استحضارا لما تخلفه من تداعيات ثقيلة .. تساؤلات بشأن جرائم قتل هزت أكثر من جماعة ترابية بإقليم الجديدة؟

لم تمر إلا اسابيع معدودة على أربع جرائم، من بينها واحدة مزدوجة، حتى قيدت إحداها ضد مجهول أو مجهولين، بعد العثور على جثة طالب جامعي يتابع دراسته في السنة الختامية من الإجازة الجامعية. وتعتبر هذه الجريمة الثانية من نوعها التي عثر على آثارها بنفس المكان تقريبا ، ذلك أن مصالح الدرك سبق وأن عثرت على جثة بالمريسة قرب مولاي عبد لله. وبعد إجراء التشريح بالبيضاء تبين أن الأمر يتعلق بجريمة قتل، تعرض لها شاب يمتهن البناء قادم من إقليم أزيلال، حيث كان يشتغل لدى أحد رجال الأعمال في عملية البناء ويقضي لياليه بغرفة سبق وأن سلمها له صاحب المشروع. الجريمة التي أفادت بشأنها العديد من المصادر «أن الضحية اختفى مباشرة بعد تلقيه مبلغا ماليا من الباطرون، دون أن يتم العثور على أدوات العمل التي كان قد استقدمها معه ومن بينها شاحنة من الاخشاب الخاصة بالبناء»؟
وكانت مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي عابد قد استنفرت عناصرها، فضلا عن عناصر التشخيص القضائي والمركز القضائي بسرية الجديدة، بعد توصلها بإشعار حول العثور على جثتي رجل مسن وزوجته، عقب تعرضهما للذبح داخل منزلهما بدوار الرواحلة في النفوذ الترابي للجماعة الترابية سيدي عابد. ووفق المعطيات التي تم الكشف عنها، فإن «جثتي الضحيتين تحملان آثار عنف بالسلاح الأبيض على مستوى العنق». وقد تطلب الحادث انتقال مسؤولين دركيين بالقيادة الجهوية بالجديدة، وممثل السلطة المحلية، وأفراد الوقاية المدنية، إلى دوار الرواحلة، حيث كشفت الأبحاث الأولية في المحيط الاجتماعي للضحيتين، عن أن الزوج الضحية متقاعد من التعليم منذ ازيد من عشر سنوات وكان يشتغل قيد حياته مربيا للماشية، وقد باع قبل أيام قليلة قطعة أرض فلاحية، دون العثور على أي وثيقة تثبت ذلك». و«أمرت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالجديدة، بتوجيه جثتي الزوجين نحو مصلحة التشريح الطبي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس قصد إخضاعهما للتشريح».
وقد دخل المركز القضائي على خط هذه القضية التي استأثرت باهتمام الرأي العام، من أجل استكمال إجراءات البحث القضائي، الذي أمرت بفتحه النيابة العامة بغاية تسليط الضوء على ملابسات وأسباب هذه الجريمة.
وكانت جماعة أولاد رحمون بمنطقة أزمور ،قد شهدت صبيحة يوم العيد المنصرم جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها شاب متزوج بعد تلقيه لطعنات قاتلة، «حين كان متواجدا بمنزله بمعية أطفاله قبل أن يتفاجأ بوالدته تنادي عليه من أجل لقاء أصدقائه، حسب ما أوهم المعنيون بالأمر والدته، جاؤوا لمباركة العيد له، ليسقط جثة هامدة أمام باب المنزل عقب تلقيه لطعنات قاتلة من طرف المتهمين، الذين فروا على متن دراجات نارية»، وهو الحادث الذي استنفر السلطات الدركية وعناصر الوقاية المدنية، حيث تم فتح تحقيق حول ظروف و ملابسات الواقعة، فيما جرى نقل الضحية إلى مستودع الأموات بتعليمات من النيابة العامة المختصة».
وفي سياق الجرائم، دائما، كان المركز الترابي للدرك الملكي بالجديدة ، قد أعاد تمثيل وقائع جريمة قتل راح ضحيتها أب لثلاثة أبناء، بمنطقة دوار أولاد احسينة التابع لجماعة اولاد احسين، حيث تم إحضار الجاني إلى مسرح الجريمة، والذي قام بتشخيص فصول الجريمة، وبين الطريقة التي اتبعها للإجهاز على الضحية، وذلك بحضور ممثلي السلطات المحلية وساكنة المنطقة.
إنها عينة من «الأفعال الإجرامية» التي هزت أكثر من جماعة ترابية بالإقليم، والتي ترافقها تساؤلات كثيرة، بشأن الملابسات المحيطة بها، والتي تستوجب «قراءة» متأنية، بالنظر لما تحمله في طياتها من أسباب القلق والتشاؤم.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 16/06/2022