرقي، عبد الحميد بنبراهيم، عبد القادر وهبي، عبد القادر الراشيدي وغيرهم.
بعد ذلك أي سنة 1970، أدى محمود الإدريسي  أول أغانيه بالدراجة المغربية،والأمر يهم
أغنية «الشمعة» من كلمات أحمد الطيب لعلج.
الكثير من المغاربة و العرب لا يعرفون أن أغنية «راحلة» التي أداها الفنان المرحوم محمد الحياني كانت في الأصل أغنية مخصصة لمحمود الإدريسي،  وقد سجلها بصوته،لكن  الملحن عبد السلام عامر كان له موقف آخر ،عن هذا الموضوع، كشف محمود الإدريسي  في حواره المطول  مع جريدة الاتحاد الاشتراكي قائلا، “بالفعل، كان عبد السلام عامر قد تعامل معي في تجريبتين، ورغم أدائي لهما لم تربطا باسمي، إذ كان الأستاذ عامر يحرص على سماع أغانيه من طرف صوت يحسن الأداء، حتى يتحقق من الهفوات التي يمكن أن تكون. لذلك يختار مطربا معينا، وكان يختارني مرة مرة، قبل أن يختار المغني الذي سيؤدي عمله، وبخصوص أغنية «راحلة» فقد أديتها بإتقان وتمرنت عليها قبل محمد الحياني، قبل أن أكتشف أن الأستاذ عامر اختار محمد الحياني لأدائها. وقد آمن أعضاء الجوق الوطني بأدائي المتميز لها، فاتصلوا بالأستاذ عبد الرحمان العلمي الشاعر وصاحب شركة «أطلس فون» وقد سجلتها بالدارالبيضاء مساء، في حين سجلها محمد الحياني صباح نفس اليوم باستوديو آخر. وبصراحة هناك ذكريات جميلة مع هذه الأغنية. فحين أستمع إليها «كنحس فشي شكل» والتسجيل مازال موجودا وسأحرص على نشرها، وهناك أغان أخرى تعامل معي فيها ملحنون، لكن أعطيت لمطربين آخرين، ومن ضمنهم دائما عبد السلام عامر في ملحمة موكب الخالدين الذي أعطاها لعبد الهادي بلخياط، وبسبب ذلك «تقلقت» على السيد عبد السلام عامر، لأنه أخطأ في حقي، قبل أن نتصالح وأغني من لحنه العديد من الأغاني، كلها أغاني و طنية ماعدا واحدة دينية”.
ولارتباطه بأغنية “راحلة “كان يؤديها الراحل محمود الإدريسي في بعض السهرات الخاصة، حيث تلقى إقبالا كبيرا ، فيشرح لهم هذه القصة. وهناك أغاني أخرى كان سيؤديها، لكن أعطيت لفنانين آخرين مثل أغنية « كيفاش قلبي ينساك» التي غناها عبد الهادي بخلياط. وأغنية «مامنك جوج» التي أداها أيضا، كل هذه الأغاني أحبها من كل قلبه.
تبقى أغنية « عيشي يابلادي عيشي» الأغنية التي منحته  شهرة كبيرة ، من ألحان محمد بن عبد السلام، وقد فتحت له أبواب قصور الملك الراحل الحسن الثاني، ويتذكر في ذات الحوار قائلا “طبعا، حينما سجلت هذه الأغنية، كانت تحظى بدعاية كبيرة في الإذاعة الوطنية، وكنا نقوم بجولة غنائية في المغرب كله، حيث كان يقال في هذه الدعاية «عيشي يا بلادي» الصوت الذهبي محمد الإدريسي. وكنت في بداياتي، وحكى لي الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، يقول إن جلالته كان يسمع هذه الأغنية في الراديو، وكان دائما يحاول تسجيلها ظنا أن الأغنية ستذاع كلها، وإذا الأمر مجرد إعلان لهذه الأغنية في إطار هذه الجولة.
وحينما وصلنا إلى مدينة وجدة، أراد الملك الراحل أن يستمع إلى هذه الأغنية، مما اضطرنا إلى إيقاف هذه الجولة والعودة إلى الرباط، حيث أديتها أمام جلالته وأهداني معطفه، ومن ثمة أصبحت معتمدا في القصر الملكي مع الجوق الملكي، وهي من الأغاني العزيزة علر القلب بشكل لا يتصور، وقال لي رحمه الله، هكذا كانت أغنية عبد الوهاب الدكالي محببة لي «يا حبيب الجماهير » وهي من الأغاني الوطنية التي أفتخر بها، والآن هناك أغنية «عيشي يا بلادي» التي أفتخر بها ولا يمكن إلا أن تغنى في كل مناسبة، ويتم الافتتاح بها”
وعن حكاية  معطف الراحل الحسن الثاني ، قال رحمه الله “الحمد لله مازال، وليس المعطف لوحده، بل هناك العديد من لكساوي الذي أهداني إياها في مناسبات عديدة، مرة مرة كنخرجوهم يتشمشو، ونتهلى في هاد البركة”
عن  ذكرياته مع الملك الراحل الحسن الثاني،يقول إنها ذكريات كثيرة، وجميلة في كل المناسبات التي يكون فيها ضيوفه الخاصين لا يستثنه من الحضور إلى درجة أنه كان قريبا منه جدا. هناك محبة وود. كان يعامله كابنه، ودائما كان ينادينه بالشريف لا يحبه محبة مطرب فقط، بل محبة أيضا الشريف، ويحب أيضا حملة القرآن، وكان على علم بأنه من هذه الفئة، بل هناك مناسبات كما كشف للاتحاد الاشتراكي،  يتم فيها استدعاؤه ويكون فيها جلالته وحده، وهو لا يتحدث في هذا الموضوع مع أي أحد، بل كان كتوما، على اعتبار أن المسألة خاصة، ولا يتباهى بذلك ،فلولا الراحل الحسن الثاني ما عاش في المغرب كما كان يردد في حياته.
علاقة الفنان الراحل محمود الإدريسي ،امتدت إلى زعماء عرب،يقول  في ذات الحوار ”
عرفني الملك الحسن الثاني، رحمه الله، بالعديد من المسؤولين مثل الملك الحسين ومعمر القذافي، والشيخ زايد بن سلطان وأغنياء العالم، كما تعرفت على الرئيس عمر بونغو . فذات مرة كنت فوق خشبة المسرح بالقصر الملكي أغني، جاء سيدنا الله يرحمو بصحبة الرئيس بونغو، وقال لي إنه أعجب بصوتك ويريد أن يسلم عليك.« سلم على فخامة الرئيس»، هذا يرفع من معنويات الفنان، وأقولها بصراحة أنا دائما أدعو له في صلواتي، فهو من خلق لنا الأمل كفنانين.
وعن علاقته بالملك محمد السادس، ومادار بينهما حينما تم توشيحه،يقول  الفنان القدير محمود الادريسي رحمه الله “جلالة الملك محمد السادس هو الآخر يعتني بالفنان، ولن أنسى أنه حينما وشحني جلالته قال لي، «عنداك تبعد من الميدان الفني، فنحن كنتبعوك وعملك جميل وعليك المزيد ونحن ننصت إليك».
الصوت الذهبي محمود الإدريسي  تعامل مع المرحوم محمد الموجي وغيره من الفنانين الكبار ،فكل الأسفار التي قام بها خارج أرض الوطن كانت دعوات رسمية سواء في المملكة العربية السعودية أو الكويت أو مصر.. في مصر كانت هناك أغنية كان سيسجلها ويغنيها الموسيقار محمد عبد الوهاب، ولكنه اعتذر بسبب المرض الذي ألم به، وهي من كلمات الشاعر محمد الطنجاوي، وجلالة الملك الراحل كلفني يقول محمود الإدريسي،  للذهاب إلى مصر لأداء أغاني هناك منها ملحمة وأغنية «شمس الخلود» الذي كان سيلحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب لكن المرض حال دون ذلك، حيث ذهب إلى باريس لهذا الغرض وجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، اختار الملحن الثاني محمد الموجي، وكلفني بالتواصل معه، كان ذلك تحت رعاية وزارة الداخلية آنذاك للسفر إلى مصر لمدة شهر كامل، وغنيت «شمس الخلود» من لحن محمد الموجي، وأديت الملحمة التي تتحدث عن تربية الطفولة، حيث أديت دور أستاذ، في حين أدت سميرة سعيد دور الأستاذة، وعملنا ديو مع الأطفال وهي ملحمة جميلة، وقد صورت وأخرجها حميد بنشريف، لكن لم نعد نراها تعرض في التلفزيون، كما غنيت لملحنين ليبيين، محمد سعد بوعجيلة، ومجموعة من الملحنين الآخرين، «أنا سيدنا ما كانش يخليني نسافر بزاف،»ويوم توفي رحمه الله سنة 1999 لم أعد أهتم بالهجرة، وأنا متعصب للأغنية المغربية”.
سي محمود الإدريسي  ،رغم أنه ينحدر من الشاوية إلا أن علاقته بالراحل وزير الداخلية الأسبق ادريس البصري لم ترق إلى الصداقة، يقول الموسيقار محمود الإدريسي ”
إدريس البصري رحمه الله،  كان بعيدا عني وأنا كذلك، كان آنذاك يشتغل مع الحسن الثاني ووقته كان “عامر”، لا يربطني به إلا السلام إذا ما التقينا، لكن لم تكن تربطني أية علاقة صداقة ومودة،ورغم أنه محمود الإدريسي  كان محببا للراحل الحسن الثاني،إلا  أنه تعرض كثيرا لمضايقات من طرف وزارة الداخلية، لكن لم يكن يهتم بوزارة الداخلية بحكم القرابة، يقول، بيني وبين جلالة الملك رحمه الله، رغم الأسرار التي كنت أحتفظ بها، ومع ذلك كنت لا أهاب أحدا، كنت أحس بأن هناك غطاء كبيرا لدي من طرف الحسن الثاني”.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 28/11/2020