في استثناء المغرب من قمة المناخ!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا 40 دولة لحضور قمة افتراضية حول المناخ، ستعقد يومي 22 و23 أبريل المقبل.
ويتبين من لائحة المدعوين، التي نشرتها مواقع رسمية أمريكية منها البيت الأبيض والحكومة الأمريكية، أن المغرب غير مدعو.
ومساهمة المغرب، لم تقتصر على قمة مراكش التي تمت في 2016، كما هو معلوم، في المدينة الحمراء، فقد سبق لهذه الأخيرة أن احتضنت اتفاقا سُميَ باتفاق مراكش، في 2001، ونصت مواده على تقديم دعم للبلدان النامية من طرف الدول المتقدمة في سياق مواجهة التغيرات المناخية.
ومن أهمية قمة مراكش أن المغرب احتضنها مباشرة بعد اتفاق باريس حول المناخ. في 2015. وهو بذلك حضر مرحلة الانتقال إلى تنفيذ قرارات قمة شكلت مرحلة تاريخية تميزت بإقرار دولي، عن طريق الاتفاق وعن طريق ملحقاته، بمفهوم التغيير المناخي..بل إن قمة مراكش كانت انطلاقة التفعيل العملي لاتفاقية باريس، بخطوات ملموسة…
المغرب، كما نذكر، احتضن قمة إفريقيا حول المناخ، وحصل عمليا على تفويض إفريقي بالحديث باسم إفريقيا في الجانب المتعلق بدعمها في مساراتها الجديدة، بعيدا عن الاحتباس الحراري وعن التلوث وحرمان ساكنتها من ثمرات بيئة نظيفة مع ضمان تطورها وتقدمها واستجابتها لمطالب أبنائها، وأعقبت ذلك قمة «فيدجي»، التي عقدت عمليا في ألمانيا، ببون، وكان لحضور المغرب دور أساسي، أذكر أنني عشت جزءا من وقائعه، هناك في ألمانيا، وكيف وحد الصوت الإفريقي، بين برلمانيين اثنين، كل منهما كان يريد أن يمثل إفريقيا في الاتفاقيات الفرعية…
وقد حضرت الدول التي نظمت قمم المناخ السابقة عنه، باستثناء البيرو، التي لم يسجل اسمها في اللائحة (قمة 2014)
ووفقا للبيت الأبيض، ستعلن الولايات المتحدة عن هدفها في ما يخص الانبعاثات لعام 2030 في إطار مساهمتها الجديدة المحددة وطنيا بموجب اتفاقية باريس بحلول موعد القمة.
ومن بين المدعوين 17 دولة مسؤولة عن ما يقرب من 80 في المائة من الانبعاثات العالمية والناتج المحلي الخام العالمي، بما في ذلك الصين وروسيا.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ للمشاركة في القمة الافتراضية حول المناخ في 22 و23 أبريل.
وكما وعد، قرر بايدن في اليوم الأول من وصوله إلى البيت الأبيض العودة إلى اتفاقية باريس حول المناخ بعد أن سحب دونالد ترامب بلاده منها.
وأصبحت عودة أول اقتصاد عالمي، وثاني أكبر ملوث بثاني اكسيد الكربون، نافذة في 19 فبراير، وهذا يعني أن معظم دول العالم تقريبا هي اليوم أطراف في الاتفاقية الموقعة في 2015….
الاستثناء المغربي دخل ضمن تجاهل مغاربي، بحيث أن المغرب الكبير غاب برمته.
وقد يكون هنا التهميش مبررا، من حيث التمثيلية المناطقية عن إفريقيا، إذا ما صدقنا أن الدعوة إلى القمة اعتمدت تمثيلية التجمعات الإقليمية، وهو قد يذهب بنا إلى التفكير في إخراج المنطقة من أي تفكير استراتيجي لأمريكا، التي تتوسع إلى شمال إفريقيا برمتها.
غير أن التجربة المغربية، في نقطة من النقط المركزية في القمة، تتعلق بالطاقة المتجددة ودعم التكنولوجيات المتقدمة غير المستهلكة للطاقة، وتنويع مصدر التخصيب الفلاحي، تعد تجربة متقدمة بل رائدة بشهادة الدول الأكثر تقدما….
ما الذي يحدث بالضبط؟
هذا ما حاولنا أن نجمع بعض المعلومات عنه، بدون رد رسمي..
يمكن لكل الدول أن تسمح لنفسها بأن «تترفع عن دعوة بايدن، إلا المغرب، وذلك:
– أولا، لأن بايدن، في هذا الجانب، اتخذ قرارا معاكسا لقرار سلفه، واعتبر العودة إلى السياق الدولي في المناخ، هو تصحيح لقرار ترامب، وبالتالي لا يمكن أن ننظر إلى ذلك بعين الحدث العادي.
-ثانيا،بايدن يهمنا سلوكه، لا سيما في قمة للمغرب فيها مقعد مهم ولا يحتاج إلى تبرير لدعوته لحضوره.. وسلوكه في موضوع غير قابل للمجادلة قد يجعلنا نطرح سلوكه في قضايا تدخل في مجال صراع النفوذ والتأثيرات واللوبييينغ..
ما الذي حدث ؟
ننتظر.. …لننتظر!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 31/03/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *