القضاء ينتصر للمفكر سعيد ناشيد ويقضي بإيقاف تنفيذ قرار عزله من سلك التعليم 

قضت المحكمة الإدارية بالرباط، يوم الأربعاء 2.6.2021، بوقف تنفيذ قرار عزل المفكر سعيد ناشيد الذي سبق أن اتخذته وزارة التربية الوطنية وتم التأشير عليه بالموافقة من طرف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
وكان قرار عزل المفكر والأستاذ سعيد ناشيد قد قوبل بالرفض والامتعاض والاستهجان من طرف إطارات حقوقية ومدنية من داخل المغرب وخارجه، واعتبرت هذه الأصوات أن القرار مبني على تصفية حسابات ضيقة، تقودها جهة ذات توجه إسلاموي، بسبب كتابات ومواقف المفكر المغربي سعيد ناشيد.
وفي تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، عبر سعيد ناشيد، عن شكره وتقديره لكل من تضامن معه من المغرب ومن خارج أرض الوطن، وللصحافة المغربية والعربية، وللمحامين الذين آمنوا بعدالة قضيته، وعبر عن سعادته لقرار القضاء المغربي، الذي أنصفه وأعاد له الاعتبار.
سعيد ناشيد، سبق أن أثار موضوع عزله من سلك التعليم  في تدوينة على صفحته الرسمية في الفيسبوك، وهي التدوينة التي  تعاطف معها الآلاف من داخل المغرب وخارجه، وتم توجيه مناشدات إلى المسؤولين لإيقاف هذا العبث. يقول ناشيد  في هذه التدوينة، «قصّتي لا يعرفها سوى القليلون، حرصتُ على إخفائها لأني لم أكن أريد أن أبني اسمي على أي شكل من أشكال التعاطف:
أنا سعيد ناشيد… عملت مدرسا للفرنسية في الابتدائي لسنوات، ثم أستاذا للفلسفة في الثانوي لسنوات، في مدينة فاس، ثم مدينة سطات، كانت لي تجربة وإنجازات”.
ويزيد شارحا  “في فترة حكومة التناوب نجحتُ بجدارة، بدعم من العزيزة على قلوب المغاربة المرحومة آسية الوديع، وبدعم ثلاث منظمات حقوقية، في الحصول على منصب مدير تربوي في إحدى إصلاحيات المغرب، وذلك بعد أن وقع السيد وزير التربية الوطنية على قرار التعيين، في إطار شراكة مع وزارة العدل، لكن القرار اختفى في طريقه إليّ بلا أثر.
واصلتُ مهنتي في التدريس بهدوء، وبالموازاة خضت غمار الكتابة والتأليف، مقتنعا بأنه الطريق الذي لن يصدني عنه أي أحد. وهكذا أصدرتُ كتابي الأولى “الاختيار العلماني وأسطورة النموذج” عن دار الطليعة بيروت. لكني تعرضت لضربات عصيبة.»
إداريا، ومهنيا، ومنذ ما يقارب عشرين عاما، يقول ناشيد ” لا أتوفر على أي تقرير سيئ من طرف أي مدير أو مفتش أو أي رئيس من الرؤساء المباشرين، بل كل التقارير جيدة، لا أتوفر على أي تغيّب غير قانوني على الإطلاق، على الإطلاق، كل الشواهد الطبية التي أنجزتها مصادق عليها من طرف اللجنة الطبية المختصة، لم أقترف أي جنحة أو جريمة، لم أختلس فلسا واحدا، لم أغير من المنهاج التعليمي، لم أتطاول على أحد، لم يسجل علي أي سلوك غير تربوي، بل تلقيت التكريم في مؤسستي نفسها، كما في كثير من المؤسسات التعليمية، وساهمت في إنجاز برامج للتفلسف مع الأطفال لفائدة مؤسستي ومؤسسات أخرى”.
كل الزملاء والمدراء الذين عملت معهم، يشرح الأستاذ سعيد ناشيد، ” يشهدون بكفاءتي وأخلاقي، لذلك فإن قرار طردي من الوظيفة العمومية بصفة نهائية، لا يفسره سوى كون جهات ظلامية نافذة تريد أن تراني أتسول، انتقاما مني لما أكتبه، ورغبة في إذلال المشروع الذي أمثله، كما أن الجهة المقابلة تخلت عن واجبها في حماية القانون”.
وختم الأستاذ سعيد ناشيد تدوينته بالقول:” لقد أصبتم الهدف سادتي، أنا الآن أتسول بالفعل، وهذا ما أتسوله، أتسول بيانا تضامنيا باسم أي نقابة من النقابات التي اطلعت على خلفيات الملف، وقد أبلغني كثير من أطرها عن صدمتهم واستيائهم.
أتسول مكانا عزيزا يحفظ لي قدرا من كرامتي، ولا تتحكم فيه قوى الظلام بأرزاق الناس”.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 04/06/2021

أخبار مرتبطة

لا شك أن الفنانة كرسيت الشريفة، سوف تبقى شخصية غنية خصبة متعددة الجوانب، لأنها لم تكن فنانة اعتيادية أو مؤدية

  على بعد أيام من تخليد العيد الأممي للطبقة العاملة، تعود الشغيلة الصحية للاحتجاج، تعبيرا منها عن رفضها للإقصاء الذي

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *