يوميات عداء معلن 2 – .. أخلاق الملوك وأخلاق الأفاقين… ليفوايو les voyous

عبد الحميد جماهري

ماذا فعل ملك المغرب، لكي يناله كل هذا التشهير والهجوم.. من طرف جيرانه وجيران جيرانه وحلفاء يرتعون في تاريخ حافل من خيراته؟
لاشيء غير أنه دافع عن بلاده.
وذكَّرهم بالأخلاق التي يجب أن تسود بين الجيران وبين الحلفاء..
لاشيء سوى أنه ساندهم ومد يده إليهم
لاشيء سوى أنه عندما اشتد الخناق الإرهابي على تونس، حمل شجاعته ملء قلبه
وحمل قلبه ملء يديه وتوجه إلى تونس، بينما غبار التفجيرات ودموع الحزن على الضحايا ما زالت تضبب رؤيتها..
لاشيء سوى أنه ورث عن جده قول «لا»، وقول الحق وقول السيادة وقولة أشهد ألا إله إلا لله وأن محمدا عبده ورسوله..
في الجوار الشمالي البعيد، فرنسا بالتحديد، يعبر الجنوح اليميني الكولونيالي الفرنسي عن نفسه، في أول فرصة تسنح له. وقد اعترف بذلك أحد المؤرخين المعتمدين في الدولة الفرنسية وهو المؤرخ جيل مانسيرون على أثير إذاعة «فرانس إنفو» عندما قال إن «بين مستشاري إيمانويل ماكرون، وبين القوى السياسية التي يعتمد عليها أو التي يأمل الحصول على دعم ضمني منها إلى حد ما، هناك وجهات نظر مختلفة». ولفت إلى وجود «حنين استعماري قوي» في صفوف أقصى اليمين، ولكن أيضا «لدى جزء من اليمين الفرنسي». وهو الذي يتحدث عن فرنسا القرن الواحد والعشرين، لم يجد سوى يمين القرون الاستعمارية لكي يفسر جزءا مما يقع الآن..
ماكرون رهينة استعمار يميني متطرف.. وأخلاقه معروفة: القتل، الإشاعات ، الترهيب والإرشاء الثقافي والسياسي والأمني..
وكل هذا لم يعد يجدي في توجيه صانع القرار المغربي نحو ما تريده فلول المنظمة السرية و فلول الإقطاع الاستعماري..
ومع ذلك فإنهم يثابرون في خستهم لأنهم لا يعرفون سواها؟
ماذا فعل ملك المغرب لكي يستحق كل هذا التعريض والتشهير وهو في بلادهم وبين ظهرانيهم؟
فعل ما فعل جده .. قال لا
وتشبث بعزة وأنفة المغرب والمغاربة
قال لا، ودعا إلى حوار الندية
فضل بلاده وشعبه على أي سخرة مهما تقدمت بقناع محبوك، قوامه التحضر الفرنسي والصداقة المتعثرة في النهاية
قال: المغرب حر وبلد سيادة، وله أن يدافع عن مصالحه/
ماذا فعل لكي يستلوا كل دناءتهم؟
لاشيء: سوى أنه آمن فعليا بما يرفعونه كشعار وجعله ملكه مبدأ وحقيقة يجب أن تمشي على قدميها:
الكرامة
والحرية
والسيادة
والإخاء والأخلاق
يدعو ملك المغرب إلى الأخلاق السامية في التعامل بين الدول
ويضع ترسانة لا هي قديمة ولا هي بجديدة؛
لا هي خاصة بالمومنين، ولا هي خاصة بالكونيين
لا هي محلية. ولا هي عالمية
هي ترسانة قيم إنسانية:
الشفافية، الوضوح، الامتناع عن الغدر، الوفاء للالتزامات، الصداقة الرابحة، الاحترام المتبادل
وكل ما دعا إليه باسكال وديكارت ومالرو ، فيكتور هوغو وراسين وموليير وفولتير
آمن به المغرب والملك ونَعْجب أنه لا يمثل سلوك نخبة قال عنها المؤرخ بأنها سادرة في اليمين وفي العنصرية..
ماذا فعل لكي يمد يدا، فيعضها الطرف الآخر، المصاب بسعار نكوصي كلما تحقق من فارق المرحلة بيننا وبينه.
ماذا يفعل لكي يسارع إليهم بصدر عار ويقابلونه باستقبال أعداء بلاده؟
لن يتنازل المغرب عن صحرائه، تماما كما أنه لن يتنازل عن أخلاقه.
إن كذبوا صدق
وإن نافقوا وفى
وإن غدروا وفى
وإن راوغوا كان أَغَراس، نيشان، على الطريق المستقيم
لهذا يتساءل المغاربة وأحرار. العالم وهم يرون الرأسمال المخزي، أخلاقيا وإنسانيا، الذي يواجَه به ملك المغرب وناس المغرب وبلاد المغرب؟
ماذا فعلنا لكي تنحطوا إلى هذه الدرجة معنا..
نحن نقول من خدعنا في الإسلام، انخدعنا له
ومن خدعنا في المغرب الكبير، انخدعنا له
ومن خدعنا في الأخوة، انخدعنا له
حتى يتعرى.

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 30/08/2022

التعليقات مغلقة.