مخطط تهويد الأقصى وضم الضفة الغربية

بقلم : سري القدوة

اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بات يهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، حيث تمكن 160 مستوطنا بينهم طلاب من المعاهد الدينية اليهودية من تنفيذ عملية اقتحام للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية تركزت في الجزء الشرقي منه، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.
وتأتي عمليات الاقتحام بتخطيط وإشراف المستوى السياسي الإسرائيلي بهدف تهويد المسجد الأقصى والسيطرة على باحاته ومحاولة من الاحتلال استهداف القيم الدينية والتاريخية والتراثية، وتتم عمليات الاقتحام تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال .
وبات واضحا وجليا في الأفق بأن هناك تبادلا علنيا وفاضحا للأدوار بين جيش الاحتلال والمستوطنين في الاعتداء على أبناء شعبنا وضم الضفة الغربية، وإن ذلك يأتي بدعم سياسي واضح من الحكومة الإسرائيلية وتعليماتها الجديدة التي تسهل على الجنود إطلاق النار على المواطنين دون أن يشكلوا أي خطر عليهم ودعم وتعزيز عمليات الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة .
استمرار اعتداءات المستوطنين ومنظماتهم المسلحة والاعتداءات المتكررة على أهالي حي الشيخ جراح ومحاولة الاستيلاء على أرضهم ومنازلهم وتنفيذ عمليات الاقتحام للمسجد الاقصى المبارك، تأتي في ظل استمرار العدوان الشامل على الشعب العربي الفلسطيني، واستهداف مباشر للسلطة الفلسطينية وتقويض صلاحياتها، من خلال استمرار الحصار المالي ومحاربة أي عمل تقوم به من أجل إضعافها وفرض بدائل على الأرض من خلال سيطرة الاحتلال على المفاصل الأساسية والمحاور تمهيدا لإعلان الضم النهائي للضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية في أسلوب يعبر عن عنجهية المحتل الغاصب ومخططاته العنصرية .
ولا يمكن استمرار الصمت أمام تلك المخاطر، التي باتت تهدد العائلات الفلسطينية وتهددهم بإخلاء منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم الشخصية في حي الشيخ جراح بهدف الاستيلاء عليها والاعتداء على منطقة اللبن الشرقية وهدم منزل قيد الإنشاء في بلدة نحالين غرب بيت لحم وإطلاق الرصاص الحي على المواطنين المدنيين في المزرعة الغربية وعانين .
حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتهاكات الجيش وجرائم المستوطنين المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وعمليات الاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل وإطلاق النار على المواطنين، بهدف القتل تصعيدا لعمليات تعميق وتوسيع الاستيطان والتهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين من أرضهم ومنازلهم بما يؤدي إلى استكمال بناء نظام الفصل العنصري الإسرائيلي (الأبرتهايد) في فلسطين المحتلة.
وفي ظل ذلك لا بد من دول الاتحاد الأوروبي والبعثات الأوروبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسفراء الدول المعتمدين لدى دولة فلسطين العمل على توحيد الجهود، بكل جدية، من أجل فضح مخطط حكومة الاحتلال، وخاصة في القدس وحي الشيخ جراح والأسر المهددة بالتهجير والاستيلاء على أرضها لصالح إحلال المستوطنين مكانهم، ورفض كل عمليات الإخلاء والتهجير لأصحاب الأرض الأصليين كون المستوطنات غير شرعية وفقا للقانون الدولي، وأن قضية القدس تحل من خلال مفاوضات الحل النهائي على قاعدة أن القدس الشرقية أرض محتلة وأن حي الشيخ جراح جزء من عاصمة دولة فلسطين المستقبلية .
ولا بد للمجتمع الدولي، وخصوصا الإدارة الأمريكية، من ترجمة أقوالهم ومواقفهم إلى أفعال وإجراءات وتدابير تجبر سلطات الاحتلال على وقف عدوانها على شعبنا الفلسطيني، ووقف الاستيطان في أرض دولة فلسطين وإجبارها على الانصياع لإرادة السلام الدولية والانخراط في عملية سلام ومفاوضات حقيقية بإشراف الرباعية الدولية تفضي لتطبيق مبدأ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال قبل فوات الأوان .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة «الصباح» الفلسطينية
infoalsbah.gmail.com

الكاتب : بقلم : سري القدوة - بتاريخ : 24/12/2021

التعليقات مغلقة.