بجهة فاس مكناس وجهة الشرق.. دينامية متواصلة لتنزيل القانون الإطار17-51

 

يواصل وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي زياراته لمختلف أقاليم المملكة في إطار الوقوف على التنزيل الأمثل لأحكام القانون الإطار 51-17، وفي هذا السياق ترأس بمقر عمالة إقليم صفرو، رفقة الوزير المنتدب المكلف بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ووالي جهة فاس مكناس ورئيس الجهة وعمال جلالة الملك على أقاليم الجهة، يوم الاثنين 15 مارس 2021، لقاء تنسيقيا حول الموضوع أشاد خلاله بالدور الكبير للسلطات المحلية والمنتخبين والشركاء بجهة فاس مكناس في رفع تحدي تأمين سير الدراسة في ظروف آمنة والحد من تداعيات جائحة كورونا وبانخراطهم في تنزيل أوراش إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، منوها، كذلك بالمجهودات الاستثنائية التي يبذلها المسؤولون بالجهة من أجل رفع التحديات التي تواجهها المنظومة .
من جانبه نوه إدريس أوعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي بالنسيج الجامعي المتنوع والمتميز لهذه الجهة، والذي يضم جامعة القرويين، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة مولاي إسماعيل، وجامعة الأخوين، والجامعة الأورومتوسطية والجامعة الخاصة بفاس. ولم يفت الوزير المنتدب التأكيد على الجهد الذي تبذله جامعتا سيدي محمد بن عبد الله بفاس والمولى إسماعيل بمكناس من أجل التدبير الأمثل لمسألة الإنصاف وتكافؤ الفرص من خلال المزاوجة بين الوظيفة التكوينية للجامعة ووظيفتها المجتمعية المتمثلة في إعداد أطر قادرة على الاندماج السلس في المنظومة الاقتصادية وفي سوق الشغل.
من جهته تناول محسن الزواق مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، في عرضه، منهجية وبرنامج عمل الأكاديمية لتنزيل مشاريع القانون الإطار، وكذا الحصيلة المرحلية لتنفيذ المشاريع 18 لتنزيل مضامين القانون الإطار 51.17، مبرزاً انخفاض نسبة التعليم غير المهيكل من 69 % خلال الموسم الدراسي 2018/2019إلى 34%خلال الموسم الدراسي الحالي،ارتفاع عدد المستفيدين من الداخليات ب 5.74%بين الموسم الدارسي الفارط والحالي، العمل على إحداث 72 قاعة للموارد الخاصة بالأطفال في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة، كما بين الأشواط التي قطعتها الأكاديمية في إرساء التعاقد من أجل الارتقاء بالحكامة في تدبير منظومة التربية والتعليم بالجهة .
واستعرض المندوب الجهوي للتكوين المهني بجهة فاس مكناس برنامج العمل لسنة 2021 وكذا حصيلة إنجاز المشاريع الاستراتيجية لتنزيل القانون الإطار 17-51، والتي يجري تنفيذها في سياق تفعيل محاور خارطة الطريق لتطوير التكوين المهني، التي تعتبر منعطفا نوعيا في مسار منظومة التكوين المهني، من أجل تأهيل العرض التكويني وتعزيز جودته وتوسيع الطاقة الاستيعابية وتنويع أنماط التكوين وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتلبية الطلب الاجتماعي والاقتصادي المتزايد على التكوين المهني.
أما رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس رضوان مرابط فقد قدم عرضا مفصلا يتعلق بالمشاريع المنجزة وكذا المبرمجة برسم الفترة الممتدة من 2021 إلى 2023. والتي تهدف إلى تعزيز العرض البيداغوجي مع رفع الطاقة الاستيعابية للجامعة بنسبة تقارب 70% (من 60522 مقعد إلى 102772مقعدا) وذلك من خلال توسعة المؤسسات الموجودة وإحداث مؤسسات جامعية جديدة في مجموعة من أقاليم الجهة (كلية متعددة التخصصات بإقليم تاونات، كلية العلوم والتقنيات بصفرو، مركب جامعي بعين الشكاك، مركب جامعي بإقليم بولمان، مركب جامعي جديد بتازة، المدرسة العليا للعلوم الانسانية التطبيقية) بغلاف مالي يقدر ب 640 مليون درهم.
وفي ما يتعلق بالبحث العلمي والابتكار، فقد تم إطلاق مجموعة من المبادرات الرامية إلى تحقيق الجودة والتميز والإشعاع الدولي، من قبيل تشجيع النشر وإيداع براءات الاختراع ودعم الثقافة المقاولاتية، وكذا تشجيع المشاريع البحثية والتي وصل عدد الموجود منها قيد الإنجاز 107 مشاريع، وفي هذا السياق أيضا، تم العمل على توسعة مركز الابتكار وعصرنة تجهيزاته وإحداث متحف للعلوم.
وفي نفس السياق، قدم الحسن سهبي، عرضا أكد من خلاله أن مشاريع جامعة مولاي إسماعيل تروم تطوير عدة مجالات، وفي هذا الصدد،  تم إنشاء مؤسسات جامعية جديدة بشراكة مع مجلس جهة فاس-مكناس: – المدرسة الوطنية والتجارة والتسيير بالحاجب، – المدرسة الوطنية العليا للتدبير الرياضي بإفران – المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بمكناس – المكتبة الجامعية بمكناس، كما أكد أن الجامعة ستعمل على رفع الطاقة الاستيعابية من خلال بناء مدرجات وقاعات للتدريس، مركز للتكوين المستمر، المركز الجامعي الصحي، ومركز الدراسات للدكتوراه؛ كما تنجز الجامعة المذكورة مشاريع تروم تشجيع البحث العلمي والابتكار وكذا استكمال التأهيل المندمج لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى تقوية نظام معلوماتي شامل ومندمج للتربية والتكوين والبحث العلمي.
وعرف اللقاء حفل توقيع ست (6) اتفاقيات شراكة  بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس وشركائها، تهدف الاتفاقية الأولى مع ولاية جهة فاس مكناس إلى تنزيل الدعم المدرسي ومحاربة الهدر المدرسي بالجهة، وتروم الاتفاقية الثانية مع كل من: وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وولاية جهة فاس مكناس والتنسيقية الجهوية للتعاون الوطني وجمعية مرآة للأطفال التوحديين إلى بناء وتجهيز مركز جهوي مرجعي لإدماج الأشخاص التوحديين، أما الاتفاقية الثالثة مع رابطة التعليم الخصوصي بالجهة فتروم إحداث إطار عام للشراكة والتعاون بين الطرفين، وتروم الاتفاقية الرابعة مع العصبة الجهوية فاس مكناس لكرة القدم إلى النهوض بممارسة كرة القدم النسوية بالجهة وتروم الاتفاقيتان الخامسة والسادسة مع كل من عمالة إقليم صفرو وعمالة إقليم بولمان وجمعية أمان للتنمية القروية تنزيل مشروع الدعم التربوي بالإقليمين.
وعلى هامش هذا اللقاء، وفي إطار خلق 9 قاعات للإعلاميات في بعض الثانويات الاعدادية والتأهيلية بالوسط القروي بالجهة. تم تسليم 135 حاسوب للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس وهي هبة من منظمة اليونيسكو، أشرف عليها أركسندر شيشليك القائم بأعمال مدير مكتب مجموعة اليونسكو للمغرب العربي.
​ويوم السبت 13 مارس 2021، أكد أمزازي بمقر ولاية جهة الشرق، خلال ترؤسه أشغال اللقاء التنسيقي الجهوي مع السلطات الولائية والمنتخبين والشركاء بالجهة، أن ترسيخ الأدوار الحقيقية للمدرسة ورفع التحديات التي تواجهها بجهة الشرق رهين بتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية لتساهم بذلك في تحقيق المشروع المجتمعي لبلادنا، ولتشكل رافعة للنموذج التنموي الجديد الذي يصبو إليه جلالة الملك محمد السادس ويستجيب لتطلعات وانتظارات الأسر والمجتمع المغربي.
من جهته، نوه إدريس أوعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي بعمل جامعة محمد الأول، مؤكدا على معرفة الجميع لامتدادها وموقعها الاستراتيجي، وانفتاحها على باقي الجهات وإطلالها على أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. مؤكدا انها تعرف اليوم تطورا ملحوظا في خريطتها، إذ تتهيأ لإضافة ملحقة جامعية بتاوريرت وملحقة جامعية ببركان ومركب جامعي متكامل بالناظور مكون من المدرسة الوطنية العليا لعلوم المهندس، ومن المدرسة العليا للتكنولوجيا. والمدرسة العليا للتربية والتكوين.
واستعرض محمد ديب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق، تطور نسبة التمدرس بالتعليم الأولي من %28 خلال الموسم الدراسي 2018-2017 إلى 64.5% خلال الموسم الحالي، وتوسيع وتنويع العرض المدرسي من خلال توفير 35 مؤسسة تعليمية خلال الدخول المدرسي المقبل، منها 14 مدرسة جماعاتية، إلى جانب الارتقاء بجودة التربية والتكوين من خلال تقوية القدرات وتعميم المسالك الدولية، وكذا إرساء نظام ناجع ونشيط للتوجيه المدرسي والمهني، فضلا عن تعزيز الشراكات للارتقاء بمجال البحث العلمي في المجال البيداغوجي.
وبخصوص قطاع التعليم العالي، قدم رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، ياسين زغلول، عرضا تضمن عدة مشاريع تهم تعزيز وتوسيع العرض التربوي وكذا تشجيع البحث العلمي وجعله في خدمة التنمية الجهوية.
من جانبه، قدم المندوب الجهوي للتكوين المهني بجهة الشرق عرضا تناول فيه منطلقات مخطط عمل ومشاريع الوزارة في ميدان التكوين المهني وفي مقدمتها التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس الذي يولي عناية خاصة للتكوين المهني، ثم استعرض مختلف المؤشرات المتعلقة بالعرض التكويني الذي تتوفر عليه الجهة والذي يتميز بتنوعه وبتعدد الفاعلين والهيئات المكونة وهو ما يشكل مصدر غنى للمنظومة على مستوى الجهة، كما قام ببسط برنامج العمل لسنة 2021 وكذا حصيلة إنجاز المشاريع الاستراتيجية لتنزيل القانون الإطار 17-51، ويتعلق الأمر ب 13 مشروعا تهم ثلاث مجالات :  الإنصاف وتكافؤ الفرص والارتقاء بجودة التربية والتكوين والحكامة والتعبئة.
وعلى هامش هذا اللقاء تم توقيع 3 اتفاقيات شراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق وشركاء مؤسساتيين، وتتعلق الاتفاقية الأولى الموقعة مع قطاع الشباب والرياضة، بإحداث مسالك «دراسة ورياضة» بثانوية عمر بن عبد العزيز، وتهدف الاتفاقية الثانية الموقعة مع المركز الوطني محمد السادس للمعاقين-الملحقة الجهوية بوجدة/ إلى وضع برنامج عمل مشترك خاص بتجويد العرض المدرسي  وتسيير الحياة المدرسية لفائدة التلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة بجهة الشرق، وتروم الاتفاقية الثالثة الموقعة مع المعهد الفرنسي لجهة الشرق بوجدة، إلى وضع إطار قانوني يحدد التعاون بين الطرفين في مجالات تهم المواد غير اللغوية والتعليم الأولي العمومي وإنتاج الموارد الرقمية والتناوب اللغوي والقراءة والمكتبات ومحاربة الأمية والثقافة العلمية والتقنية.
كما تم تقديم تصاميم المشروع المتعلق بالمدرسة العليا للتربية والتكوين التابعة لجامعة محمد الأول وجدة ببهو ولاية جهة الشرق. وسيكون مقر هذه المدرسة بالحرم الجامعي حيث تقدر طاقتها الاستيعابية ب 1114 مقعدا بكلفة مالية إجمالية تبلغ 60 مليون درهم. وستساهم هذه المؤسسة في تنويع العرض الجامعي بالجهة الشرقية بتوفير تكوينات تخص الإجازة في علوم التربية.


الكاتب : إعداد - خديجة مشتري

  

بتاريخ : 18/03/2021