بالفصيح : حرب استنزاف

يونس مجاهد

منذ أن استرجع المغرب صحراءه، بعد المسيرة الخضراء، التي احتفلت  بلادنا بذكراها السادسة والأربعين، وهو يعيش حرب استنزاف، عسكرية وديبلوماسية، بتبعاتها على صعيد التحملات المالية.
ليس هناك أي تسمية أخرى لهذا الوضع، فالمغرب في حالة حرب مستمرة، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، رغم مرحلة وقف إطلاق النار، الذي لا يعني انتهاء الحرب، بل تعليقها، وهو ما حصل، حيث عادت ميليشيات البوليزاريو إلى محاولة استئنافها.
هذه هي الحقيقة، و لا يعني انتصار المغرب في وضع حد لهجوم المليشيات المنطلقة من التراب الجزائري، أن الحرب قد انتهت، لذلك فتهديدات الطغمة العسكرية، بالدخول في حرب مباشرة ضد بلادنا، ليست سوى مرحلة عليا في الاعتداء المحتمل على المغرب.
أما الاعتداء المتواصل، بالوكالة، فقد تحمله المغرب، منذ أن استرجع الأقاليم الصحراوية، التي كانت تعيش تحت سيطرة الاحتلال الإسباني.
لقد تولت الدولة الجزائرية، تكريس التقطيع الذي حصل بين الاستعمارين الفرنسي والإسباني، حيث تم الاتفاق على  أن تستعمر إسبانيا الصحراء المغربية، من الحدود الموريتانية إلى سيدي إفني وطرفاية، أي شمال ما يسمى اليوم الصحراء المغربية، التي استرجعها المغرب، بعد المسيرة الخضراء،  علما أن اسبانيا انسحبت من طرفاية، سنة 1957، وسيدي إفني، سنة 1969.
المناطق الصحراوية التي كانت تحتلها إسبانيا تتجاوز «حدود» الصحراء المغربية، التي تم استرجاعها بالتدريج.
القانون والتاريخ والتركيبة القبلية والواقع فوق الأرض… كلها عناصر لصالح المغرب، وتؤكد حقوقه، لكن ما واجهه المغرب، هو حرب استنزاف، أداتها البشرية، مليشيات البوايزاريو، ووراءها تقف الدولة الجزائرية واسبانيا، بشكل مباشر. ودول أخرى، بأشكال غير مباشرة.
وإذا كان المغرب قد واجه حرب الاستنزاف، كل هذه المدة بكل شجاعة، وغض الطرف عن التدخلات المباشرة ضده، والتواطؤات المعروفة، فإن الوقت قد حان لتغيير هذا التوجه، إذ من غير المقبول أن يظل الآخرون متجاهلين هذه الحرب، دون اتخاذ موقف واضح منها.

الكاتب : يونس مجاهد - بتاريخ : 08/11/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *