قصيدتان

1 – قَفْزةٌ أخيرَة في الفَراغ…
وأنا انْظُرُ مِنْ نَافِذَتي
لا أَثَرَ للْغَيْمَةِ بَيْنَنا.
عَيْنايَ مِنْ عَقِيقٍ،
و حَجَر.

لا شَيْءَ يَبْقَى
فَقَطْ
شَجَرةٌ تَبْكي تَحْتَ المَاءِ ،
وفَزَّاعَةٌ تَنْبُتَ بَيْنَ الظِّلال.

لا أَثَرَ يَبْقَى
وأنا انْظُرُ مِنْ نَافِذَتي
إلى الوُجُوهِ.

انظرُ إلَيْها
فَيَنْكَسِرُ الزُّجاجُ ،
والخَشَبُ .
وأَقْفِز في الفَراغ

2 – رَمْيةٌ حُرَّة..

وأنا أَفْتَحُ – بِيَدي – قَوْساً للرِّيحِ ،
وزاوِيَةً لِلعَيْنِ ،
أَرْمي بهَذا الحَجَرِ
رَمْيةً حُرَّةً
حَتَّى يَتشتَّتَ الماءُ
في كُلِّ اتِّجاه.

و أنا أَعَضُّ على شِفَاهي
كَثيراً ما أَفْعَلُها
بأسْنَانٍ مِنْ زُجَاجٍ.
أفْعَلُها بلا فائِدَةٍ
كُلَّما رَمَيْتُ بحَجَرَةٍ
و لَمْ يَتَشَتَّتِ المَاء.

ها أنْتَ تَرْمي بالحَجَرِ
رَمْيةً حُرَّةً .
و حِينَ تَفْشَلُ
تفتحُ – مِثْلي – قَوْساً للرِّيحِ ،
و تَنْسى أَنْ تَعضَّ على شَفتَيْكَ
المَزْمومَتَيْن.

تَنْسى تَماماً
واَنْتَ تَفْعُلُها بِيِدي المَعْطوبَةِ:
تَرْمي بحَجَرٍ
تِلْوَ حَجَرٍ ،
فَيَتَشَتَّتُ المَاءُ – قَلِيلاً – مِنْ حَوْلي
و أَمَامِي.

بلا فَائِدَةٍ صِرْنا
– أنا و أنت-
نَرْمِي بالحَجَرِ
في كُلِّ مَكَانٍ ،
ونَفْتَحُ أَقْواساً للرًيحِ،
والعَاصِفَة .


الكاتب : مصطفى لفطيمي

  

بتاريخ : 25/11/2022