المغرب يلجأ إلى طائرات «الدرون» لرصد حرائق الغابات

شرعت مندوبية المياه والغابات في المغرب باستخدام طائرات مسيرة من نوع «درون» مجهزة بنظام تحكم متطور وكاميرات حرارية، وذلك لمراقبة الغطاء الغابوي بالمغرب، تجنبا لأي حرائق محتملة.
وأفادت مصادر من المندوبية أن الطائرات تستطيع التحليق على علو 3000 متر في مختلف الفصول بفضل مقاومتها للرياح والأمطار والثلوج، لمراقبة الغابات طيلة شهر غشت الجاري، وذلك تفاديا لحرائق الغابات، خاصة بعد تحذيرات مديرية الأرصاد الجوية من موجة الحرارة التي يشهدها المغرب.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذه المبادرة الجديدة تدخل ضمن مشروع إدخال التكنولوجيا المتطورة إلى المجال الغابوي لمراقبة ورصد أي تحرك غير قانوني والتعجيل برصد أي حريق بمجرد وقوعه، مبرزا أنه شرع في تنفيذ الفكرة بإقليم بولمان في انتظار تعميم المشروع في مختلف أنحاء المغرب.
وعزت المصادر ذاتها إلى أن هذا التحرك المغربي كان طبيعيا بالنظر إلى الحرائق التي ضربت الجارتين الجزائر وتونس، فضلا عن الحرائق التي ضربت العديد من المناطق الأوروبية، كتركيا واليونان، خلال هذا الصيف.
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني الجزائري أمي الأحد أنه يعمل على إخماد 19 حريقا في عشر ولايات في شمال البلاد طالتها حرائق غابات أودت بحياة نحو تسعين شخصا منذ الاثنين بينهم 33 جنديا.
وقالت الحماية المدنية في بيان إن فرقها «تواصل رفقة المصالح المختصة إخماد 19 حريقا عبر عشر ولايات» منها «ستة حرائق في بجاية و3 في الطارف».
وبحسب الحماية المدنية، لم يبق في ولاية تيزي وزو التي شهدت أكبر الحرائق والخسائر البشرية، سوى حريقين. ومثلها في سطيف وقالمة، بينما يتم العمل إخماد حريق واحج في كل من ولايات عين الدفلى وعنابة والبويرة وسكيكدة.
وأضاف البيان ان «وحدات الحماية المدنية قامت خلال 24 ساعة الأخيرة (السبت -الأحد) بإخماد 33 حريق على مستوى 12 ولاية» منها 17 حريق في تيزي وزو وحدها.
ويشارك في إخماد الحرائق ما يقرب من 7500 من عناصر الحماية المدنية مع 490 شاحنة إطفاء وثلاث مروحيات.
كما حشد الجيش الجزائري خمس طائرات هليكوبتر ثقيلة روسية من طراز ام-آي 26. إضافة إلى طائرتي إخماد فرنسيتين وطائرة إسبانية تم أرسالها في إطار الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وسط دهشة العديد من المتتبعين، أن اغلب الحرائق مفتعلة وأنه توقيف 22 مشتبها به يتم التحقيق معهم متهمين بإضرام النيران عمدا.
وحذرت مصلحة الأرصاد الجوية الجزائرية مجددا من تواصل ارتفاع درجات الحرارة في شمال البلاد لتصل الى 44 درجة مئوية.
وتبلغ مساحة الغابات في الجزائر أكبر دولة في إفريقيا، 4,1 ملايين هكتار، مع معدل إعادة تشجير ضئيل يبلغ 1,76%.
وفي كل عام، تشتعل حرائق الغابات في شمال البلاد. ففي عام 2020، أتت النيران على 44 ألف هكتار من المساحات الحرجية.
وفي تونس، قالت السلطات إنها اطفأت 172 حريقا في يوم واحد فقط، مؤكدة انتشار الحرائق على نطاق واسع.
وحسب بيان نشره موقع قناة «نسمة» التونسية، قال الديوان الوطني للحماية المدنيّة إنه قام بإطفاء 172 حريقا في مختلف الأنحاء الخميس الماضي.
وأوضح البيان أن إطفاء هذا العدد من الحرائق جاء ضمن 483 تدخلا، قامت بها الوحدات التابع للديوان الوطني للحماية المدنية.
وارتفع مؤخرا عدد الحرائق في تونس، ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة، في الوقت الذي قال فيه الرئيس التونسي قيس سعيد إن بعض تلك الحرائق مفتعل.
وحسب فيديو نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية قال سعيد: «من يُشعل النيران سيحترق بألسنتها».
وعزا خبراء هذه الحرائق إلى درجة الحرارة المرتفعة، مؤكدين أنها جزء من الأزمات التي يواجهها العالم بسبب التغيرات المناخية.


بتاريخ : 16/08/2021