(إكاروس – icraus ) لسناء العلاوي يفوز بالجائزة الكبرى للدورة الثامنة للملتقى الوطني لسينما الهامش بكرسيف

في دولة المجر، وبالضبط في هنغاريا، يعيش رجل کھل إسمه «إكناك»، متشرد في مجتمع متطور ومعقد، يحكي هذا الرجل عن طفولته في محيط يشوبه التعقيد ويواصل التحدث عن نفسه بشكل ذكي مشيرا إلى التشرد، إلى مفهوم الله في اعتقاده وتصاعد الانتحار في بلاده، وعلى الرغم من وضعه الاجتماعي العسير وشعوره بالوحدة، يبقى إكناك رجلا مثقفا مميزا يعيش ويتعايش في مدينته بودابيست بفكر مستنير ويحلم أن يطير يوما في السماء كالطائر الأسطوري «إكاروس». هذا ملخص الفيلم الذي حظي بإعجاب لجنة تحكيم الملتقى الوطني الثامن لسينما الهامش بمدينة كرسيف برئاسة المخرج والناقد عبد الإله الجواهري. ومنحت مخرجته سناء العلاوي جائزة العمل المتكامل للدورة التي ارتآى المنظمون إقامتها رقميا تحت شعار “السينما في زمن الحجر بين طقوس الفرجة والغزو الرقمي” على مدى ثلاثة أيام 26-27-28 دجنبر 2020 بسبب ظروف الجائحة التي تعصف بالبلاد. و تشكلت لجنة تحكيم الدورة من المخرج عبد الإله الجواهري رئيسا وعضوية كل من الممثلة منال الصديقي والإعلامي عيسى وهبي .
حفل الاختتام جاء في بث مباشر عبر الصفحات الرسمية لجمعية الشاشة الفضية بمواقع التواصل الاجتماعي. و تم الإعلان خلاله عن جوائز المسابقة الرسمية التي ضمت عشرة أفلام مشاركة.
وجاءت جوائز المسابقة على الشكل التالي: جائزة العمل المتكامل فازت بها المخرجة سناء العلاوي عن فيلم «ايكاروس icraus ».
جائزة السيناريو من نصيب فيلم “الفيلسوف” للمخرج المغربي عبد اللطيف افضيل .
جائزة أحسن ممثلة تشخيص إناث عادت للممثلة رانية الشاني عن دورها بالفيلم الروائي القصير “عطر” حيث شاركها البطولة الفنان سعيد باي ومن إخراج حسين الشاني.
جائزة أحسن ممثل كانت من نصيب الممثل رشيد عماري عن دوره في فيلم” دم وفحم» .
فيما عادت جائزة أحسن إخراج للمخرج مصطفى أرماني عن فيلمه “الموجه الأخيرة”. لجنة التحكيم نوهت بتجربة المخرجة فاطمة أكلاز في فيلمها» العصا»
وإلى جانب الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية « كوكوكوكو لحسن معناني – باراكا – أنس حستاك – شرخ – بلال الطويل – بارفوم – الحسين شاني – الحلم الضائع -رشيد عماري – الموجة الأخيرة – مصطفى فرماتي – الفيلسوف – فاضل عبد اللطيف – دم وفحم – طارق رسمي – العصا – فاطمة أكلاز.
عرفت الدورة تنظيم ورشات في السيناريو من تأطير للمخرج علال العلاوي و ورشة في الماكياج الفني من تأطير أزهر العيساوي كما قدم أحمد السجلماسي ناقد وصحافي سينمائي ومهتم بتاريخ السينما بالمغرب نافذة حول توثيق الذاكرة السينمائية بالمغرب.
وبخصوص الندوة العلمية «السينما في زمن الحجر بين طقوس الفرجة والغزو الرقمي» تأكد نجاح المنظمين على واجهتين، اختيار تيمة الملتقى اعتبارا لراهنيتها وحساسيتها ، وكذلك النخبة الوازنة من الباحثين الأكاديميين والخبراء في المجال .
فقد نجح الدكتور هشام المكي ميسر فقرات الندوة في رتق الأفكار وحياكتها وتجميع خلاصاتها بشكل قابل للاستيعاب والتلقي الافتراضي . وهو يستقبل الأفكار والخلاصات الواردة من المخرج والسيناريست والناقد الأستاذ عز العرب العلوي و الناقد و الباحث السينمائي الدكتور الحبيب الناصيري والدكتور خالد طه والباحث في الإعلام والتواصل والدراسات الثقافية الدكتور مصطفى لمريط ضمن محاور ثلاث شكلت أرضية الندوة .
ما أبعاد وحدود تأثيرات هذه التحولات على الصحة الفيسيولوجية والعقلية والنفسية والاجتماعية والروحية للمتفرج؟ وما حدود نجاح مبادرات إرجاع الجمهور إلى دور العرض العادية عبر تجربة «سينما الهواء الطلق؟ وهل يمكن لها أن تشكل بديلا مستقبليا؟
المحور الثاني: السينما والغزو الرقمي ما مدى اكتساح الأنترنيت للسينما؟ وما حدود نجاح خدمات المشاهدة عبر الانترنيت؟ وما طبيعة الثيمات الدرامية التي سيطرحها المبدعون؟ وما حدود الفاصلة مستقبلا بين الواقعي والافتراضي في الصناعة السينمائية؟ وهل يمكن اللمنصات الرقمية تقديم منتوج سينمائي يحترم ويحافظ على خصوصيات وطبيعة السينما؟ وإلى أي حد سيساهم الذكاء الاصطناعي بخواريزميات منصات المشاهدة في اقتراح الأفلام وتشكيل الذائقة وتنميطها في مجتمع قيم الحداثة السائلة؟ المحور الثالث: السينما وزمن ما بعد كورونا:
انطلاقا من هذه الأرضية النظرية حاولت هذه الندوة المتخصصة بسط هذا الواقع تشخيصا وتحليلا، وفتح آفاق ممكنة للتفكير . حيث أجمع المتدخلون كل من زاوية اختصاصه على أن ما تعيشه البشرية اليوم حدثا كونيا فرض اتخاذ مجموعة من التدابير الصحية، منها التباعد الجسدي والحجر المنزلي، في دول عدة بوصفه إجراء احترازيا من الإصابة بالفيروس. أزمة قائمة على الحجر الصحي وتقييد الحركة، والحرمان من بعض الحقوق الإنسانية بكل تداعياتها وتأثيراتها الفرد والمؤسسة خاصة مع مغادرة المواطنين للفضاءات العامة، ومنعهم من التجوال والاختلاط في الشوارع والأزقة والولوج إلى النوادي والملاهي والمقاهي والفضاءات العامة، ومنها دور السينما والمهرجانات الدولية والمحلية السينمائية التي وجدت نفسها مضطرة إلى تعليق عروضها وأنشطتها إلى أجل غير مسمی حفاظا على سلامة مرتاديها.
وسجلوا انعكاسات هذا الواقع المستجد بتأثيراته المتعددة المستويات في الصناعية السينمائية، ما جعل الموسم السينمائي استثنائيا بكل المقاييس من حيث إلغاء بعض الجوائز والمهرجانات الدولية، وتعديل تواريخ جلها، وملاءمة قوانين بعضها قسرا، كما تم السماح لأول مرة في تاريخ العرض للأفلام المبثوثة عبر المنصات المختلفة التأهل للحصول على جوائز الأوسكار، من دون الحاجة لعرضها في دور السينما. كما تأثرت طقوس الفرجة الفردية بسبب تغير العادات بلجوء الناس في زمن الحجر الصحي لبدائل عن ممارساتهم المعتادة، وازدياد نسبة المشاهدات المنزلية للأفلام السينمائية عبر المواقع والمنصات المتاحة في كثير منها مجانا.
وخلصت الندوة إلى انه على الرغم من قتامة هذه الصورة للمشهد السينمائي، إلا أن هناك اتجاها عاما إلى التأقلم مع هذه الوضعية بالاستغناء المؤقت عن التصوير الخارجي، واتخاذ احتياطات وتدابير صحية داخل الأستوديوهات المغلقة، وتزايد وتيرة الاستعانة ببرامج الكمبيوتر وما يتيحه الذكاء الصناعي الآن من إمكانات لا محدودة بديلة. إلا أن الكثيرين يدقون ناقوس الخطر فيما يخص مستقبل «الصناعة السينمائية واقتصادات الدول والشركات المنتجة، والتحولات المتسارعة للبنيات الاجتماعية والأخلاقية للمجتمعات والأفراد بسبب هذا الغزو الرقمي» .
مدير الملتقى الوطني لسينما الهامش عبد العالي الخليطي قال إن تداعيات جائحة كورونا فرضت على المغرب كغيره من دول العالم اتخاذ إجراءات احترازية بمنع تنظيم التظاهرات الثقافية حتى إشعار آخر، الأمر الذي استدعى منا كفاعلين في المجال اعتماد وسائل التواصل الاجتماعية الخاصة بالملتقى للتواصل مع الجمهور و كذا مع وسائط الإعلام التي كان لها دور كبير في نشر كل جديد حول مستجدات الملتقى وبرامجه الثقافية والفنية. مشيرا إلى أن أجواء التفاعل ظلت حاضرة دائما عن بعد، مؤكدا في ذات السياق أن مناخ الأمل وتثبيت ثقافة الحياة و الإبداع والخيال، انطلاقا من موضوع الدورة، قد ضاعف من تزكية هذه التجربة الثقافية الإنسانية الكونية القائمة على التضامن في زمن الوباء . واعتبر الأستاذ عبد العالي الخليطي أن عقد هذه الدورة رقميا هو رهان وتحد في خوض تجربة جديدة واستمرار حثيث في طريق التغيير الحاصل في التواصل المجتمعي.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 04/01/2021

أخبار مرتبطة

لا شك أن الفنانة كرسيت الشريفة، سوف تبقى شخصية غنية خصبة متعددة الجوانب، لأنها لم تكن فنانة اعتيادية أو مؤدية

تحتفي الدورة الثانية من “ربيع المسرح” التي ستقام في مدينة تارودانت ما بين 6 و11 ماي 2024، بالفنان عبد الرحيم

انتهت الإعلامية “فريال زياري” من تصوير حلقات برنامجها الاجتماعي “فيس تو فيس مع فريال”، وسيعرض قريبا على قناتي روتانا و

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *