نوقشت في لقاء تواصلي بعاصمة زيان : تهيئة وادي أم الربيع وسبل حماية القرد «ماكو» وسمك «التروتة» من الانقراض

نظمت «جمعية ألب أطلس المغرب»، بشراكة مع «الوكالة الوطنية للمياه والغابات»، بخنيفرة، لقاءً تواصلياً لإعطاء انطلاقة «مشروع حماية قرد ماكو (مكاك) وسمك التروتة فاريو»، الممول من طرف «برنامج المنح الصغرى لهيئات المجتمع المدني بشمال إفريقيا»، التابع للمنظمة الدولية لصون الطبيعة وشركائها، عبر تعبئة الفاعلين المحليين وإنعاش السياحة الإيكولوجية بالمنتزه الوطني لخنيفرة.
اللقاء الذي احتضنه «المركز الثقافي أبو القاسم الزياني»، وعرف حضوراً نوعياً من المهتمين بالطبيعة والبيئة، والمشتغلين في الميدان الغابوي، ومن الفاعلين الجمعويين، افتتح بندوة بمشاركة باحثين جامعيين وجمعويين، ومسؤولين بالمنتزه الوطني (ذ. حسن بلحسن، ذ. محمد خافو، ذ. حسن عبا، ذ. عباس المامون) تميزت بنقاشات غنية أثمرت خلاصات وتوصيات.
كلمة رئيسة الجمعية المنظمة ذة. نادية عمار، أبرزت «أهمية المشروع بإقليم كخنيفرة يعد من أهم المناطق الرطبة، وجعله قبلة عالمية للرياضات المائية، ومدى مساهمة المشروع في ضمان ثقافة الحفاظ على البيئة»، مشيرة إلى «الرهان على استقرار عيش ساكنة الجبل والرفع من المرشدين السياحيين، في أفق الاشتغال على مشاريع أخرى مع المياه والغابات»›.
مدير المنتزه الوطني بخنيفرة، ذ. حسن بلحسن، أشار إلى «الاستراتيجية الغابوية الجديدة: «غابات المغرب 2020-2030»، والتي تشكل نقطة تحول مهمة في تدبير الغابات بالمغرب، وفي إطارها يجري إشراك الجمعيات في حماية المجال»، متحدثا عن «القرد مكاك وسمك التروتة (لاترويت) المتواجد بواد أم الربيع وواد اشبوكة، وما تتطلبه هذه الأنواع السمكية من أدوار فاعلة لحمايتها من الأخطار التي تهدد وجودها»، مستعرضا « أهمية المنتزه الوطني في التدبير المستدام للثروات الطبيعية وإنعاش السياحة الإيكولوجية، وحماية البيئة والتنوع البيولوجي»، متوقفا عند «جغرافية وخصوصيات المنتزه، وتميزه بمساحة 32 ألفا من شجر الأرز، وبمؤهلات طبيعية وبحيرات كثيرة، و897 نوعا من النباتات، و209 أنواع من الطيور، و7 أنواع من البرمائيات، و30 نوعا من الزواحف و41 نوعا من الثدييات» ، مبرزا « مساهمة المنتزه في العمل على إدماج السكان المحليين وإشراكهم في عملية التنمية المحلية، وفي الاهتمام بالمواقع ذات الطابع الأثري والتاريخي، والصناعات التقليدية والموروثات الشفهية والمسارات السياحية والرساميل البشرية، وكذا في تثمين الأعشاب النادرة والطبية»، لافتا إلى «حجم التدخلات للحد من التهديدات التي قد يتعرض لها المجال الغابوي، وما يقوم به المنتزه من أنشطة تحسيسية».
الباحث الجامعي محمد خافو، أوضح في عرضه حول القرد مكاك أو ماكو (زعطوط)، أن الأخير «يعد من الأنواع الحيوانية النادرة في العالم، ومن الثروات البيولوجية لمنطقة الأطلس المتوسط»، مركزا على» ظروف عيش هذا الكائن الحيواني، وتوزعه الجغرافي، والسبل الضرورية لحمايته من الانقراض»، مستعرضا «محاولات الباحثين لتجميع ما يمكن من المعطيات الدقيقة حول هذا الكائن «، وكذا كل «ما يتعلق بحياة القرد مكاك، وظروف استيطانه بين الغابة والجرف، والفترات التي يتم فيها التزاوج والتوالد في عالمه، ونظامه الغذائي المتكون من النباتات والفواكه والبذور وأوراق الشجر، والفطريات واللافقاريات والسحالي والحلازين»، مشيرا لبعض الأطعمة «التي يلقيها الناس للقردة ببعض المواقع السياحية دونما وعي بما يحدثه ذلك من أثر سلبي على صحة وحياة هذه القردة».
وبدوره، تناول الباحث الجامعي حسن عبا، موضوع سمك التروتة (لاترويت)، و»الضرورة الملحة لحماية نوعه النادر من الانقراض، والسبل الناجعة والتقنية لضمان استمرارية ثروتها وتدبيرها بالطرق العلمية»، متطرقا إلى «الشروط المرتبطة بجودة الماء وبما يوفر لهذا النوع من السمك العيش البيئي الآمن والسليم، وبالموطن المناسب لتوالده»، مذكرا ب «التهديدات التي يتعرض لها هذا النوع من الأسماك»، ضمنها « إشكالية انخفاض عمق وعرض الماء، وأثر ذلك على حياة وسلامة وبيئة سمك التروتة»، وكذا « التدخل البشري السلبي وضرورة تفعيل ما تنص عليه القوانين المرتبطة بنظام حماية الثروة السمكية»، متوقفا عند «أعمال التهيئة الواجب القيام بها وفق ما يتماشى ونظام الطبيعة والتغيرات المفروضة على الأحوال المائية»، مشيرا ل «حياة سمك التروتة بين جريان الماء وركوده».
ذ. عباس المامون انطلق في مداخلته من الإعلان عن «التحضيرات الجارية لإحداث مركز إفريقي بخنيفرة للرياضات المائية (الكاياك والرافتينك)، مع مشروع جاهز ينتظر توقيع مصالح المياه والغابات على اتفاقية شراكة بشأنه»، معربا عن «الاعتزاز بما يتوفر عليه المغرب من أبطال في الرياضات المائية»، مشيرا لوجود «أزيد من 700 شخص مرخص لهم بمزاولة هذه الرياضات والمشاركة بها في المنافسات الوطنية والدولية».وارتباطا بالموضوع، أشار ل «حاجة وادي أم الربيع لتهيئة مناسبة ولائقة بتنظيم المنافسات الدولية في الرياضات المائية»، متطرقا لموضوع «المرشدين السياحيين والقوانين المؤطرة لهم بقصد الحيلولة دون فتح المجال للدخلاء ومنتحلي الصفة»، فضلا عن تناول «التكوينات التي تم القيام بها بغاية توسيع قاعدة الممارسين للرياضات المائية، على اعتبار أن طبيعة إقليم خنيفرة سياحية أكثر ما هي اقتصادية».
ومن أهم التوصيات التي أفضت إليها نقاشات اللقاء التواصلي، «ضرورة اتخاذ ما يمكن من الإجراءات لحماية القرد ماكو، والمحافظة على عيشه وطبيعته وموطنه، وكذا صون بيئة سمك التروتة، والتحسيس بأهمية تهيئة نهر أم الربيع وواد شبوكة، وإشراك الفعاليات الجمعوية والمؤسسات التعليمية في النهوض بالسياحة البيئية والرياضات المائية، وتقوية التواصل مع المنتزه الوطني لخنيفرة›.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 20/03/2023