على هامش رحيل البطل حدو جادور انطفاء أحد المصابيح التي أضاءت ألعاب القوى الوطنية

 

غادرنا إلى دار  البقاء يوم الأحد 11شتنبر الحالي، البطل والعداء حدو جادور، الذي شكل جزءا من ذاكرة رياضة ألعاب القوى الوطنية والخميسية على السواء، حيث يعتبر من العدائين المغاربة البارزين الدين فرضوا ذواتهم محليا ودوليا، حيث لا يمكن الحديث عن تاريخ أم الرياضات دون ذكر اسمه وآخرين غيره،  سواء إبان الحقبة الاستعمارية أو بعد الاستقلال.
فعلى مستوى إقليم الخميسات وزمور عامة، عاصر الراحل حدو جادور الفترة الذهبية لهذه الرياضة، حين كانت المنطقة عبارة عن مشتل لتفريخ الأبطال، نذكر منهم، علي بنقاسم، عبد الرحمان المشاط، الغازي بن محمد، الذي توفي بفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، الغازي الزعراوي، البوهالي، الغازي عسو،  عبد السلام بادة، شانا مولود … ليأتي بعدهم جيل مولاي إبراهيم بوطيب، حمو بوطيب، إبراهيم جبور، الأخوات واعزيز، نعيمة بنبوبكر، زهور القمش، هشام بوعويش، بشرى بنتهامي،خالد زروال، فاطمة معما …
هو حدو بن حمادي جادور، من دوار أيت زاغو، أحد مكونات اتحادية بني حكم، التابعة لقيادة  تيداس، دائرة  والماس، إقليم الخميسات، إزداد  سنة 1949، وتلقى تعليمه الأولي هناك، لينتقل إلى الخميسات من أجل الدراسة الثانوية. لم يكن وقتها يحلم بأنه سيصبح بطلا في يوم ما، ولا يعرف أي شيء عن رياضة ألعاب القوى، إلا  أن إلحاح مجموعة من الرياضيين والأطر  المختصة في الميدان جعله يدخل هدا المضمار سنة 1965، وكانت الممارسة آنذاك تتم في غياب التجهيزات، وبعد أن لفت إليه الأنظار، التحق بنادي اتحاد الخميسات، فدخل عالم المنافسات الرسمية، التي  كانت في البداية بالنسبة إليه عالما غريبا. ومن الطرائف التي حكاها لي بنفسه، أنه في أول مشاركة له، وعندما تم إبلاغه بأن السباق سيدور بالرباط، اندهش، لأنه لم يكن يعرف هذا الاسم، ولم يسمع به قط، وشارك واحتل الرتبة الأولى.
ومنذ ذلك الحين وهو يسيطر على الحلبة، لكن مقامه بعاصمة زمور لم يكن طويلا، إذ التحق سنة 1967 بصفوف الجيش  الملكي ضمن اللواء الأول للمظليين .
مشاركاته عديدة نذكر من بينها، أولمبياد مكسيكو 1968، وبلغ نصف نهاية 1500م، محققا توقيت 3دقائق و47 ثانية، لكنه لم يشارك في دورة ميونيخ الأولمبية 1972 لأسباب صحية، كما شارك في ألعاب البحر المتوسط 1967بتونس وأحرز الميدالية الذهبية في سباق 1500م، وحصل على البرونزية في دورة إزمير 1971، وفاز بالميدالية النحاسية في سباق  5000م، ثم عاد في دورة الجزائر  1975 أحرز فضية 5000م.
وحقق الاحل حدو جادور العديد من الانجازات في بطولة العالم العسكرية، الألعاب العربية، وبطولات المغرب العربي.
ومن الطرائف التي حكاها لي الرحل بأيضا طريفة وقعت له مع العداء التونسي الشهير الكمودي،  وكان آنذاك من أقوى المنافسين لجادور، حيث تواجها خلال ملتقى بالجزائر سنة 1968 في سباق 1500م. قبل انطلاقة السباق كان الجميع يتحدث عن منافسه وقوته، وذلك لإثارة مخاوف حدو، الذي أجاب: هل الكمودي له أربعة أرجل؟ و في السباق فاز جادور بالصف الأول، لكن منافسه التونسي لم يتقبل النتيجة، ورفض صعود منصة التتويج ، ثم غادر الجزائر العاصمة على الفور صحبة شقيقه، الذي شارك بدوره في السباق، وبعد ذلك توالت منافستهما في العديد من التظاهرات.
جادور دافع عن الوحدة الترابية بالصحراء المغربية، وبها أصيب بمرض ألزمه إجراء عملية جراحية  بالمستشفى الإقليمي بالعيون، لكنه عاد بعد ذلك والتحق بلواء   المظليين بسلا.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.


الكاتب : أورارى علي

  

بتاريخ : 16/09/2022