بعد الفوز على الشيلي ببرشلونة : بداية مشجعة للمنتخب الوطني تحت قيادة وليد الركراكي

 

كان الفوز على منتخب الشيلي، مساء الجمعة الماضي، على أرضية ملعب»كورنيا إل برات» الخاص بنادي إسبانيول في مدينة برشلونة الإسبانية، أحسن بداية للنخبة الوطنية رفقة الربان الجديد وليد الركراكي، إذ أنها أرسلت كثيرا من إشارات الاطمئنان، بعد الارتباك والشك اللذين طبعا مشوارها رفقة البوسني وحيد خاليلوزيتش.
وقدم اللاعبون المغاربة أداء جيدا، وأظهروا تنافسية عالية ورغبة في تقديم نتيجة تسعد الجماهير، التي توافدت على أرضية الملعب بكثافة، من المغرب ومن مختلف الدول الأوروبية، وصنعت لوحات من التشجيع بالمدرجات، رغم بعض الأحداث التي تبقى معزولة من فئة طائشة، اختارت التصفير على النشيد الوطني الشيلي، واقتحام أرضية الميدان، عقب نهاية اللقاء.
لقد كانت بداية مثالية للفريق الوطني، في عهده الجيد، حيث لاحظ الجميع كيف أصبح اللاعبون يفرضون سيطرتهم في مواجهة المنتخب الخصم، رغم توفره على لاعبين من مستوى عال، على غرار سانشير وأرتورو فيدال وغاري ميديل، وغيرهم من المواهب التي تمارس في أقوى الفرق العالمية.
وبدت بصمة وليد الركراكي حاضرة في هذه المباراة، رغم قصر المدة التي تواجد فيها على رأس الفريق الوطني، لكنه اختار العزف على الأوتار المعنوية والنفسية، وفعلا كان لها وقع سحري على أداء اللاعبين، الذين أصروا على تحقيق الانتصار، وصنع التفوق.
ورغم هذا العرض الباعث على التفاؤل، إلا أن عملا كبيرا مازال ينتظر الناخب الوطني الجديد، ولاسيما من الناحية التكتيكية وصناعة اللعب، حيث أن اللاعبين اعتمدوا في كثير من الأحيان على الوازع الفردي، وبالتالي يجب تعزيز الأداء الجماعي، والتناغم في اللعب، مع تقليل هامش الأخطاء، وقد لاحظنا كيف أن فيدال سيطر على الكرة وأرسلها قوية إلى المرمى، لكن العارضة الأفقية نابت عن الحارس بونو (د 54)، وهذا مؤشر يجب أخذه بعين الاعتبار، لأنه قد يكون مكلفة في المباريات الرسمية.
لقد وقفنا خلال هذه المباراة أيضا على عودة الهدوء إلى المجموعة الوطنية، فقلَّت هوامش التوتر، حيث لم نسجل أي جدال بين اللاعبين أو اختلاف حول الكرات، فكان الاحترام سيد الموقف العام.
ورغم أن الجولة الأولى كانت متكافئة بين المنتخبين، إلا أن العناصر الوطنية تحكمت في زمام الأمور خلال الجولة الثانية، وتمكنت من التهديف في الدقيقة 65 من ضربة جزاء، عن طريف لاعب أنجيه الفرنسي، سفيان بوفال، ثبل أن يأتي الهدف الثاني من لاعب وسط سامبدوريا الإيطالي، عبد الحميد الصابيري (د78)، إثر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، في أول كرة يلمسها في مباراة رسمية.
وفضلا عن الصابيري، الذي أعلن عن نفسه كأحد اللاعبين، الذين يمكن أن نعتمد عليهم كلما ضاقت الحلول، شأنه في ذلك شأن أمين حاريث، شهدت المواجهة أيضا حضورا جيدا، للمدافع الودادي السابق، أشرف داري، المحترف بفريق بريست الفرنسي، والذي شكل ثنائية موفقة إلى حد كبير مع العميد غانم سايس، كما كانت لعودة حكيم زياش سحرها داخل المجموعة الوطنية، فكانت تمريراته الساحرة نقطة قوة يمكن اللجوء إليها، في المباريات الصارمة تكتيكية، حيث منح للثنائي أشرف حكيمي ونصير المزراوي، فرصة الصعود لتعزيز الخط الهجومي، الذي يبدو أنه مازال في حاجة إلى كثير من الاجتهاد، خاصة في ظل حالة الاستعصاء التي ترافق يوسف النصيري.
ويمكن أن ننوه أيضا بالعمل الذي قام به الطاقم الطبي للمنتخب الوطني، الذي عمل على استرجاع الثلاثي المصاب (أمرابط، بونو والمزراوي)، وخاضوا المباراة من دون أي مشاكل، رغم أنهم تخلفوا عن التداريب الجماعية التي جرت بالمغرب.
ويلعب المنتخب الوطني يوم غد الثلاثاء مباراته الودية الثانية مع الباراغواي في مدينة اشبيلية الإسبانية.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 26/09/2022