بعدما وفى بوعده لوالده : وليد الركراكي يريد تحقيق حلم كافة المغاربة

تنتظر الناخب الوطني، وليد الركراكي، مهمة صعبة في نهائيات كأس العالم في قطر، بعد ثلاثة أشهر على تعيينه خلفا للبوسني وحيد خليلوزيتش المقال من منصبه، حيث يتطلع إلى قيادة أسود الأطلس إلى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ مشاركاتهم في كأس العالم.
فبعد مشوار واعد مع الفتح الرباطي نهاية العقد الماضي وآخر وجيز مع الدحيل القطري، حصد المدافع الدولي السابق المولود في فرنسا مجدا قاريا مع الوداد الموسم الماضي، عندما قاده للتتويج بدوري أبطال إفريقيا والاحتفاظ بدرع الدوري المحلي، رغم محدودية التعاقدات بسبب عقوبات الاتحاد الدولي.
وقال الركراكي في مقابلة مع قناة «كنال بلوس» الفرنسية: «إنها فرصة استثنائية للاعب سابق مثلي، ارتدى قميص المنتخب أكثر من أربعين مرة»، مؤكدا أنه مستعد «لرفع التحدي».
فالتحدي صعب، لكن المشاكس ابن السادسة والأربعين يجيد توظيف لاعبيه وتحفيزهم وتعزيز إمكانياتهم، كما أنه يعرف بصرامته وشخصيته القوية ولا يقبل الخسارة بسهولة.
فهو أول مدرب وطني مغربي منذ 2016 عندما كان بادو الزاكي مدربا لأسود الأطلس، قبل أن يترك مكانه للفرنسي هيرفيه رونار (2016 – 2019) وخليلوزيتش (2019 – 2022).
وبمجرد استلامه الإدارة التقنية لـ»أسود الأطلس» في نهاية غشت الماضي، أعاد نجم تشلسي الإنكليزي حكيم زياش إلى صفوف المنتخب، بعدما كان أعلن اعتزاله دوليا بسبب خلاف مع وحيد. حيث برر قرار استدعائه لزياش بـ»إنه لاعب يحب بلاده، وقد أثبت ذلك منذ بداياته باختياره الدفاع عن ألوان المغرب».
الركراكي المولود في كورباي – إيسون الواقعة في ضاحية باريس الجنوبية، لوالدين ينحدران من مدينة الفنيدق الشمالية على الساحل المتوسطي، راكم تجربة أوروبية بعد أن حقق حلم والده الذي أراد إرسال صورة نجله إلى البلاد وهو يجلس وراء مكتب، فحاز شهادة جامعية في العلوم الاقتصادية والاجتماعية.
وبدأ الظهير الأيمن مسيرته الاحترافية متأخرا مع راسينغ باريس في الدرجة الثالثة (1998)، ثم صعد مع تولوز إلى الدرجة الأولى (1999 – 2001)، قبل أن يتوج بطلا للدرجة الثانية مع أجاكسيو (2002) حاصدا جائزة أفضل مدافع، فيما كان أحد أبرز عناصر المغرب في مشوار وصافته لكأس أمم إفريقيا 2004 أمام تونس وخاض معه 45 مباراة دولية.
وبعدما انتقل للدوري الإسباني من بوابة راسينغ سانتاندر لموسمين حيث لاحقته الإصابة، عاد إلى فرنسا منهيا مشواره كلاعب مع ديجون وغرونوبل.
وعبر دورات في فرنسا، دخل المدافع الأنيق، الذي اكتشفه المدرب الفرنسي رودي غارسيا، سريعا السلك التدريبي، فبدأ مساعدا لمدرب المغرب رشيد الطاوسي لمدة سنة (2013).
لمع نجمه سريعا بأسلوب عصري مع الفتح الرباطي وقاد فريق العاصمة إلى لقب كأس العرش 2014. ثم قدم نفسه أحد أبرز المدربين الصاعدين بتسيده الدوري المحلي لموسم 2016 أمام القطبين الوداد والرجاء البيضاويين.
فتح التألق المحلي الآفاق أمامه، فاختار تجربة خليجية من بوابة الدحيل القطري وفاز معه بلقب الدوري 2020، لكن مشواره لم يستمر طويلا اثر الخروج من الدور الأول لدوري أبطال آسيا.
عاد إلى الدوري المغربي مع الوداد خلفا للتونسي فوزي البنزرتي، محققا أمنية اللعب في ملعب محمد الخامس أمام الجمهور الأحمر الكبير في الموسم الماضي.
انتهج أسلوب لعب هجومي جاذب جعله محبوبا لدى الجماهير بموازاة تحقيق اللقبين القاري والمحلي، فضلا عن الوصول لنهائي كأس العرش حيث خسر بركلات الترجيح أمام نهضة بركان.
وسيكون الركراكي مطالبا بالكثير في قطر، حيث يساند منتخب بلاده جمهور كبير من الجالية المغربية. الهدف الأسمى هو تحقيق أفضل من نسخة عام 1986 عندما بات أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ ثمن النهائي، قبل الخروج على يد ألمانيا الغربية بصعوبة 0 – 1.