بالفصيح: آلة الدعاية الإسبانية في الخدمة

يونس مجاهد

من المؤكد أن ثمة خيط ناظم بين الحملة، التي نظمتها وسائل الإعلام الإسبانية لتغطية المناوشات العسكرية التي قام بتمثيلها انفصاليو البوليزاريو، والتصريحات التي أدلى بها المسمى عمر بلاني، مبعوث الجزائر «المكلف بالصحراء الغربية»، الذي قال إن «المنطقة في حالة حرب ومخاطر التصعيد جادة»، موجها كلامه لمجلس الأمن، من أجل الضغط على المنتظم الأممي، في محاولة أخرى لتحقيق نصر ديبلوماسي في ما فشلت الجزائر في تحقيقه على الميدان.
ويظهر بوضوح أن الحملة الإعلامية التي قادتها كبريات وسائل الإعلام الإسبانية، لتوفير الغطاء الدعائي للسيناريو الذي أعدته المخابرات العسكرية الجزائرية، لم تكن مجرد عمل عدائي روتيني كما عهده المغرب من طرف أغلب هذه المؤسسات الإسبانية، بل إنها جاءت في إطار التحضير للقرار الذي اتخذته دولة الجزائر بالإنسحاب من حوار المائدة المستديرة، تحت إشراف الأمم المتحدة، لمناقشة موضوع النزاع حول الصحراء المغربية.
ومن المعلوم أن هذه المائدة المستديرة، كانت قد عقدت مرتين، في جنيف، الأولى في دجنبر 2018، والثانية في مارس 2019، بمشاركة المغرب والبوليزاريو والجزائر وموريتانيا. غير أن بلاني أخبر أن الممثل الدائم للجزائر بمجلس الأمن أبلغ رئيس المجلس والدول الأعضاء بقرار الانسحاب من هذه المائدة المستديرة، مبررا ذلك، بعدم جدوى إطلاق عملية سياسية «لا تتماشى مع الحقائق الجديدة الموجودة في أرض الواقع».
ويعني بالواقع الجديد، طرد الانفصاليين من معبر الكركرات، وهي العملية التي قام بها المغرب لضمان انتقال آمن للسلع والبشر في اتجاه جنوب الصحراء المغربية، ليقضي بذلك على محاولة محاصرته من طرف الجزائر عبر ميليشيات البوليزاريو.
ما فشلت الجزائر في تحقيقه على أرض الواقع، أي في ميدان المعركة، تحاول أن تحققه ديبلوماسيا، بدعم كبير من آلة الدعاية الإسبانية، التي تضع كل وسائلها تحت تصرف الدعوة الانفصالية، بسخاء وتفان منقطع النظير.
مثل هذه الخدمات، تؤديها أغلب وسائل الإعلام الإسبانية، بإخلاص، فهي التي قلبت الحقائق في أحداث اكديم أيزيك، حيث صورت الانفصاليين الذين قتلوا رجال القوات المساعدة المغاربة،   كضحايا، وقدمت للعالم أخبارا كاذبة حول ما حصل آنذاك.
بل أكثر من ذلك، فبعد أن انهزمت الجزائر والبوليزاريو، في الحرب التي كانت تشنها ضد القوات المغربية، بعد أن أقام المغرب الجدار الأمني، وطلب الانفصاليون، ما سمي وقف إطلاق النار، سنة 1991، تولت آلة الدعاية الإسبانية مهمة مواصلة تقديم الخدمة للدعوة الانفصالية، وبذلت مجهودات ضخمة في محاولة لتغيير موازين القوى، التي فرضها المغرب في أرض الواقع.

الكاتب : يونس مجاهد - بتاريخ : 25/10/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *