ورزازات مؤهلات كبيرة في حاجة إلى دينامية استثمارية

نظم النادي الجهوي للصحافة بأكادير رحلة استطلاعية واستكشافية قادته إلى عاصمة السينما «هوليوود المغرب» مدينة ورزازات، وذلك خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 27 من شهر نونبر 2022.
وقد دشن الوفد الإعلامي زيارته للمدينة ومنطقتها بعقد اجتماع بمقر عمالة الإقليم مع رؤساء المصالح ومختلف الفاعلين بورزازات، ترأسه الكاتب العام للعمالة عمر بليمام. وتم خلال هذا الاجتماع التعريف بالمؤهلات الطبيعية، والثقافية، والاقتصادية، والسياحية، والسينمائية التي يزخر بها الإقليم. كما قام الوفد الإعلامي بزيارة عدد من الفضاءات والمعالم التي تصنع تميز مدينة ورزازات، كقصبة تاوريرت التي تعتبر بمثابة معلمة تاريخية يرجع تاريخ بنائها لحوالي ثلاثة قرون، ومتحف السينما الذي يقابلها، والذي يشهد على التاريخ السينمائي لورزازات، التي أنجز بها منذ منتصف عقد الخمسينات من القرن الماضي وحتى الآن ما يزيد على 140 فيلما، توجد ضمنها بعض الإنتاجات الضخمة منها كأفلام «لورانس العرب» للمخرج داڤيد لين، و»شاي في الصحراء» لبرتولوتشي، وفيلمي «گلادياتور» و»مملكة السماء» لمخرجهما ريدلي سكوت، ثم أفلام أخرى كثيرة.
كما زار الوفد الإعلامي كذلك مركب الصناعة التقليدية التي تعتبر قطاعا إستراتيجيا بالإقليم، حيث يشغل حوالي 29000 صانع، ينتظمون داخل 67 تعاونية و 35 جمعية للصناع التقليديين.
وزار الوفد كذلك قصبة آيت بنحدو، التي تعتبر بمثابة حصن تم بنائه في أسفل موقع جبلي. وقد صنفت من لدن اليونسكو كتراث إنساني عالمي. ويبعد هذا القصر أو القصبة عن ورزازات بحوالي 28 كيلومترا، ويعرف زيارة وإقبال العديد من السياح القادمين من مراكش أو غيرها، والذين لا تستفيد منهم مدينة ورزازات التي تعرف إنكماشا سياحيا نتج عنه إغلاق عدد من الفنادق والبنيات السياحية لأبوابها.
وناهيك عن كل هذا، يتميز إقليم ورزازات بمؤهلات طبيعية ذات جمالية جذابة وعالية تتمثل في المضايق التي تتوفر عليها المنطقة كتودغى، ودادس، ومگون، ومضايق سيدي الفلاح التي تقع في منطقة سكورة. بالإضافة إلى المواقع المحفورة بوادي درعة، والتي هي عبارة عن مساحات شاسعة من الصخور المحفورة والمنقوشة تتوزع على حوالي 300 موقع صخري توجد بمنطقة درعة ( حوالي 30 موقعا) وتنتشر في فضاءات أخرى بمناطق تازارين، وتينزولين، وتمكروت، وميرد، وتاگونيت.
وهكذا يتبين من هذا الاستعراض لمؤهلات إقليم ورزازات، والذي يبقى بالتأكيد ناقصا، أن هذه الحاضرة التي يعني اسمها بالأمازيغية المكان أو «المدينة الهادئة»، ما زالت رغم كل المؤهلات التي تتوفر عليها في حاجة إلى دينامية استثمارية أكبر للخروج من حالة الانكماش والإقصاء، الذي يعاني منه الإقليم بفعل عدة عوامل من بينها وعورة المسالك الطرقية. فالطريق المؤدي إلى أگادير عبر تازناخت وتالوين، عاصمة الزعفران، يبقى في حاجة إلى تأهيل حقيقي. فهذا الطريق سيساهم بالتأكيد في حالة إنجازه إلى الرفع من جاذبية المنتوج السياحي ليس لورزازات فقط، بل ولأكادير وتارودانت كذلك، التي يمكن أن تشكل بمجموع مؤهلاتها منتوجا سياحيا متكاملا وذي جاذبية لا تقاوم.


الكاتب : عبد اللطيف البعمراني

  

بتاريخ : 15/12/2022