فرحة عارمة تجتاح مغاربة فرنسا،الكاتبة ليلى السليماني: قضيت ليلة بيضاء من الفرح بفوز المنتخب المغربي

باريس: يوسف لهلالي

 

كانت الفرحة والبهجة المنقطعة النظير هي السمة التي غمرت مغاربة فرنسا، بعد فوز المغرب على إسبانيا في كأس العالم بقطر، طبعا كان ميدان الفرح الكلاسيكي بباريس هو شارع الشانزيليزي، الذي يعبر فيه الفرنسيون وكل الأجانب المقيمون بفرنسا عن أجواء الفرحة الكبرى أو السرور التي تغمرهم. لكن هذه الفرحة لم تقتصر على باريس بل مست الضواحي الباريسية ومدن أخرى كليل، بوردردو، ستراسبورغ، مرسيليا وحتى المدن الصغرى عرفت هي الأخرى نصيبها… والعديد من المدن في الشمال والجنوب الفرنسي. لكن قمة هذه الفرحة عبرت عنها الكاتبة الكبيرة ليلى السليماني، التي صرحت لإذاعة «فرانس أنتير»، التي خصصت برنامجا لهذا الإنجاز الكروي الاستثنائي بالمغرب والعالم العربي وإفريقيا أنها « قضت ليلة بيضاء من الفرح بفوز المغرب على إسبانيا، وتابعت أن والدها الذي لقنها حب الكرة كان مسؤولا بالجامعة المغربية، كان دائما يحلم بوصول المغرب إلى نصف النهائي أو نهائي كأس العالم. كان دائما يحلم، رغم أن الحلم لم يحققه جيله. وأضافت أن هذا الحلم القديم، الذي راود المغاربة هو اليوم ممكن بفضل هذا الجيل الجديد، والذي ازداد وترعرع مع جيل ازداد خارج المغرب، في بلدان أوربية وأجنيه بمن فيهم المدرب وليد الركراكي، الذي يساهم اليوم في هذه الفرحة وفي هذا الحلم. وقالت «عندما وصل المغرب آخر مرة لثمن نهائي كأس العالم بالمكسيك سنة 1986 كان عمري 5 سنوات. والبارحة أثناء المقابلة فقدت 3 سنوات من أمد الحياة، لأنني لم أعش قط مثل هذا القلق والخوف أثناء كل المقابلة، وقضيت وقتي أجري بين المطبخ والمرحاض وكنت عاجزة عن مساندة الشاشة. لكن سادت فرحة لا حدود لها بهذا الانتصار. وكان من حقي الصراخ بأعلى صوتي دون أن يخاصمني زوجي بمناسبة هذه المقابلة.»
وأضافت «ما أثارني أيضا هو أن أغلب لاعبي المنتخب المغربي ازدادوا بأوروبا، ومن خلال هذا المنتخب أصبح المغرب عالميا لا توجد أسرة ليس لها قريب بالخارج، وحتى منتخبات بعض الدول الأوروبية يوجد بها مغاربة. وهذا جميل في بلد له ثقافة كروية حقيقية، عندما تزور المغرب، سواء بالمدن أو القرى سوف ترى أطفالا يلعبون الكرة في الإحياء الشعبية والبورجوازية وحتى الشواطئ. هناك من يلعب الكرة سواء بكرة أو كومة بلاستيك، هي لعبة وحلم جميع المغاربة. وهي ما يوحد المغاربة كيفما كانت انتماءاتهم الاجتماعية».
نفس الفرحة عبر عنها الدولي المغربي المهدي بنعطية، الذي قال «أعرف الطريق الطويل الذي كان يجب قطعه من أجل تحقيق هذا الانتصار». وهو الذي فقد صوته عندما كان يعلق لقناة «بين سبورت» الرياضية، عندما وصلت مرحلة الضربات الترجيحية، حيث أصبح الدولي المغربي السابق معلقا رياضيا، وقال «إن ما تحقق هو مسيرة عمل طويلة قام بها المغرب في هذا المجال»، مضيفا في تعليقه للإذاعة الفرنسية ، «لقد قضيت 12 سنة بالمنتخب المغربي، أعرف ما معنى الخسارة والإقصاء، حتى أتى هذا الجيل الذهبي وهذا المدرب الاستثنائي لتحقيق هذا الإنجاز في ثلاثة أشهر من المسؤولية، ليذهب بنا إلى الجنة. وفي الحقيقة يمكن أن يذهب بنا بعيدا» يقول العميد السابق للمنتخب المغربي وذلك في برنامج خاص بهذه الإذاعة الفرنسية، حول هذا الإنجاز المغربي والكروي الاستثنائي الذي تحقق بكأس العالم.
هذا الانجاز التاريخي والاستثنائي عبرت عنه كل وسائل الإعلام الفرنسية التي خصصت حيزا لهذا الحدث، وهو الحدث الذي غمر كل المغاربة بفرنسا أو أوروبا كما قالت ليلى السليماني.
طبعا التهاني من باقي الجاليات للمغاربة لم تنقطع، حتى في وسائل النقل. والجميع فرنسيون ومغاربة يحلمون بنصف نهائي بين منتخبي المغرب وفرنسا، لكن قبل ذالك لا بد من تخطي حاجز البرتغال. هذا الجيل وهذا المدرب جعلوا كل حلم ممكن . موعدنا إذن نصف نهائي بين المغرب وفرنسا.

الكاتب : باريس: يوسف لهلالي - بتاريخ : 09/12/2022

التعليقات مغلقة.