في الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل الاتحادي الكبير محمد الملاحي

مصطفى عجاب عضو المكتب السياسي للحزب: الفقيد  كان رجلا لا يكل في الدفاع عن مبادئ حزبه وتوجهاته، ولا يتوانى في الاستجابة لمعاركه الانتخابية أو السياسية

كريمة الملاحي:   على عهدك باقون، وعلى خطواتك سائرون، وبمبادئك متشبثون

مصطفى مهدي رئيس جماعة واد لو: المجلس الحالي سيظل وفيا للسياسة التي كان ينهحها الراحل، ومتشبثا بالمنهجية التدبيرية التي كرسها

النائب البرلماني حميد الدراق:  وادي لو فقدت أبرز رجل في الوفاء والإخلاص للعمل السياسي والجماعي والجمعوي 

مدير دار الشعر بتطوان مخلص الصغير:  الفقيد كان  يؤمن بأهمية الثقافة في صناعة مدينة للمستقبل، ويقدر الثقافة والمثقفين والمبدعين

ع. الحطري عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية بتطوان:   الفقيد  كان يقدر الإعلام والإعلاميين، وصنع من مدينة صغيرة بسيطة، أيقونة تغنى بها الإعلام محليا

فاطمة الزهراء بنعمر:  الفقيد كان  بمثابة الأب الحنون والعطوف والمغيث والمدافع عن مصالح ساكنة واد لو

 

قال مصطفى عجاب، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، إن «رحيل المناضل الكبير  الشريف محمد الملاحي أفقد الحزب أحد الركائز الأساسية، ليس في جهة طنجة تطوان الحسيمة وحدها بل على المستوى الوطني.
وأضاف عجاب، في كلمة ألقاها  نيابة عن الكاتب الأول للحزب الأستاذ إدريس لشكر الذي حالت ظروف طارئة دون حضوره في هذه  الذكرى التي نظمها مجلس جماعة وادي لو مساء يوم السبت 13 غشت الجاري، أن الفقيد الملاحي كان رجلا لا يكل في الدفاع عن مبادئ حزبه وتوجهاته، ولا يتوانى في الاستجابة للمعارك سواء أكانت انتخابية أم سياسية، وكان متواجدا في جل اللحظات التي يحتاجه فيها الحزب «.
وتابع قائلا: «لقد فقدنا تلك الأعمدة التي كان يتكأ عليها الحزب في الظروف الصعبة، حيث جسد ذلك المناضل الاتحادي في سلوكه و في حياته «.
وأشار مصطفى عجاب، في الأمسية التأبينية التي حضرتها أسرة المرحوم الملاحي وأعضاء من المكتب السياسي للحزب: سلوى الدمناتي، جواد شفيق، مشيج القرقري ، حميد الدراق النائب البرلماني  عن دائرة تطوان، وعبدالرحمان العمري عن دائرة شفشاون، فضلا عن أقاربه وأصدقاء الراحل،  وممثلي هيئات سياسية وثقافية و جمعوية بوادي لو وتطوان، وجمع غفير من مواطني المدينة،»أن مدينة واد لو فقدت هذا الرجل الذي كرس حياته للدفاع عنها، وعن مصالحها حيث حولها من قرية مهمشة إلى مدينة بمواصفات عصرية يحج إليها المصطافون من كل بقاع المغرب. فقد كانت وادي لو معشوقة الفقيد الملاحي الذي خاض من أجلها معارك ضارية في كل المحافل و المنتديات التي كان يتواجد بها، سواء بالجهة أو بالبرلمان. فلم تكن وادي لو لتنعم بما تم تحقيقه لولا عصاميته ونضاليته وصبره و سعة صدره». فـ»وادي لو، يضيف الأستاذ عجاب، توجد على ضفاف البحر المتوسط ويمكن أن نرى عشرات من الجماعات  متواجدة على هذ الصفة لكن لا يمكن مقارنتها مع واد لو، سواء أتعلق الأمر بالبنيات التحتية أو بالتجهيزات الأساسية أو بطبيعة الخدمات التي تقدم للساكنة. لذلك على أهل وادي لو أن لا ينسوا هذا الرجل العظيم بالدعاء الصالح نظير الخدمات الجليلة التي قدمها، والتي  لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد، وحتى خصومه وأعداءه يقرون ويعترفون بما حقفه الفقيد  للمدينة من إنجازات ومشاريع هامة. رحم الله الفقيد الشريف الملاحي وأكرم مثواه» .
رئيس مجلس جماعة واد لو مصطفى مهدي اعتبر رحيل الفقيد الملاحي خسارة كبرى للمدينة وحزب الاتحاد الاشتراكي بما كان يتميز به قيد حياته من خصال ومواقف مشرفة ودفاعه الدائم و المستميت عن مصالح جماعة واد لو،التي غيرها بشكل جذري وجعلها ضمن مصاف المدن الجميلة، التي تتوفر على كل المقومات التنموية .
وأشار مصطفى مهدي أن المجلس الحالي سيظل وفيا للسياسة التي كان ينهحها الراحل، ومتشبثا بالمنهجية التدبيرية التي كرسها .
شقيقة الفقيد  كريمة الملاحي النائبة الأولى بجماعة وادي لو، أوضحت، في كلمتها، أنه في مثل هذا الأسبوع من السنة الفارطة فقدت مدينة واد لو ابنها البار الشريف الملاحي رئيس الجماعة لمدة 3 ولايات متتالية ونائب برلماني عن دائرة تطوان لولايتين. حيث شكلت وفاته خسارة لبلدته وإقليمه ووطنه، نظرا لما كان يتمتع به قيد حياته من خصال جعلت من جنازته المهيبة محجا لكل الشرائح المجتمعية والأطياف السياسية والمدنية والإعلامية والحقوقية .
وأكدت كريمة الملاحي، في كلمتها التي  ألقتها باسم مجلس جماعة واد لو وساكناتها، أن الفقيد الملاحي، خلال تحمله المسؤولية منذ سنة 2003، وجد الجماعة غارقة في الديون والمشاكل التي لا حصر لها، لكنه تركها تعيش فائضا ماليا وتتوفر  على بنية تحتية قوية وتجهيزات أساسية تفتقر لها حتى المدن الكبرى. فالشريف الملاحي تقول كريمة «تحمل المسؤولية وهاجسه تنمية المدينة وإسعاد أهاليها وجعلها قبلة لزوارها خلال فصل الصيف. ولم يسبق له أن برمج سيارة للرئيس، أو أخذ لترا من البنزين أو استفاد من تعويضات في الداخل و الخارج».
وأشارت كريمة الملاحي أن القيام بتعداد خصال الرجل ومكارمه يتطلب وقتا طويلا، وأن مكانة الشريف الملاحي و خطواته وشجاعته لا يمكن أن يملأها أحد. وختمت كلمتها بالقول «أنت في دار الخلد. إننا على عهدك باقون، وعلى خطواتك سائرون، وبمبادئك متشبثون. رحمك الله أخي وأسكنك فسيح جناته  «.
النائب البرلماني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية  عن دائرة تطوان، حميد الدراق، أوضح أن الفقيد أفنى عمره في خدمة مدينة واد لو، وكذا في خدمة حزبه ووطنه، كما تطرق الدراق إلى المكانة المجتمعية التي كان يحظى لها الراحل الشربف الملاحي وما كان يتمتع به من أخلاق عالية.. فبوفاته، يضيف الدراق، فقدت وادي لو أبرز رجل في الوفاء والإخلاص للعمل السياسي والجماعي والجمعوي، حيث كان مثالا يحتذى به في النضال ونكران الذات .
وأبرز الدراق أن المرحوم الملاحي كان يترافع بشراسة عن قضايا الشأن المحلي لمدينة واد لو، مما جعلها مدينة تتمتع بجمالية خاصة لدى المغاربة ككل، وهو نفس المسار الذي سيظل وفيا له   .
كلمة الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بتطوان عبد اللطيف بوحلتيت اعتبرت أن الفقيد الشريف الملاحي رحل تاركا وراءه إرثا عظيما ومسارا نضاليا حافلا بالعطاء والتضحية، وكان مثالا يحتذى به في الإنسانية والتضامن و الكرم .
وتوقف بوحلتيت عند أبرز المحطات النضالية   السياسية للفقيد منذ 2003 معتبرا إياه نموذجا في الأخلاق السياسية و الإنسانية و مناضلا كبيرا.
مخلص الصغير، مدير دار الشعر بتطوان، أشاد بمنظمي هذه الأمسية التي يتم الإعلان فيها عن وفاء سكان مدينة واد لو  لرئيس خالد وشريف وقائد، لرجل جمعتنا به محبة هذه المدينة ،وقد غمرنا جمالها وأغرانا بهاؤها، فآمننا بحقها في الكرامة وحقها في الثقافة وحقها في التنمية. قبل عشرين سنة يضيف مخلص الصغير تعرفت إلى السي محمد الملاحي»، حين جمعتنا تظاهرة «اللمة»، التي لمت كل مثقفي ومبدعي هذا البلد من أجل واد لاو، وليس من أجل هدف آخر. وحين استضفنا إلى هذه المدينة كبار المثقفين المغاربة المرموقين، من الطاهر بنجلون إلى عبد اللطيف اللعبي وغيرهما، أيقنت، وقد عايشت السي محمد الملاحي كل هذه المدة، أن الرجل يؤمن بأهمية الثقافة في صناعة مدينة للمستقبل، ويقدر الثقافة والمثقفين والمبدعين».
وقال مدير دار الشعر بتطوان « إنه على مدى عشرين عاما، بانتصاراتها وانتظاراتها، بآمالها وآلامها، تعرفت إلى نموذج السياسي اليومي والميداني، نموذج المناضل الذي يشتغل بحرقة من أجل مدينته ووطنه، ويحترق ليل نهار من أجل أن يضيء الطريق لأبنائه. نعم كان يعتبركم جميعا أبناءه، وحين كنا نحتمي بكأس شاي في نهاية يوم حارق كان يتلفت إلي ويقول لي في لحظة مكاشفة صادقة: يا مخلص، لقد تعبت، واشتقت إلى بيتي، واشتقت إلى فاطمة الزهراء..».
هذا و أهدى الشاعر مخلص الصغير قصيدة لابنة الفقيد الملاحي :

ترحم على الأرض بعد الملاحي               وكفن بلادي بضوء الصباح

ولا تجرح القلب ما عاد في القلـــ           ـــبِ متسع يكفي للجراح

وقد عيل صبري وصاحت دموعي                ترفق بعيني وأطلق سراحي

أما من شريف على هذه الأر           ضِ يمضي لقول الكلام المباح

أتذكر أيام خضنا نضالا         لأجل البلاد بكل الكفاح

وكم من جمال نشرناه في لمـــــ          ـــةٍ بين صب وخل وصاح

نضال وفاء وعزة نفس            بلا وجل، بغير انبطاح

إذا ما أمات الوباءُ رفيقي          فما حاجتي يا أخي للقاح.
وفي كلمة للنقابة الوطنية للصحافة الوطنية فرع تطوان ألقاها أمين النقابة، أوضح  عبد المالك الحطري أن الفقيد  كان يقدر الإعلام والاعلاميين، وصنع من مدينة صغيرة بسيطة، أيقونة تغنى بها الإعلام محليا، وجهويا، ووطنيا وحتى دوليا. وكان منفتحا  على الإعلام بكل مكوناته، وكان داعما ومساندا له، وكان يعشق هاته المدينة، وهو ما جعله يحولها إلى قبلة للصحافيين على مدار السنة، وليس فقط في الفترة الصيفية، وأن يقدمها في صيغ مختلفة، عبر الصحافة المكتوبة، المرئية والمسموعة، سواء من خلال الأنشطة المكثفة التي كانت تعرفها وادي لاو، أو من خلال لمتها الثقافية والفنية التي تجاوز صداها المدى الوطني..

لقد كان الشريف الملاحي صديق الجميع فعلا، وصديقا للصحفيين عامة، ساهم وساعد في تنظيم عدة انشطة للهيئات الإعلامية بالمنطقة، كما لم تكن له أي نظرة انتقامية أو مكائد تجاه الآخرين، كان رجل تواصل بامتياز، ولعله لم يسبقه أحد في هاته الصفة، وربما لم يخلفه أحد لحد الساعة..
لقد ترك رحيل الفقيد، يقول الحطري، فراغا كبيرا، وحزنا عميقا لدى الجسم الإعلامي بالمنطقة ككل، ولعل زخم متابعة حالته الصحية في آخر ايامه، وكذلك متابعة وفاته وجنازته خير دليل على تلك العلاقة التي كانت تربط بين رئيس جماعة وادي لاو المرحوم الشريف الملاحي والجسم الاعلامي ككل.
وعن جمعية الدعم النسوي للتنمية والتضامن الإجتماعي والثقافي بوادي لو، وكذا الجمعيات المشاركة في برنامج اللواء الأزرق، اعتبرت فاطمة الزهراء بنعمر، أن  إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشريف الملاحي دلبل محبة ووفاء للفقيد. كما استعرضت مكامن قوته في تدبير جماعة واد لو وتعامله مع الساكنة، حيث كان بمثابة الأب الحنون والعطوف والمغيث والمدعم والمساند والمدافع عن مصالحهم، و لم يكن متعاليا ولا متعجرفا، بل كان بسيطا في سلوكه وممارسته .
وتطرقت فاطمة الزهراء بنعمر إلى الاهتمام الذي كان يوليه الفقيد للمجتمع المدني، حيث يدعمه بكل الإمكانيات المتاحة، باعتباره شريكا أساسيا في التنمية المحلية، فالعمل الذي كان يقوم به الراحل مع المجتمع المدني، تضيف بنعمر، جعل المدينة قبلة لكل الجمعيات وأنشطتها المتعددة والمختلفة، من خلال تنظيم «مهرجان اللمة» كل موسم صيف، والذي استقطب خيرة الأطر الفكرية والإبداعية وطنيا ودوليا، وكان يسند أمر تدبير المهرجان لذوي الاختصاص لكي يأخذ بعده الحقيقي .
كما عرفت هذه الأمسية إلقاء كلمات مؤثرة في حق الفقيد  الشريف الملاحي تناوب عليها كل من نائب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة توفيق البرش، رئيس المجلس الإقليمي ابراهيم  بنصبيح،  النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي بدائرة طنجة سلوى الدمناتي ، النائب البرلماني عن دائرة شفشاون عبد الرحمان العمري، رئيس المرصد الجهوي للحكامة الترابية عبد السلام الدامون، رئيس فرع تطوان لرابطة كاتبات المغرب، حيث أكد  جميع المتدخلين الخصال الحميدة التي كان تميز الفقيد قيد حياته ومدى دفاعه عن مبادئ حزبه وسياساته .
هذا وتخللت فقرات هذه الأمسية التي أدارها أنس اليملاحي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية عرض شريط فيديو  من إنجاز الشبيبة الاتحادية بتطوان  يوثق أهم المحطات النضالية والسياسبة في مسار الراحل الشريف محمد الملاحي.


الكاتب : مكتب تطوان: عبد المالك الحطري 

  

بتاريخ : 16/08/2022