‭ ‬مذبحة‭ ‬حي‭ ‬الرحمة‭ ‬بسلا‭ ..‬ الشرطة‭ ‬الإسبانية‭ ‬تعتقل‭ ‬مغربيا‭ ‬أَجَّر‭ ‬مجرمين‭ ‬لقتل‭ ‬أخيه‭ ‬وزوجته‭ ‬وابنيهما‭ ‬وحفيديهما

 

‮ ‭ ‬تمكن‭ ‬الأمن‭ ‬الإسباني،‭ ‬وبعد‭ ‬مراقبة‭ ‬لصيقة‭ ‬وتتبع‭ ‬دام‭ ‬لمدة،‭ ‬من‭ ‬اعتقال‭ ‬المشتبه‭ ‬به،‭ ‬المخطط‭ ‬لمجزرة‭ ‬حي‭ ‬الرحمة‭ ‬بمدينة‭ ‬سلا،‭ ‬والتي‭ ‬ذهب‭ ‬ضحيتها‭ ‬6‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬رضيع،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬ذبحهم‭ ‬جميعا،‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬الجناة‭ ‬بإضرام‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والجثث‭ ‬لإخفاء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الشرطة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة،‭ ‬كأدلة‭ ‬لتحديد‭ ‬هوية‭ ‬المجرمين‭ ‬مثل‭ ‬البصمات‭ ‬والدلائل‭ ‬الجينية‭.‬
وأعلنت‭ ‬الشرطة‭ ‬الإسبانية‭ ‬الأحد‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬مغربي‭ ‬يشتبه‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬قتل‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬أقاربه‭ ‬أثناء‭ ‬نومهم‭ ‬بينهم‭ ‬قاصران‮.‬
‭»‬يبحث‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تكشف‭ ‬هويته‭ ‬لشبهة‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬أخيه‭ ‬وزوجة‭ ‬أخيه‭ ‬وابنيهما‭ ‬الراشدين‭ ‬وحفيديهما‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سلا‭ ‬قرب‭ ‬الرباط‭»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوضحت‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬بيان‭.‬
وأشارت‭ ‬الشرطة‭ ‬الإسبانية‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬نزاع‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬وعائلته‭ ‬حول‭ ‬إرث‭ ‬عقاري،‭ ‬وقد‭ ‬هدد‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬شقيقه‭ ‬وعائلته‭ ‬بقتلهم‭ ‬في‭ ‬منزلهم‭ ‬ليلا‭.‬
وأوضح‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬شقيقه‭»‬طعنوا‭ ‬أثناء‭ ‬نومهم‭ ‬وأضرمت‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬منزلهم‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مقتلهم‭ ‬في‭ ‬فبراير‭.»‬
وما‭ ‬زاد‭ ‬التحقيقات‭ ‬صعوبة،‭ ‬كون‭ ‬رجال‭ ‬الإطفاء،‭ ‬كانوا‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬حضر‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ /‬مسرح‭ ‬الجريمة،‭ ‬بنية‭ ‬إخماد‭ ‬النار‭ ‬وليكتشفوا‭ ‬بعد‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬النيران،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬6جثث‭ ‬وبركا‭ ‬من‭ ‬الدم،‭ ‬وليهرع‭ ‬إلى‭ ‬عين‭ ‬المكان‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية،‭ ‬وعامل‭ ‬مدينة‭ ‬سلا،‭ ‬ووالي‭ ‬أمن‭ ‬الرباط‭ ‬ووكيل‭ ‬الملك‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مصالح‭ ‬مديرية‭ ‬مراقبة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭. ‬
ووفق‭ ‬الأمن‭ ‬الإسباني‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬توقيف‭ ‬المتهم‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬‮ »‬‭ ‬كاستيون‭ ‬بعد‭ ‬التوصل‭ ‬بمذكرة‭ ‬بحث‭ ‬دولية،‭ ‬من‭ ‬‮»‬الأنتربول‮»‬‭ ‬تفيد‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬مجزرة‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬الرحمة‭ ‬بمدينة‭ ‬سلا،‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬فبراير‭ . ‬
وأسندت‭ ‬التحقيقات‭ ‬حينها‭ ‬إلى‭ ‬الفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬وأمن‭ ‬مدينة‭ ‬سلا،‭ ‬وبعد‭ ‬استحالة‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬دلائل‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خيطا‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬المجرمين‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬كسر‭ ‬أو‭ ‬عنف‭ ‬لولوج‭ ‬المنزل،‭ ‬رجعت‭ ‬الأجهزة‭ ‬المكلفة‭ ‬بالتحقيق‭ ‬ومنها‭ ‬مصلحة‭ ‬مراقبة‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬المكالمات‭ ‬الهاتفية‭ ‬الواردة‭ ‬على‭ ‬هاتف‭ ‬صاحب‭ ‬المنزل‭.‬
وتم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المشتبه‭ ‬به‭ ‬حيث‭ ‬تضمنت‭ ‬إحدى‭ ‬مكالماته‭ ‬لشقيقه‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬تهديدات‭ ‬بالتصفية‭ ‬الجسدية،‭ ‬هو‭ ‬وكل‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته‭.‬
وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المكالمة‭ ‬كافية‭ ‬لأمن‭ ‬مدينة‭ ‬سلا،‭ ‬والفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬وعناصر‭ ‬من‭» ‬دستي‭ « ‬لتعطيهم‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المشتبه‭ ‬به‭ ‬بالتخطيط‭ ‬للجريمة،‭ ‬يقيم‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬وأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أجر‭ ‬مجرمين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المجزرة‭ ‬بمنزل‭ ‬شقيقه‭ .‬
وتعاملت‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بذكاء‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬كونها‭ ‬ورغم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬المغلوطة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتداولها‭ ‬بعض‭ ‬الجرائد‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬أي‭ ‬بلاغ‭ ‬للتكذيب‭ ‬أو‭ ‬التوضيح،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكشف‭ ‬مسار‭ ‬تحقيقاتها‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬سرية‭ ‬تامة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الكل‭ ‬يعتقد‭ ‬بأن‭ ‬جريمة‭ ‬حي‭ ‬الرحمة‭ ‬بسلا‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الجريمة‭ ‬الكاملة‭ ‬بكل‭ ‬المقايبس‭.‬
وستنكشف‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬المجزرة‭ ‬وخيوطها،‭ ‬بعد‭ ‬ترحيل‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬ومواجهته‭ ‬بمنفذي‭ ‬الجريمة‭ ‬الذين‭ ‬استأجرهم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الجريمة‭ ‬سيكشف‭ ‬أسرارا‭ ‬بقيت‭ ‬لغزا‭ ‬ومنها‭ ‬طريقة‭ ‬دخول‭ ‬منزل‭ ‬الضحية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬كسر،‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬ذبح‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أية‭ ‬مقاومة،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الجيران‭ ‬لم‭ ‬يسمعوا‭ ‬أي‭ ‬صراخ‭ ‬أو‭ ‬طلب‭ ‬للنجدة،‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬تحييد‭ ‬كلبين‭ ‬للحراسة‭ ‬كانا‭ ‬في‭ ‬سطح‭ ‬المنزل‭.‬
‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬مجزرة‭ ‬حي‭ ‬الرحمة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سلا،‭ ‬كان‭ ‬ذهب‭ ‬ضحيتها‭ ‬شقيق‭ ‬المتهم،‭ ‬وابنه،‭ ‬وزوجته‭ ‬وابنهما‭ ‬الرضيع‭ ‬وطفل‭ ‬قريب‭ ‬وسيدة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬ذبحهم‭ ‬وإضرام‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬جثثهم‭.‬
وكانت‭ ‬الفرقة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية،‭ ‬قد‭ ‬فتحت‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المصلحة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬بسلا،‭ ‬بحثا‭ ‬قضائيا‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المختصة،‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭.‬


الكاتب : مكتب الرباط عبد المجيد النبسي‮

  

بتاريخ : 27/04/2021