بالفصيح : أمن المغرب وسلامته على الأجندة

يونس مجاهد

في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن القمة العربية، التي من المفترض أن تنظم في الجزائر، من الضروري أن نطرح بعض التساؤلات التي تفرض نفسها على الدول العربية، وتتعلق، ليس بقضية الصحراء المغربية، فقط، بل بالخصوص بالسياسة العدوانية التي تشنها الدولة الجزائرية، تجاه بلادنا، منذ خمسة وأربعين سنة.
الأمر لا يقتصر على موقف سياسي أو تحرك ديبلوماسي، فحسب، بل بالحرب العسكرية التي تخوضها هذه الدولة العدوانية، عبر ميليشيات البوليزاريو، فهي التي تأوي في تندوف، بالصحراء الشرقية، قوات هذه الجماعة الانفصالية، وتمولها وتوفر لها كل وسائل العدوان على المغرب.
هل يمكن لأية دولة عربية أن تقبل مثل هذه السياسة من طرف دولة جارة لها؟
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل لقد أكدت هذه الطغمة العسكرية في الجزائر، تحالفها الاستراتيجي مع الاستعمار الإسباني، الذي يحتل أجزاء من التراب المغربي، وكانت آخر تجليات هذا التحالف في وقوف ممثل الجزائر بالبرلمان العربي، ضد التصويت على قرار اعتبار أن سبتة ومليلية مدينتان تقعان تحت الاحتلال الإسباني، وينبغي فتح هذا الملف الاستعماري.
يواجه المغرب حربا من طرف الدولة الجزائرية، على مختلف المستويات، ولا يمكن للدول العربية، التي قد تتحدث عن توحيد الجهود، أن تتجاهل الحرب المفتوحة ضد المغرب، والتي هي في تصاعد متواصل، ولا يعرف إلى أين يمكن أن تسير الطغمة في عدوانها على بلادنا.
قمة النفاق أن تجتمع الدول العربية، وتناقش القضايا والتحديات التي تواجه هذه المنطقة، دون أن يكون لها موقف واضح من الحرب التي تشنها الجزائر على المغرب، ودون أن يدخل ضمن القضايا ذات الأولوية، موضوع السياسة الاستعمارية التي تمارسها إسبانيا في شمال المغرب، واستمرار دعمها للبوليزاريو، الذي أعلن استئناف العمليات العسكرية ضد بلادنا.
لقد حان الوقت، الذي ينبغي فيه للديبلوماسية المغربية أن تضع النقاط على الحروف وتطالب بالوضوح، لوضع أمن وسلامة المغرب على الأجندة، حتى يكون لمثل هذه القمم العربية مضمون يتوافق مع المعطيات الواقعية، وليس مجرد تحيات وبروتوكول وبيانات فارغة.

الكاتب : يونس مجاهد - بتاريخ : 27/12/2021

التعليقات مغلقة.