دائرة إغرم بالنفوذ الترابي لإقليم تارودانت : المركز الصحي للنحيت بدون طبيب وتساؤلات بشأن وعود بناء إعدادية لإنهاء معاناة مئات التلاميذ وأسرهم؟

سبقت الإشارة في مقالات سالفة ومراسلات موجهة إلى الجهات المسؤولة إقليميا ومركزيا ، ومنذ سنوات، إلى موضوع مستوصف جماعة النحيت بإقليم تارودانت، والذي تم بناؤه من طرف القبيلة سنة 1959 ، وبداية الستينات عرف العديد من الممرضين والممرضات المخلصين لعملهم، بل واشتغل فيه أكثر من طبيب، تدخلت وزارة الصحة لتأهيل البناية من حيث توفير قاعات العمل وسكن الطبيب ومساعديه، ووعد المندوب الإقليمي السابق بتعيين الطبيب الجديد بعد «اختفاء» الطبيب الذي كان يشتغل فيه بداية 2017، وتم الاتصال بالمندوب الإقليمي والمندوب الجهوي بداية شهر مارس 2019، الذي صرح أنذاك بأن «الوزارة تعاني من نقص في الأطباء حتى في المدن، ولا يرغبون في العمل في البوادي»، مضيفا بأن «الوزارة تفكر في حوافز مادية لأطباء العالم القروي»، وبالتالي على مرضى ساكنة دائرة إيغرم أن يستمروا في نقل مرضاهم إلى تارودانت، فأكادير أو إلى المقبرة لمن لا إمكانية لهم؟ في السياق ذاته ، تم الاتصال بالمندوب الإقليمي مرات عديدة دون جدوى، ليظل المركز الصحي للنحيت، بجانب طريق معبد، دون طبيب وممرضة واحدة لا تتوفر على المعدات اللازمة للعمل لتلبية حاجيات المرضى؟
وضع يسائل الوزارة الوصية ، ويطرح دور المنتخبين المتواجدين في الغرفتين، كيف يمكن توقيف نزيف الهجرة في ظل انعدام الطبيب، مع العلم أن المركز الصحي للنحيت يتوافد عليه مرضى من جماعتي امي نتيرت وتوغمرت؟
وارتباطا بالقطاع الصحي ، دائما ، نشير إلى أن وزراء سابقين وعدوا ببناء مستشفى متعدد الاختصاصات بدائرة إغرم لساكنة ولمرضى ست عشرة جماعة قروية وبلدية واحدة ولا شيء تم إنجازه؟
وبخصوص النقائص البنيوية ، كذلك، يجدر التذكير بالشراكة بين ثلاث جماعات «والقاضي – النحيت – تيسفان»، وبين المديرية الإقليمية للتعليم بإقليم تارودانت قصد بناء إعدادية وداخلية لأبنائهم جانب جماعة والقاضي، وخصص أحد المحسنين التابعين لجماعة والقاضي لبنائها قطعة أرضية من هكتارين وسلمها لمندوبية التعليم بتارودانت سنة 2015، وتم عقد اجتماعات في المندوبية والعمالة وفي الأكاديمية وبالرباط مع وزير سابق للتعليم.. ومع ذلك لم تتحرك أية جهة لتحقيق هذا الحق المستحق ول»تحرير» أبناء المنطقة من معاناة إعدادية وثانوية الأرك التي تستقبل أكثر من ألف تلميذ سنويا في ظروف غير ملائمة، بسبب ندرة الإمكانيات المادية وندرة الماء الصالح للشرب. معضلة نذكر بها، مرة أخرى، من أجل إيجاد الحلول الناجعة، والتي منها توفير إعدادية وداخلية لكل جماعتين أو ثلاث، ولكل قيادة، فالمواطن في البوادي كالحواضر، يفكر في التعليم لأبنائه أكثر ما يفكر في قوتهم اليومي. وفي هذا السياق نشير – لمن يهمهم الأمر – إلى أن منجم النحاس بتيزيرت قرب جماعة والقاضي، من المنتظر أن يستقبل ألف وخمسمائة أسرة بأبنائها، وهي أسر وأبناء العمال طبعاـ وقد تم إشعار الوزارة الوصية بهذا المستجد الديمغرافي لتسريع بناء إعدادية وداخلية والقاضي قبل فوات الأوان.
إنها نقائص بنيوية فاضحة تسائل الوزارات المعنية، التي تبقى مطالبة بالتحرك لإنصاف سكان المنطقة والحد من التفاوتات المجالية ذات التداعيات الثقيلة على أكثر من صعيد ، علما بأن توفير قيادة لثلاث جماعات» والقاضي – النحيت – تيسفان»، معززة بأعوان ومساعديهم لكل جماعة، شكل خطوة إيجابية في سياق تقريب الإدارة من المواطنين، لكن الضرورة تقتضي، أيضا، توفير إعدادية وداخلية على الأقل لتكوين جيل قادر على مسايرة متطلبات عصره، محليا ووطنيا وعالميا.


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 22/02/2023