الأحزاب الإسبانية: الدولة والتاريخ لا تصنعهما الأيادي المرتعشة! 2/2

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

إن المهم  ليس هو تبرير ‬الحنين بلغة تبدو طاعنة في الحقوقانية ،بل تدارك الخلل في ‬الواقعية السياسية، الذي يمنع أصحابه من النظر إلى المستقبل..‬ والتغيرات الحاصلة الآن، كمقدمة له!
كان بيدرو سانشيز في ‬مستوى اللحظة عندما عرض عليه ملك المغرب ورئيس الدولة، ‬مصالحة القرن والقرن الذي يليه..واختار الانحياز إليها.
يربح كثيرا، من ‬يعي ‬المستقبل ويطلع، بفعل السياسة والكياسة والفراسة، على بعض من مفاجآته الجميلة..‬
وحده المستقبل في ‬هذه الحالة، ‬يبدو قادرا على بناء فكرة ما عن الراهن وربما عن التاريخ الذي ‬يجمعنا.. ‬كله!
لقد كانت إسبانيا جزءا من حلم مغربي في الانتقال الديمقراطي وفي بناء القاعدة الحداثية له، وفي العدالة الاجتماعية والقدرة على عقد مصالحات مَأْسسها دستور عميق وقابل للتطوير بل قابل حتى للتصدير في حالات كثيرة.إسبانيا هاته، تدرك مع بيدرو سانشيز أن أحد طرقها إلى المستقبل يمر عبر.. المغرب!
بيد أن إسبانيا، التي كانت موضع إعجابنا، يمكن أن تستيقظ  شياطينها في لحظة تاريخية قوية، ولا يمكنها أن تروضها إلا بقراءة ذكية للجرأة، ذلك أن الشجاعة هي أيضا قضية عقلانية ونضج جيواستراتيجي…
لم يجد المغرب في الشرق من يصافح اليدَ التي مُدت إليه، لأنه لم يجد رجل دولة يمكن أن يحمل التاريخ على أكتافه ويدعو إلى المستقبل بالوعي الذي يتطلبه ذلك وبالجرأة التي يتطلبها العمل المشترك.. والذين يريدون أن يعود مستقبل إسبانيا إلى مداعبة الجوار الشرقي، مخطئون في البديل، لأن ما يعرضه هؤلاء هو لحظة نزاع لا تنتهي، وتوتر يجعل المنطقة على صفيح ساخن، ودولة قزمية تحت حكمهم، برعاية إيرانية، وبجوار تتراقص فيه أطياف داعش والشباب الصومالي وبوكو حرام… والانقلابات!
والأكثر من ذلك، وكما اتضح مع بداية مسلسل العودة إلى ماضي الإرهاب الانفصالي،(انظر مادة في الموضوع في الصفحة 3) يتأكد بأن الرعاية الرسمية لإرهاب الانفصال من طرف الجزائر امتد إلى الإسبانيين أنفسهم.
واليوم عادت أسماء الضحايا إلى سطح الأحداث، دخلت إلى البرلمان وصار على إسبانيا أن تنظر بعينين مفتوحتين في وجه قتلاها، والجيل الذي انساق ربما بسبب البعد الزمني أمام شهادات ووثائق عن الإرهاب داخل إسبانيا والهجوم على الجيش الإسباني والعمال الإسبانيين واحتجازهم في تندوف..
ولن يتم إغلاق هذا الملف…
إن وجود الذي يوجد،لا يعفينا في المغرب من لعب الدور الذي علينا  لعبه ككيانات سياسية، من اليمين الوطني إلى اليسارالتقدمي والراديكالي الوطني.
نحن مطالبون بأن نجتهد ونسائل شركاءنا الحزبيين، ونساعدهم على إنضاج الموقف الذي يشرفهم ويخدم المرحلة القادمة.
هذه مهمة التعددية الحزبية التي لها معنى..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 12/04/2022

التعليقات مغلقة.