الطاس والنفاق المبين

 

لست في حاجة لأتحدث عن أمجاد ورمزية فريق الحي المحمدي الطاس ، فالمغاربة على اطلاع كامل بما يمثله الحي وفريقه الخالد، فقط أردت أن أركز على شيء ضرني كثيرا . هذا الفريق اليوم بكل ما يحمل من محن وما يشكله من دفء يمثل المغرب في منافسة كروية إفريقية تتنافس كل الفرق لتشارك فيها ، وهو ما يعد مفخرة لكل دروب الوطن ، عندما فاز الفريق بكفاح كبير بكأس العرش التي ستقوده لهذه المنافسات ، رأينا كل ألوان الوجوه التي تسابقت لأخذ صورة مع الكأس وقد أقول أن عدد الصور التي رأيناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تصل إذا ما شتتناها أرضا حتى إلى مدينة الكويرة .
من بين الوجوه العديدة التي حنت لشعبية يترجاها مسؤولون في مؤسسات اقتصادية واجتماعية ومؤسسات عمومية وغيرها ، تفاءل الجميع خيرا واعتبر بأن الطاس ستخرج من جحيم العوز وسيتم الالتفات إليها ، وأنا أتفرج في الفريق يدخل لإجراء المقابلات المدرجة في برنامج هذه المنافسة، أتحسر وأنا أرى لاعبيه يدخلون بقماش أملس بدون مستشهر تذكرني وهو في ملعب الآخرين هناك في الأدغال بابن الدرب الذي تقطعت به الحبال ، لكنه يكابد بألم ليعود من الأهوال منتصب القامة …
فريق العربي الزاولي يوجد في قمقوم منطقة تعج بملايير الدراهم تدر على خزينة الدولة أموالا بالهبل ، صفوف مصطفة من المعامل والمؤسسات الاقتصادية الخاصة والعامة ولا مدير فيها ولا مسؤول ، خجل رمشة عين لتلك الصورة وبادر للدعم على الأقل حتى ينتهي الفريق من هذه المنافسات لوجه الوطن على الأقل ، الوطنية ليست جملة في قناة عمومية أو لقاء رسمي ، الوطنية فعل، الوطنية ممارسة عملية بل الوطنية إقدام على المبادرة.
أتساءل عن إحساس اللاعبين داخل الفريق الذين يحدوهم الحماس والتحدي لتشريف وطنهم ليسهموا في مجد يسطر في تراب بلدهم ، كيف يشعرون في المستودعات بين مسؤوليهم فقط بينما البرد وحده يملأ الأجواء المحيطة بإعدادات الفريق وسفرياتهم ؟ أية خلاصة سيخرجون بها عندما تنتهي المنافسات؟ كيف سنلوم شبابنا إذا اتخذوا مواقف غدا غير التي نرجوها ؟ فما الذي استفاد وه من كل تلك المؤسسات الغليظة المحيطة بدروبهم البسيطة ، فيما هم يشعرون أنهم يضحون ؟
الأعجب أن عمدة المدينة نجح في أزقتهم وقرب ملعبهم وهو الآن يرى أن الفريق يمثل المدينة التي يتشرف بتدبير شؤونها ولم يكلف نفسه تحريك الهاتف لأي مقاولة كي تدخل على خط دعم الفريق، ما يقال على العمدة يقال على عامل الإقليم .. قد تحدث الطاس المفاجأة في هذه المسابقة وهذا ليس بمستحيل ، لكن على الجميع أن يتذكر أنها كانت وحيدة مغتربة ، اللهم إذا استثنينا دعم الجامعة، فلا داعي للتسابق على «التصوار» خلال القادم من الأيام.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 14/01/2021