الصمود والتضحية وتجسيد الطموح الفلسطيني

سري القدوة (*)

الشعب الفلسطيني قادر على تغيير الواقع والتقدم نحو المستقبل، الذي يليق بالتضحيات والشرفاء والقدس وفلسطين، فلا يمكن استمرار الصمت أمام ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم وتطاول من قبل الاحتلال، الذي يشن هجوما شاملا على المدن الفلسطينية مستهدفا الشباب الفلسطيني للنيل من إرادته الصلبة وعزيمته القوية ومستقبله الواعد، ولا يمكن الصمت أمام ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحان وقت العمل لتغيير المعادلة والتمسك بالمبادئ والإرث الكفاحي والوطني والهوية والعنوان النضالي، الذي تجسده جماهير الشعب الفلسطيني في جميع أرجاء فلسطين، وفي مخيمات اللجوء والشتات وبلدان الهجرة والغربة .
يجسد الشعب الفلسطيني، وخاصة الجيل الوعد أو ما يمكن تسميته بجيل النكسة، أروع صور الكفاح في معادلة النضال من أجل الحرية وتقرير المصير، مؤمنا بالاستعداد للتضحية من خلال تحمل المصاعب والمعاناة والتضحيات الجسام، التي تجسدت عبر مسيرة طويلة من التضحيات من أجل نيل الحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
الشعب الفلسطيني يحمل معادلة كيميائية في علاقته بوطنه وأرضه وارتباطه بتلك المفاهيم، التي تحمل مشاعر الحب والوفاء والتمسك بالأرض والعشق الأبدي لها، وحماية هذا التاريخ الطويل وتجسيد الصمود أمام كل مؤامرات اقتلاعه من وطنه، فلا يمكن لهذا الاحتلال أن ينجح في فصل الفلسطيني عن وطنه أو اقتلاع الروح الساكنة في فلسطين، ومهما تعالت صيحات الجلاد وتواصلت مؤامرات الاحتلال يكون الفلسطيني منتصرا في كل المعارك، فلا يمكن تزوير التاريخ أو فصل الجغرافيا لإزالة فلسطين عن خارطة الوجود أو الانتقاص من حقوق الفلسطيني ومدى ترابطه بأرضه، فهذا التكوين والصمود عبر مراحل النضال جسده الفلسطيني الحالم بالعودة والمحتفظ بمفاتيح بيته من خلال وعيه الحقيقي بالنضال وعدم قدرة الاحتلال على اقتلاعه من أرضه أو تجهيله بحقوقه الوطنية الثابتة والأصيلة .
حكومات الاحتلال فشلت ولم تتمكن قيادتها، التي مثلت الإجرام بكل أشكاله، من تغيير وتزوير التاريخ والنيل من صمود شعب فلسطين المتمسك بهويته، ولا يمكن لقوى الاحتلال، والتي تحاول فبركة الوعي الزائف أن تمس قدسية النضال الوطني والثوابت الفلسطينية المتمسكة بالأرض والهوية والعنوان .
الأرض كانت وما زالت جوهر الصراع مع الاحتلال ومشروعه الاستيطاني الاستعماري القائم على سياسة القمع وتشريد شعب وحرمانه من أبسط حقوقه الوطنية والسياسية، وحتى المدنية والإنسانية، فالسيطرة على الأرض وتهويدها وما رافق ذلك من انتهاكات وجرائم كانت في قلب مشاريع حركة الاحتلال على امتداد تاريخها، بدءا بجرائم الاستيطان وجرائم التطهير العرقي ومرورا بمشاريع ضم الضفة الغربية والتهويد للأرض الفلسطينية، وخاصة في قلب القدس وسرقة المعالم الإسلامية والمسيحية والمشاريع الوهمية التي تحاول تسويقها لتهجير سكانها الأصليين والاستيلاء على أراضيهم ومواصلة العمل ضمن سياسات وإجراءات تكثيف الاستيطان وتدمير مقومات الحلول السلمية القائمة أساسا على حل الدولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة .
الشعب الفلسطيني يمتلك الإرادة والعزيمة والصمود والتحدي، وهو قادر على حماية المسيرة النضالية والحفاظ على وصايا الشهداء والوفاء لتضحياتهم العظيمة، وتمسكه بالأرض والهوية الوطنية والتاريخية والحقوق الثابتة الأصيلة لم ولن يسقط بالتقادم مهما طال الزمن .
ومن خلال ما يجري وبمتابعة دقيقة لمجمل الأوضاع القائمة في الأراضي المحتلة لا بد من إعادة التأكيد وتوجيه رسالة واضحة للعالم أجمع بأن فلسطين ستبقى حرة ولا يمكن لقوى البطش والإرهاب والعدوان النيل من إرادة أهلها الأحرار وعزيمتهم.
(*)سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

الكاتب : سري القدوة (*) - بتاريخ : 30/12/2022

التعليقات مغلقة.