كلمة في وداع المناضل الاتحادي المهندس الزراعي عبد السلام الدباغ

 

اختطفت المنية وعلى حين غرة أحد أبناء وطننا البررة الغيورين وهو لا يزال في عز الجهد والعطاء والبذل والسخاء لكنها إرادة الله ومشيئته ولا راد لقضاء الله وقدره الذي جعل لكل نفس أجلا تنتهي إليه من غير زيادة ولا نقصان.
إنه المناضل الاتحادي الصلب والمهندس الزراعي المقتدر عبد السلام الدباغ الذي عرفته العائلة الاتحادية في خضم نضالاتها ومعاركها من أجل التحرير والديموقراطية والاشتراكية وخبرته الساحة الوطنية في مساره لإنجاز المشروع الوطني التنموي، مثلما شهدت له بكفاءته وحنكته الفكرية والنضالية الأممية الاشتراكية والأحزاب التقدمية العالمية التي كان يحضر مؤتمراتها وندواتها ممثلا للجنة الشؤون الخارجية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على امتداد سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وإلى عهد قريب خلال العشريتين من الألفية الثالثة.
كان الفقيد العزيز عبد السلام الدباغ ذاك الفارس الذي يشد الرحال لكل وجهة عربية أو إفريقية أو دولية لإسماع صوت وطنه الذي يجهر بالدفاع عن حقوقه ومصالحه وينافح قضاياه المشروعة والعادلة ومنها قضية الوحدة الترابية المقدسة.
وكمهندس زراعي خريج معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، اشتغل فقيدنا الغالي في مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وتميز باجتهاده وأدائه وحنكته وتقلب في عدة مناصب المسؤولية راكم خلالها تجربة كبرى وخبرة تقنية ميدانية مشهود له بها. كما حظي بثقة زملائه في الجمعية الوطنية للمهندسين الزراعيين وفي الاتحاد الوطني للمهندسين وتم انتخابه رئيسا للجمعية الوطنية وعضوا بارزا في المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني للمهندسين لعدة ولايات انتدابية.
وبفضل حسه النضالي والتواصلي وقدرته على نسج العلاقات الإنسانية، تقلد فقيدنا المبرور سي عبد السلام الدباغ مهام تمثيلية في أجهزة اتحاد المهندسين العرب وفي الاتحاد الدولي للمهندسين، حيث كرس جهوده ومؤهلاته في تقديم خدمات جلى في إعلاء صوت المهندسين على مختلف الأصعدة العربية والإفريقية والدولية وبلور الفقيد أدوارا ومهام رائدة ووازنة ومتميزة في الدفاع عن قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية في كل المحافل الدولية التي كان حاضرا فيها بكفاءة ونجاعة في الأداء وفي الترافع الجيد والهادف على قضايا الوطن ومصالحه العليا.
وللفقيد سي عبد السلام الدباغ باع كبير في مد جسور التقارب والتعاون والعمل المشترك مع جمعية الاقتصاديين المغاربة التي كان مؤمنا ومقتنعا لرسالتها النبيلة في نشر وتثمين الفكر الاقتصادي المغربي وتعميق مجهود البحث والاجتهاد لتطوير أدوات ودعامات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا على أساس الرؤى والتوجهات الواضحة والصائبة.
وبفقدانه، فإن الوطن والحزب والمجتمع يفقد فيه أحد أبنائه المخلصين والملتزمين بالمبادئ السامية والقيم المثلى ومكارم الأخلاق.
فرحمه الله وجازاه خير ما يكون الجزاء وأسكنه فسيح جنانه.
*رئيس جمعية الاقتصاديين المغاربة


الكاتب : الدكتور مصطفى الكتيري *

  

بتاريخ : 07/12/2020