60 سنة مرت على أول محطات كأس محمد الخامس

 

حلت خلال شهر غشت 2022، الذكرى 60 لتنظيم وانطلاق دوري كأس محمد الخامس في كرة القدم،والذي يعد من بين التظاهرات الكبرى والهامة التي نظمت في عهد المغرب المستقل  والتي جعلته يتميز على الصعيدين العربي والقاري، و عمر وامتد من  1962إلى 1980، ليتوقف مباشرة مع الأسف بعد ذلك.
فكرة تنظيم ذلك الملتقى الكبير كان وراءها مجموعة من الشخصيات المرموقة من بينها عمر بوستة أحد مؤسسي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيسها في السنوات الأولى للاستقلال، وأحمد النتيفي الكاتب العام السابق للجامعة الذي قدم خدمات كبرى للكرة الوطنية،المشروع تم عرضه في البداية على مسؤولين في مركز  القرار، لكن لم يجد أي صدى، ليتم اقتراحه بعد ذلك على الملك الراحل الحسن الثاني الذي رحب به وحظي بقبوله، ليرى النور،حيث انطلق تنظيمه كل سنة ابتداء من سنة 1962، وبالتحديد في الأسبوع الأخير من شهر غشت الذي يصادف  ذكرى ثورة الملك والشعب،إحدى المحطات البارزة في تاريخ الكفاح  الوطني ضد الاستعمار، باستثناء سنة 1971،حيث تم تأجيل النسخة إلى يناير 1972، والثانية سنة 1978إلى مارس 1979.ودورة 1979 جرت بدورها في السنة الموالية 1980 وشارك فيها المغرب الفاسي ،الفائز ببطولة 1979،ولو نظمت في وقتها المعتاد، لشارك فريق شباب ألمحمدية في محطة 1980 بحكم إحرازه لقب بطولة لتلك السنة. في حين لم تجر دورتي 1972و1973.
هذا الموعد الدولي الهام، كانت تستدعى للمشاركة فيه 3أندية من أقوى وأعتد وأبرز الأندية من أوربا الشرقية والغربية آنداك، ومن أمريكا اللاتينية،إلى جانب النادي المغربي الفائز بالبطولة، مع تسجيل استثناءين، ففي محطة 1966،تم إشراك ناديين من المغرب،الوداد الرياضي، البطل، والجيش الملكي، الوصيف.  وفي 1977 تم إشراك منتخبين، رومانيا وتشيكوسلوفاكيا، إضافة إلى الوداد وإيفرتون الإنجليزي.
الدوري كان يعرف إجراء لقاءءات النصف، والترتيب والنهاية. ومع توالي دوراته أصبح مهرجانا كرويا دائع الصيت، ومناسبة للأندية المغربية للاحتكاك بمدارس كروية من المستوى العالي. الدوري  كذلك كان ينتظره الجمهور المغربي بشوق و  شغف كبيرين، حيث شكل في كل مناسبة علامة مضيئة في حياة الكرة المغربية، ، وحقيقة استمتعنا واستمتع الجيل الماضي من العروض الرائعة التي كانت تقدم وقتها.
وشاركت في ذلك الملتقى أندية تنتمي إلى دول،إسبانيا،البرتغال،فرنسا، ألمانيا الغربية ، بلجيكا  ،إيطاليا، إنجلترا، يوغوسلافيا، بولونيا، هنغاريا، الإتحاد  السوفياتي سابقا  وتشيكوسلوفاكيا،بلغاريا، من القارة الأوربية، البرازيل، الأرجنتين والأورغواي من أمريكا الجنوبية، أنديتها كانت تعج بالنجوم نذكر كنمودج، ربمس  الفرنسي، كوبا، فانسان،سبارسا، والدولي المغربي، حسن أقصبي. ريال  مدريد:ديستيفانو ،بوسكاس، خينتو  ،سانتاماريا،أتلتيكو مدريد:رافيلا،ماندوزا، أكريطا.
ف.س برشلونة:كاييكو، ريفي، توريس.
بابيرن  مونيخ:بيكنباور، ما يير،مولير، هونيس.
أنتير ميلانو:فاكيتي .
بوكاجينيور: مارزوليني،بلوخين من كييف.
وكانت الأندية الإسبانية الأكثر حضورا وتتويجا.
أما القارة الإفريقية فكان نصيبها مشاركة واحدة،في نسخة 1978المرجأة إلى 1979 ب3أندية،كانون ياوندي من الكامرون، حافيا كوناكري  من غينيا، وجان دارك من السينغال.
أما الأندية المغربية المشاركة، فيأتي الجيش الملكي في المقدمة  ب7 مشاركات, 1970,1968,1967,1966,196،,1963,1962, فريق الوداد ب 5 مشاركات  1978,1977،1976،1969،1966،المغرب الفاسي  ،مشاركتان، 1980،1965,نهضة سطات، مشاركة  واحدة 1971،بني ملال 1974 ، مولودية وجدة1975,
والفرق المتوجة هي،أتلتيكو مدريد،1980،1970،1965،ولقب  واحد ل، ريمس،بارتيزان بلغراد ،بوكاجينيور الأرجنتيني، ريال مدريد،العلم الأحمر بلغراد، فلامينكو البرازيلي،برشلونة ،باييرن مونيخ، بينارول من الأورغواي، دينامو كييف، أندرلخت، رومانيا ،الوداد  البيضاوي، و هو النادي المغربي الوحيد الذي ظفر باللقب، ساعده في ذلك حضور أندية إفريقية  بدل الأوربية والأمريكو لاتينية، في حين وصل الجيش الملكي  للنهاية مرتين ،1970،1967،أما الفرق الأخرى فقد لعبت لقاء الترتيب بعد الهزيمة في نصف النهاية، حيث لم تنجح في مجاراة والوقوف أمام  قوة الأندية المنافسة.
نشير إلى أن دورات الدوري من 1962إلى 1975و1980دارت بالملعب الشرفي، محمد الخامس حاليا، 1976و1977بملعب الفتح بالرباط، 1979بمراكش.
إنه أضحى الآن من الواجب إحياء هذا الملتقى الدولي الهام والذي لازال عالقا بذاكرة وأذهان رياضيي الأجيال التي عاصرته، لأنه يشكل إرثا رياضيا مجيدا.


الكاتب : أورارى علي   

  

بتاريخ : 01/09/2022