المغرب يسجل حوالي 30 ألف حالة إصابة بالسل في السنة والداء يحتل المرتبة التاسعة في قائمة الأمراض القاتلة

المعدّلات المسجلة في بلادنا تعادل ما كان متفشّيا في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية

 

أكد الدكتور عبد الله طالب أن السل يعتبر مرضا قاتلا إذ يحتل المرتبة التاسعة في قائمة الأمراض المميتة، مشيرا إلى أنه يصيب كل سنة عبر العالم حوالي 10 ملايين و 600 ألف شخص وتتسبب تداعياته الصحية في وفاة حوالي مليوني شخص. وأوضح المتحدث، وهو عضو العصبة المغربية لمحاربة السل، في عرض قدّمه أول أمس الثلاثاء بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين السبع بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة داء السل، أن هذا المرض يشكّل 40 في المئة من الوفيات بالنسبة للأشخاص المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة، لأن داء السل لديه خاصية تتمثل في أنه يكون مقرونا بمجموعة من الأمراض التي تضعف وتفقد المناعة بالنسبة للأشخاص.
وأبرز الدكتور طالب أنه يتم سنويا تشخيص حوالي 30 ألف حالة إصابة بمرض السل حسب ما يصرح به الأطباء، بالنظر إلى وجوب التصريح بالمرض عند اكتشاف كل حالة مرضية في هذا الصدد، مؤكدا بأن هناك حالات عديدة لا يتم تشخيصها. وأوضح الخبير المختص من خلال العرض الذي قدّمه أمام طلبة الكلية وعدد من الفاعلين أن المعدل الوطني للإصابات بداء السل يبلغ 88 حالة لكل 100 ألف نسمة، وهي نفس الوضعية الوبائية التي تم تسجيلها في أوروبا خلال نهاية الحرب العالمية الثانية وتم تجاوزها لاحقا، إذ أن عدد حالات السل في الدول الأوروبية يقدّر اليوم بـ 10 حالات كمعدل سنوي لكل 100 ألف نسمة.
وتتباين أرقام الإصابة بمرض السل حسب الجهات والمدن، إذ تجاوز المعدل سقف 100 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة في جهتي طنجة تطوان الحسيمة والدارالبيضاء سطات نموذجا، وفقا للأرقام الرسمية لسنة 2021. ويؤكد المختصون أن هناك مجموعة من العوامل التي تتسبب في استمرار تفشي الداء رغم المجهودات التي يتم بذلها لمحاصرة المرض، ورغم النتائج المشجعة التي تتعلق بمعدلات الشفاء وبتراجع نسبة المنقطعين عن استعمال الدواء مع ما يعني ذلك من تقليص لأرقام الإصابة بالسل المقاوم للأدوية، والتي لها علاقة بالهشاشة في مختلف مستوياتها، بالنظر إلى أن عددا من المحددات الاقتصادية والاجتماعية تتداخل في ما بينها وتخلق بيئة حاضنة للمرض، كما هو الشأن بالنسبة لنمط العيش والتغذية والسكن وغيرها من المحددات الأخرى.
بالمقابل ينبّه المختصون إلى أن ارتفاع الإصابات بداء السل الحيواني الذي ينتقل من الأبقار إلى الإنسان ويشددون على ضرورة عدم شرب الحليب غير المعقم أو الذي لم يطبخ وباقي المنتجات الحليبية الأخرى، لسهولة انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان. وجدير بالذكر أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية كانت قد أعدّت وأطلقت مخططا وطنيا استراتيجيا للوقاية والتحكم في داء السل للفترة ما بين 2021 و 2023 بهدف تقليص عدد الوفيات الناتجة عن المرض خلال السنة الجارية بنسبة 60 % مقارنة بـ 2015.
ويرتكز هذا المخطط على عدد من الأهداف، من بينها رفع عدد الحالات المكتشفة من مرض السل إلى 34 ألف حالة على الأقل في أفق سنة 2023، والإبقاء على نسبة النجاح العلاجية المتمثلة في 90 % على الأقل خلال السنوات المندرجة في إطار المخطط الوطني الاستراتيجي، إضافة إلى رفع عدد حالات مرض السل المقاوم للعلاج إلى 480 ونسبة معالجتها بنجاح إلى 80 % على الأقل، مع توفير الكشف السريع عن فيروس نقص المناعة المكتسبة لـ 95% من المصابين بمرض السل والمحافظة على نسبة 100% من الحالات المصابة بمرض السل أو نقص المناعة المكتسبة الخاضعة للعلاج عن طريق مضادات فيروسات النسخ العكسي.

 


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 23/03/2023