البرلمان المغربي لنظيره الجزائري : كونوا صوت الحكمة ولا تدعموا الطرح الانفصالي المساند من قبل الأوساط الرسمية في بلدكم الشقيق

بعث رؤساء الفرق بغرفتي البرلمان المغربي برسالة إلى زملائهم بالبرلمان الجزائري، بعد مراسلة هذا الأخير للرئيس الأمريكي المنتخب حديثا جو بايدن مطالبا إياه بالتراجع عن قرار الولايات المتحدة السيادي في الاعتراف بأن الصحراء مغربية وقع من طرف الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال البرلمانيون المغاربة  « تلقينا، باستغراب شديد وأسف بالغ، فحوى المراسلة التي بعثتم بها إلى الرئيس الأمريكي الجديد، السيد جو بايدن، والتي طالبتموه من خلالها بمراجعة المرسوم الرئاسي الذي أصدره سلفه، والمتعلق بإقرار الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء». وكشفت الرسالة « يعود استغرابنا، في الفرق والمجموعات البرلمانية بمجلسي البرلمان المغربي، إلى أن خطوتكم هذه بعيدة عن روح الأخوة التي تجمع بلدينا وشعبينا، حيث أن قناعتنا راسخة في أنكم لا يمكن إلا أن تكونوا معبرين عن إرادة الشعب الجزائري الشقيق، دون أي معاكسة للحق المغربي غير القابل للتصرف في وحدته الترابية، ومن غير أي إغفال لأواصر الأخوة وحسن الجوار. وذلك بعيدا عن أي حسابات كيفما كان نوعها. تماما مثلما يتمنى الشعب المغربي، صادقا، للشعب الجزائري كل التقدم والنماء».
وأضافت الرسالة « لقد كان، ولا يزال، منتظرا منكم، كممثلين للشعب الجزائري الشقيق، استحضار كل ذلك التاريخ الطويل من النضال المشترك بين شعبينا في خندق التحرير، من أجل الاستقلال، ضد الاستعمار الذي اختلق بذور التفرقة. وافترضنا فيكم الحكمة التي تجعلكم تتفادون السقوط في فخ الاصطفاف في الصف المساند للطرح الانفصالي غير المجدي، والمدعوم، بلا وجه حق، من قبل الأوساط الرسمية في بلدكم الشقيق.»
وكشفت رسالة البرلمانيين المغاربة لنظرائهم الجزائريين « إن موقفكم يؤكد، بالملموس، مدى تدخل دولة بلدكم الشقيق وهيئاتها التمثيلية للشعب الجزائري في شأن داخلي لبلد جار، وفي قرارات سيادية اتخذتها دول بإرادة مؤسساتها. وهو تدخل يخالف ما يدعيه الموقف الرسمي الجزائري من حياد مزعوم في كل ما يهم قضية وحدتنا الترابية التي هي من ثوابت أمتنا المغربية.»
وبينت الرسالة للجيران « مضمون مراسلتكم جاء، مع كامل الأسف، مخالفا للشرعية الأممية، ويضرب في العمق مختلف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويعاكس المواقف الدولية وشرعية الأمم المتحدة التي وصفت مقترح المغرب «الحكم الذاتي» بالجدي وذي المصداقية، مع اعتباره إطارا ملائما لحل هذا النزاع.» وتوجه النواب المغاربة إلى نظرائهم « نناشد فيكم استحضار ما يجمع بين شعبينا من تاريخ وإرث مشترك، ونؤكد على أن بلادنا متمسكة دائما بنهج عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدكم الشقيق، كما هو الشأن مع باقي الدول، لندعوكم، أخواتنا وإخواننا ممثلي الأمة الجزائرية، إلى العمل سويا، بمعية باقي بلدان المنطقة، من أجل بناء اتحاد مغاربي قوي، يحقق مصالح شعوبنا، ويعزز الوحدة والتضامن والتآزر، وتتعاظم في كنفه فرص النماء المقتسم بين كافة المواطنات والمواطنين المغاربيين، ذلك الطموح الذي لن يتحقق باختلاق الدويلات والنفخ في نعرات الانفصال والتعصب القطري البعيد عن ثقافتنا وحضارتنا». وطالب البرلمان المغربي باجراء لقاء بين الطرفين في أقرب مناسبة، «لتعميق النقاش حول هذه التطلعات، واستشراف سبل عملنا المشترك لأجل ذلك».


الكاتب :  محمد الطالبي – مكتب الرباط

  

بتاريخ : 17/02/2021