خذوا قيس لكن خلوا… لي تونس!..

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

هناك قاعدة سياسية وأخلاقية تفيد بأنه لا يجب أن تدفع «خصمك» المؤقت إلى اليأس! وهو مدخل مهم من حيث قيم المغرب لكي نطرح سؤال، مجرد السؤال بخصوص موضوع العلاقة الحالية مع تونس…
ويحسن بنا أن نذكر دوما بالموقف المغربي، وما يتعلق بالفصل بين الشعب التونسي، والدولة التونسية،كيانا وترابا.. وبين الرئيس قيس سعيد..
ولن نمل من التكرار لأن من إغراءات الأزمات، حين تطول، أن تفرض نوعا من الاستسهال في الانتقاد قد يقود إلى رمي الصبي بماء الرضاعة..
ومن هنا موضوعان مرتبطان بالموقف الغادر لسعيد قيس، يجب أن يستحقا منا التفكير مليا والانتباه إلى مآلات التعبير فيهما، وما قد ينتج عنهما من تلاقٍ موضوعي مع الخصوم:
الأول يتعلق بالهجوم الذي تقوم به الصحافة العسكرية في الجزائر على مواقف المغرب من نظام قيس سعيد، وتقديمه على أساس أنه هجوم على تونس.
وقد نتخذ مبادرات، في مجالات رياضية وفنية وإعلامية قد تصب الماء في طاحونات الخصوم العديدة، في زمن لا يتم فيه دوما التأكد من الخبر.
وعلينا أن نميز في المواقف الصارمة والحادة، بين الموقف الشعبي والموقف الرسمي.
وهناك وعي عميق لدى صاحب القرار. الديبلوماسي المغربي، بكل تلاوينه، والذي تم التعبير عنه في بلاغ الخارجية المغربية، أن ثوابت العلاقة لا تدخل في نقطة نظام وجرس الإنذار الذي دقه المغرب.
ولعل من الأشياء التي لا يمكن القفز عليها هو خروج قوى سياسية ونقابية وشخصيات سياسية ومثقفين لا تساير قيس سعيد وتحذر من مآلات قراراته الهوجاء.
وهو موقف لا نجد له مثيلا في الدولة الجزائرية التي سلطت الرعب على كل من يعارض قراراتها في العداء التاريخي إزاء المغرب.
أمامنا مناسبات رياضية وثقافية وفنية ذات الامتداد الشعبي، والتي يسهل في الكثير من الأحيان استغلالها ضد المغرب وتشويه مواقفه، ذات الصلة باحترامه وحبه للشعب التونسي ونخبته المتنورة والمستقلة والمحبة لتونس. موقعها العربي..
لا يمكن إلا أن ننتبه إلى عناوين الصحافة الجزائرية والتي تغرق تونس، عكس صحافتنا ومحدودية انتشارها، من قبيل «الشروق» التي تعتبر بلا أدنى حس معنوي أو أخلاقي أن السلطات المغربية تقود حملة خسيسة ضد تونس..!
الإعلام متوجه إلى موريتانيا ذاتها وإلى دول الجوار، بل إنها برأت فرنسا من موقفها إزاء المهاجرين غير الشرعيين ولاسيما منهم القاصرين، ونسبتهم كلهم إلى… المغرب!
لقد كانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في الموعد عندما ردت على المنحى الذي تخدمه بلاغات النقابة التونسية النظيرة. وهو موقف يحسب للصحافيين المغاربة في النقابة وفي المنتديات الأخرى.
وجوهره أن تونس ليست موضوع غضب ولا قطيعة ولا عتاب..
بل هو النظام الموضوع في المساءلة.
ولعل من عناصر. هذا التوجه الذي يريد أن يلغم المنطقة، الهجوم الذي تعرض له الأمين العام لاتحاد المغرب العربي من طرف الصحافة العسكرية التي تصدر يوميا بصيغة مدنية، وعاتبوه وتعرض للغضب الجزائري لأنه دعا إلى مناقشة الملف الليبي ودعا تونس للقيام بمبادرة للصلح بين الجزائر والمغرب..
المجاهد بدورها، نوهت بقوة تونس بالرغم من الحملة المغربية!!!
نحن سنردد وكلنا على علم بأن تونس تشكل جزءا من لاشعورنا المغربي والمغاربي. ونغني عكس المارش العسكري ما غناه الفنان التونسي الجميل لطفي بوشناق، من روائع الشعر. عن مازن الشريف
خدوا قيس واتركوا لي تونس!..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 06/09/2022

التعليقات مغلقة.