نشر الملاكمان إلياس بلمليح ورضى البويحياوي الذين كانا غادرا بدون إذن وترخيص بعثة المنتخب الوطني للملاكمة من مقره في بولندا حيث كانت تجرى بطولة العالم للشباب، شريط فيديو ،منتصف الأسبوع الأخير، لتوضيح أسباب اختيارهما «الحريك» حسب ما جاء في تصريحهما.
وتضمن تصريح الملاكمين إدانة واضحة للجامعة الملكية المغربية للملاكمة وأطرها،إذ جاء في مداخلتيهما أنه وبخلاف ما ينعم فيه أبطال من دول أخرى من اهتمام ومن امتيازات، يجد الملاكم المغربي نفسه في مواجهة وضع حياتي صعب تغيب فيه كل شروط الحياة الكريمة التي من المفروض أن تمنح للملاكم البطل. وأدان الملاكمان الجامعة وأطرها بسبب تخليها عن دور المساندة والدعم، وأوضحا أن الجامعة لا تلتفت إلى الملاكمين إلا عند اقتراب موعد إحدى البطولات القارية أو العالمية، حيث يتم تجميع المنتخب الوطني وإدخاله معسكر لفترة قصيرة ثم رميه إلى البطولة بدون تحضير جيد وبدون تحفيزات مالية أو معنوية يكون الملاكم في أمس الحاجة إليها.
واختتم الملاكمان خروجهما الإعلامي بتوجيه نصيحة للشباب الرياضي المغربي بعدم التخلي أبدا عن التحصيل الدراسي،حيث جاء في حديثهما: « نتحسر ونشعر بالندم لأننا تخلينا عن الدراسة من أجل الرياضة.. أخطأنا في حق أنفسنا وننصح الأطفال والشبان بعد التخلي أبدا عن المدرسة من أجل الرياضة.».
يذكر أنه مباشرة بعد فرار الملاكمين إلياس بلمليح ورضى البويحياوي من مقر بعثة المنتخب الوطني للملاكمة في مدينة «كيلسي» ببولندا، التحق بهما الملاكم محمد أبو حمادة «وزن 91 كيلوغرام».
و تأكد «هروب» الملاكم محمد أبو حمادة من مقر إقامة المنتخب إذ أشارت عدة أخبار أنه توجه لألمانيا حيث يقيم شقيقه الأكبر الملاكم عبدالجليل أبوحمادة.
ولم يتطرق الملاكمان رضى البويحياوي (فئة 60 كلغ)، وإلياس بلمليح (75 كلغ)، في شريط الفيديو الذي نشراه إلى الدولة التي اختاراها للاستقرار، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر عليمة أنهما يوجدان في ألمانيا إسوة بزميلهما محمد أبو حمادة.
ويعيب متتبعو رياضة الملاكمة المغربية وعدد من المدربين والأطر على الجامعة عدم تحركها لحدود اليوم من أجل فتح تحقيق حول ملابسات «حريك» ثلاثة أعضاء من المنتخب الوطني للملاكمة، في الوقت الذي تناولت الموضوع وسائل ومنابر إعلامية عالمية كان آخرها قناة bbc للأخبار التي خصصت له قرابة سبعة دقائق للتحليل والنقاش عارضة في نفس الوقت شريط الملاكمين المتضمن لتصريحاتهما.
وعبر العديد من المنتسبين إلى الملاكمة المغربية عن امتعاضهم وغضبهم مما وصفوه بغياب المسؤولية لدى الأطر الإدارية والتقنية داخل الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، وطالبوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة إصلاح الوضع داخل الجامعة والبداية من خلال إجراء تغيير جدري على مستوى الإدارة التقنية.
للإشارة، لم يكن الهروب الأخير للملاكمين الثلاثة إلياس بلمليح ورضى البويحياوي و محمد أبو حمادة هو الأول من نوعه، فالظاهرة انطلقت منذ فترة طويلة عرفت حريك العديد من الملاكمين المغاربة كما حدث سنة 2015 حين فر كل من زهير البقالي،حمزة البربري وسعيد مالك من معسكر تدريبي للمنتخب المغربي في انجلترا، وكما حدث في 2019، حين غادر كل من الملاكمين عبدالعزيز المديني وياسين بندادة من بولندا.