تعتبر أسوار مدينة سلا المقابلة لتلك الموجودة بالرباط، إحدى حصونها الدفاعية الأولى، حيث كانت حصنت بأبراج عظيمة لحمايتها من غارات الأساطيل الأجنبية، وبأبواب تختلف من حيث أهميتها التاريخية، وأهمها، باب لمريسة “سيدي بوحاجة”، “باب الفران “،”باب سبتة” و”باب فاس” ويسمى” باب الخميس ” “باب معلقة” و”باب شعفة” والمسمى أيضا “باب سبع بنات ” و”باب دار الصناعة”الذي سيكون موضوعنا في هذا العدد .
باب دار الصناعة” أو “باب الفران”أو “باب عنتر”
يحمل هذا الباب أكثر من اسم، فهو معروف بـ “باب دار الصناعة” أو “باب دار الصنعة” أو “باب الفران” أو” باب عنتر” وهو باب تاريخي كباقي أبواب سلا العتيقة والعريقة بتاريخها الحافل بالأحداث والأسماء.
ويقع هذا الباب في الجزء الجنوبي من سور  مدينة سلا العتيقة، وشيد في  العصر المريني، وكان ذلك سنة 658ه موافق 1261 م، في عهد السلطان”أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق”، وتم تشييده أيضا بمتابعة من المهندس الأندلسي “محمد بن الحاج الإشبيلي”.
وسمي هذا الباب باسم:” دار الصناعة” لأنه كان مفتوحا على منطقة خصصت لتخزين الأسلحة والسفن.
وتعد” دار الصناعة “بمدينة بسلا معلمة تاريخية فريدة بالمغرب، كما تعد أقدم معلمة مرينية معروفة، ويوجد ما تبقى من هذه المعلمة في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة سلا.
وعرفت هذه المنطقة مجموعة من الإصلاحات، في عهد السلطان “مولاي سليمان” (1792 -1822)، وذلك من أجل بناء حي لليهود “الملاح”
وتتكون “دار الصناعة” من مجموعة من العناصر المنسجمة التي تكاملت في ما بينها لضمان الدفاع عن مدينة سلا، خاصة وأن هذه المدينة كانت دائما محط أطماع خارجية.
وأجمع مجموعة من المؤرخين على أن الهدف من بناء دار الصناعة كان بهدف حماية الواجهة النهرية لسلا.
وطمس بناء حي الملاح مكانها الكثير من معالمها الداخلية، لكن بابيها، “باب المريسة “و”باب بوحاجة”، مازالا موجودين وسبق أن تحدثنا عنهما.
وتزامن تشييد دار الصناعة بمدينة سلا، مع بحث المرينيين عن المشروعية لحركتهم الفتية، وكانت هندسة دار الصناعة الرائعة أداة للدعاية لمشروعية السلطة المرينية .