يعاني فريق الاتحاد البيضاوي ( الطاس) لكرة القدم النسوية من غياب كل أشكال الدعم ومن فراغ مخيف ومقلق لصندوقه الذي لا يبارح حسابه رقم الصفر وفي كثير من الأحيان تحت الصفر وبعبارة مديون.
فريق إناث الحي المحمدي وكاريان سنطرال، يصر على البقاء، وعلى تنفس هواء الحياة في ظروف صعبة بدون موارد مالية، وبدون رعاية وبدون أي اهتمام من طرف كل الجهات الرسمية والخاصة، ويعيش تحت « نفقة» رئيسته زينب أمين الزاولي.. ابنة الراحلة سميرة الزاولي وحفيدة الأب الروحي للطاس الراحل العربي الزاولي.
زينب أمين الزاولي، أستاذة مادة الرياضيات بإحدى مؤسسات التعليم العمومي بحي سيدي البرنوصي، تنفق من راتبها الشهري على الفريق، ويساعدها في ذلك والدها رجل التعليم المتقاعد، متمسكة ب»إرث» والدتها المرحومة سميرة الزاولي التي ترأست الفريق النسوي للطاس واجتهدت في نفس ظروف المعاناة من أجل أن يستمر ويعيش، ومن أجل أن تجد فتيات الحي المحمدي فريقا يحتضن مواهبهن وطاقاتهن.
طرقت كل الأبواب ووجدتها موصدة، تقول في لقاء مع الجريدة: « سأظل وفية لوصية والدتي، ولن أتخلى عن الاتحاد البيضاوي مهما صعبت الأمور.. بنات الفريق يدركن وجود الأزمة، وبدورهن يتطوعن في خدمة فريق الحي المحمدي ويناضلن من أجل أن يستمر اسم الفريق ويعيش ويستمر في الحياة. نمارس في قسم الهواة، ولنا لاعبات موهوبات وبإمكانهن المنافسة على الصعود للقسم الثاني من البطولة لو توفرت أدنى شروط الممارسة.. نعاني من غياب التحفيزات المالية، وسيلة نقل محترمة، تجهيزات وملابس للاعبات، ومع ذلك نعيش كأسرة واحدة في تحد وإصرار على تجاوز كل المعيقات. لا أفهم كيف تقرر منح فرق القسم الوطني الأول 120 مليون سنتيما وفرق القسم الوطني الثاني 80 مليون، وحرمت فرق الهواة ولم تمنح ولو سنتيما واحد. وضعنا أسس إنجاز أكاديمية لتكوين اللاعبات في الحي المحمدي-عين السبع، والمشروع ولو أنه يفتقد للدعم، كان سيفتتح في بداية الموسم الماضي لولا أن حلت الأزمة الصحية وانتشر وباء كورونا.. لنا أمل في أن تتحرك الجهات الغيورة على تطوير الرياضة النسوية فالاتحاد البيضاوي له تاريخ ويكفي أن مؤسسته ورئيسته التاريخية سميرة الزاولي ظلت تناضل من أجل المرأة المغربية الرياضية إلى أن وافتها المنية.»