بورصة السياسة … المهاجرون في سوق الأحزاب الدنماركية

وليد ظاهر

لاشك أن المتتبع للصحافة الدنماركية يدرك أن موضوع اللاجئين والمهاجرين أصبح أول مهمات الأحزاب السياسية.
ومن المؤسف أن أجندة اليمين المتشدد والخطاب الشعبوي، أصبحت الطاغية على خطاب ومقترحات الأحزاب عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين واللاجئين.
الأحزاب السياسية التي تتغنى بالديمقراطية والقيم الإنسانية أصبحت تخاطب مجتمعاتها ومنتسبيها خطاباً فئوياً، حيث تركز على المهاجر/اللاجئ القادم إلى الدنمارك للعيش في أمن واستقرار، والذي لم يكن ليهاجر أو يقدم لجوءاً لو أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بلاده كانت مستقرة، وهذا بحث آخر.
ولعل من أهم الملاحظات أن الأحزاب السياسية تصعد من وتيرة الهجوم على المهاجر/اللاجئ، لتشعره بعدم الاستقرار وهي بذلك تدق إسفيناً في خطة الاندماج التي تقدمها الحكومة، أي أن كل ما ينفق على هذه البرامج سيذهب مع الريح أمام كل طرح تطرحه الأحزاب حول تشديد القوانين أو شروط الحصول على الجنسية أو نية الحكومة تقليل المساعدات.
والذي بدوره سينعكس سلباً على نفسية ومشاعر المهاجرين ويشعرهم أنهم منبوذون في مجتمع كانوا يتوقعون أنهم سيتعلمون منه الديمقراطية والتسامح والاندماج.
تقوم القيم الديمقراطية على حقوق الإنسان الذي تتبناه المجتمعات الأوربية بشكل عام، والذي يقدم حق المواطنة / وحق العمل / وحق التضامن / وحق الحرية في مقدمة الحقوق المدنية والإنسانية.
ولاشك أن تراجع هذه القيم سيخلق من جديد تطرفاً يؤدي إلى صراع وانقسام بين أبناء المجتمع.
كان الأجدر من الأحزاب السياسية وضع الحلول لمساعدة المهاجرين/اللاجئين على الاندماج والاستفادة من خبراتهم في تدعيم وتنويع الثقافة الدانمركية والأوروبية، فهؤلاء لديهم ثقافة لا تتناقض مع الثقافة الدنماركية إنما تزيدها توهجاً وتألقاً.
وفي الختام يحق لنا أن نتساءل أين دور وسائل الإعلام، والتي نلاحظ أن صوتها يرتفع ويحدث ضجيجاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بسلوك وتصرفات البعض من المهاجرين/اللاجئين المخالفة للقانون والقيم الدانمركية، والتي يدينها ويرفضها غالبية المهاجرين/اللاجئين، بينما يختفي صوتها عندما يتعلق الأمر بنجاح أو اندماج المهاجرين/اللاجئين في المجتمع.

رئيس تحرير المكتب الإعلامي الفلسطيني والمدير العام لراديو المغتربين

الكاتب : وليد ظاهر - بتاريخ : 17/02/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *