امرأة في مواجهة الموت 22 – مرتفق يؤكد أن ملك الموت يقطن بمصلحة الطب الشرعي

اختارت أن تعيش بين الثلاجات وطاولات التشريح، أن ترافق الأموات طيلة 15 سنة تقريبا وهي تستنطق الجثت بحثا عن عدالة فوق الأرض قبل تحتها، مشاريط متنوعة ومناظير مختلفة وحقائب وقناني بيولوجية بمشرطها تُعلي الحقيقة، كما ان تقاريرها لا يدخلها باطل فهي مهيأة لتنصف المظلوم، مشاهد الموت اليومية لم تضعف قلبها أمام موت متكرر ليل نهار وعلى مدار السنة. فقد اعتادت العيش وسط أجساد متحللة وأشلاء بشرية واجساد متفحمة واخرى فقدت ملامحها. من أجل أن تعلن عن الحقيقة كاملة انها الدكتورة ربيعة ابو المعز خلال هذا الشهر الفضيل سيبحر معنا القارئ لتفكيك جزء من مرويات الدكتورة ربيعة ابو المعز إخصائية الطب الشرعي بمستشفى محمد الخامس.

 

 

رمضان بالنسبة الدكتورة ابو المعز هو شهر لالتقاط الأنفاس وكذلك شه رللروحانيات والشعائرالدينية،كما أن لهذا الشهرعلاقة بما (يشبه الركود) في عالم الأموات فالحالات المحالة على مصلحة الطب الشرعي تكون قليلة ولا تتجاوز ضحايا حوادث السيروالوفيات العادية،في حين أن الحالات المعقدة التي تستدعي التركيز تكون قليلة جدا أو منعدمة.
إلا أن ربيعة تستحضر بعض المواقف الصعبة والمضحكة في نفس الان والتي عاشتها رفقة الأحياء من أفراد عائلة الأموات
وحددت الدكتورة ابوالمعز ثلاثة منها أولها عندما زارها شيخ قروي رفقة ابنته القاصر وهو مصرعلى أن تجري لها تشريحا قصد معرفة ما حصل لها ورغم أن الطبيبة كانت تؤكد له أن التشريح لايجري إلا على الأموات وليس الأحياء الا انه كلما تقدمت في الشرح كان يطلب بتشريح ابنته التي كانت فتاة قاصر شك في سلوكها اقتنع في الاخير وبعد تدخل الطاقم المساعد أن ما يطالب به إجراء فحص لابنته ويتوجب ذلك انتدابا من الأجهزة المعنية بالأمر.
اما الحالة الثانية فقد كانت استفسارا دينيا من أحد مرافقي جثة شخص أصيب في حادثة سيرمميتة فقد كان يصرعلى التحدث مع الطبيبة على انفراد في الوقت الذي كانت تؤكد له أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد فحص عادي وسيتم تسليم الجثة بعد ساعة على ابعد تقدير،إلا أنه ظل مصرا على استفساره فكانت المفاجأة عندما كان ينتظر من الطبيبة ان تؤكد له أن شقيقه توفي شهيدا بحكم أنه توفي في رمضان، وكان صائما لحظة وفاته، ابوالمعزأكدت له أن دورها ينحصر في إجراء فحص على الجثة لتحديد الإصابات ونوعها ومنح شهادة طبية تشهد على ذلك وليس شهادة تؤكدأنه شهيد أوغيرذلك إلا أن شقيق المتوفى كان مصرا على الاستماع إلى فتواها.
اما الثالثة فالدكتورة ابوالمعز تستحضر حكاية شخص زارها من اجل غرض إداري ولاحظت أنه كان يرتجف من شدة الخوف ويلتفت ذات اليمين وذات الشمال، ولطمأنته سألته عما يخالجه فاكد لها أنه يشم رائحةالموت في هذا المكان فأجابته بالإيجاب بحكم أن المكان يضم جثت الأموات واستقبل قبل مجيئه ثلاث ضحايا لحادثة سير، إلاأن استفسارته استمرت خاصة عندما اكد ان ملك يسكن في هذا المكان وهو خائف من أن يتلقفه في مكتبها طمأنته أن الاعمار بيدالله وأن الموت توجد في كل مكان إلا أنه طلب منها إغلاق الباب خوفا منه،ورغم ذلك ظل خائفا من الانقضاض عليه من طرف ملك الموت. مما عجل باخراجه من المصلحة خوفا على حياته.


الكاتب :   مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 27/04/2022