الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون يوشح الشرطية المغربية بوسام الاستحقاق الوطني من درجة فارس

  وزير الداخلية الفرنسي: توشيح السيدة جميلة واكي مكافأة مستحقة لشرطية

التزمت بخدمة الساكنة

 

أياما بعد زيارة وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إلى مدينة مارسيليا (جنوب فرنسا)، لم يكن يخطر ببال المسؤولة الأمنية الفرنسية من أصل مغربي جميلة واكي، أنها سوف تكون مركز اهتمام رؤسائها وزملائها في العمل الشرطي، اهتمام كان نتيجة تتويج لمسار مهني متميز لمقدم الشرطة رئيس جميلة واكي أساس بلوغه المثابرة والجدية، لم تنتش ببلوغه وحدها رفقة محيطها المهني فقط، بل امتد الفرح باللحظة ليشمل أسرتها الصغيرة والكبيرة.
تدرجت جميلة واكي في أسلاك الأمن الفرنسي من أسفل السلم بداية برتبة حراس الأمن عندما اختارت، قبل أزيد من عقدين من الزمن، أن تلتحق بسلك الأمن العمومي، وتمكنت بفضل شغفها بمهنتها، التي لا تتوانى عن تشجيع الشباب للالتحاق بها لبعدها المجتمعي والإنساني، من المساهمة في خلق الطمأنينة بين المواطنين على اختلاف مشاربهم للعيش المشترك في وطن واحد احتضنها.
أسندت لجميلة واكي، مقدم الشرطة رئيس، الفرنسية من أصل مغربي، زمام تسيير الدائرة الـ13 بمرسيليا، لتحذو حذو ابنة بلدها حنان بقيوي، عميدة الشرطة الفرنسية من أصل مغربي بمدينة نيس الفرنسية، وهي أول مهمة من هذا الحجم تعهد إلى جميلة واكي في مسارها المهني الذي خبرت فيه كل أشكال العمل الشرطي الميداني العملياتي خارج دائرة الشرطة وداخلها في شقها التدبيري للموارد البشرية والتعامل مع كل القضايا الوافدة على اختلافها وتتبع مسار البحث والتحقيق فيها.
ستظل نهاية شهر ماي المنصرم موشومة في ذاكرة الفرنسية من أصل مغربي جميلة واكي، فعلى هامش زيارة ثانية لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إلى مدينة مارسيليا، باسم الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، ارتأت وزارة الداخلية، من خلال المديرية المركزية للأمن العمومي، تتويج مسار هذه الشابة التي اختارت أن ترد الجميل لبلد احتضنها وتشبثت بقيمه الجمهورية وفي ذات الآن بأصولها المغربية.
إن والدة جميلة واكي مغربية يرقد جثمانها في بلدتها الأصل دوار الربيعات بسيدي بنور، منحدرة من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء قبل أن تلتحق بالديار الفرنسية وتتزوج من مواطن جزائري، وتعيش بمدينة تولون بالجنوب الفرنسي حيث اختارت الفقيدة العمل الإنساني والسهر على عمليات دعم شريحة واسعة من المغاربة من خلال إرسال مساعدات طبية إلى بلدها الأم، بتنسيق مع فعاليات محلية في المنطقة والقنصلية العامة للمغرب في مدينة مرسيليا، لتسهيل وصولها إلى أكبر عدد من المحتاجين.
«سعيد بتوشيح مقدم الشرطة رئيس جميلة واكي، رئيسة الدائرة الـ13 في مرسيليا بوسام الاستحقاق الوطني من درجة فارس. توشيح مستحق يأتي ليكافئ سيدة ميدان على التزامها بخدمة الساكنة»، إنها تغريدة لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان التي عممها على حسابه الرسمي على «تويتر»، وتسير جميلة واكي واحدة من أكبر الدوائر الأمنية في مارسيليا تضم ساكنة تقدر بحوالي 92 ألف شخص، حابلة بالتنوع والتعدد.
لقد شكلت الدارجة المغربية التي تعلمتها جميلة واكي بفضل والدتها رحمها الله، خلال مقام إخوتها وأخواتها الأربعة، بعد عودتهم المؤقتة إلى العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء لمدة سنتين قادمين إليها من مدينة تولون حيث بيت الأسرة، بالنسبة إليها مكسبا وقيمة مضافة مكنتها من تسهيل عملية تواصلها مع ساكنة المدينة التي تنحدر من دول المغرب العربي بالإضافة إلى تواصلها مع ساكنة من جنسيات أخرى، الأمر الذي كان جزء منه بفضل العمل الإنساني والاجتماعي الذي زرعته فيها الوالدة وشجعتها عليه منذ الصغر.
قاد حب مقدم الشرطة رئيس، جميلة واكي رئيسة الدائرة الـ13 بمدينة مرسيليا للأمن والأمان في مجتمع متعدد إلى التطلع نحو تحقيق عيش مشترك مع جاليات متنوعة ومتعددة، فقادتها خصالها الاجتماعية والإنسانية، التي تأسست بفضل نهلها من ثقافات متعددة إلى المهنية التي صقلتها بمهاراتها التواصلية وذكائها المهني المستند على الفهم الجيد لسوسيولوجيا الجريمة ومعرفتها العميقة بمجالها وانتشارها بالمنطقة وطبيعة الساكنة.
إن تقاسم رئيسة الدائرة الـ13 بمدينة مرسيليا انشغالات ساكنة مجال تدخلها أمنيا بتنسيق مع الفعاليات المحلية جعلتها تكون قريبة من كل شرائح المجتمع المارسيلي، وخاصة أبناؤه المنحدرين من أصول مهاجرة، وهم في ذات الآن مواطنون فرنسيون، كما أن شغفها بعملها الشرطي مكنها، كما يشهد زملاؤها على ذلك، في ظرف وجيز، من وضع استراتيجية عمل كانت لها نتائج مرضية على أرض الواقع أفضت إلى توشيح رئاسي بوسام الاستحقاق الوطني من درجة فارس.


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 19/06/2021