ملك إسبانيا يؤكد أهمية إعادة تحديد العلاقة القائمة مع المغرب على «أسس أكثر متانة»

أبرز العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، أول أمس الاثنين، أهمية إعادة تحديد العلاقة القائمة مع المغرب على «أسس أكثر قوة ومتانة».
وأشار العاهل الإسباني خلال استقبال خص به السلك الدبلوماسي المعتمد في إسبانيا، إلى أنه «مع المغرب، اتفقت حكومتا بلدينا على القيام سويا بإعادة تحديد علاقة للقرن الحادي والعشرين، بناء على أسس أكثر قوة ومتانة».
وقال الملك فيليبي السادس «الآن ينبغي على الأمتين السير معا من أجل الشروع في تجسيد هذه العلاقة بدءا من الآن».
وأضاف «قربنا وكثافة الصلات المتعددة التي تجمعنا، تجعل علاقتنا مترابطة بشكل واضح. ولهذا السبب، سيواصل بلدنا بذل كافة الجهود اللازمة لإحداث وتعزيز فضاء مشترك من السلم، الاستقرار والازدهار».
وفي هذا السياق، أوضح العاهل الإسباني أن العلاقات التي تجمع بلاده مع المنطقة المغاربية «تكتسي طابعا استراتيجيا».
يذكر أن الملك محمد السادس أكد، في خطاب ذكرى «ثورة الملك والشعب» في غشت الماضي، استعداد الرباط فتح صفحة دبلوماسية جديدة مع إسبانيا، وهو ما أكده أيضا الملك الإسباني الاثنين.
وأكد جلالة الملك أن المغرب حريص على تعزيز العلاقات مع إسبانيا بعد نشوب خلاف بين البلدين على الرغم من قوله إن هذه الأزمة هزت الثقة المتبادلة، مضيفا أن المغرب «يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار».
وأوضح أنه «هو نفس المنطق، الذي يحكم توجه المملكة اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا»، لكنه شدد على أن المغرب لن يقبل التعدي على مصالحه.
وتسببت استضافة إسبانيا لزعيم البوليساريو بوثائق مزورة بإيعاز من الخارجية الإسبانية، في إثارة غضب المغرب في أبريل من السنة الماضية.
واعتبر الملك، في خطابه، أن هذه «الأزمة غير المسبوقة، هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها» مشيرا إلى أن البلدين ناقشا العلاقات الثنائية منذ الأزمة.
ولفت إلى أن بلاده تتطلع إلى «تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين الجارين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات».
ويرى مراقبون أن خطاب الملك محمد السادس أكد أن حوارا جاريا مع الجارة الإسبانية، وأنه تتبع جزءا منه، لكنه أكد في خطابه بأن أي انفراج وتأسيس مستقبلي لعلاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا يجب أن يأخذ وضع المملكة المغربية الجديد، خاصة أن «ازدواجية المواقف وتضاربها لا يمكن أن تفضي إلى علاقة استراتيجية قوية».
ويرى هؤلاء أن خطاب العاهل الإسباني يؤكد أن هناك مفاوضات هادئة جرت بين البلدين بعيدا عن الإعلام، وأن وجهة النظر من جانب إسبانيا بدأت تتطور وتتفهم أن العلاقة يجب أن تقوم على المصالح المشتركة، وأنه لا يمكن أن تدعم المملكة وحدة إسبانيا الترابية في مقابل العكس من قبل إسبانيا.
يذكر أيضا أن وزير الخارجية الإسباني وصف المغرب بـ «الصديق الكبير»، مشدّدا «على ضرورة العمل مع شركاء وأصدقاء بلاده وتعزيز العلاقة بينهما، خاصة مع المغرب».


بتاريخ : 19/01/2022